2025.05.21
الجزائر

إشادة إسبانية جديدة بدور الجزائر في ضمان أمن الطاقة


في خضم التوترات السياسية التي مرت بها العلاقات الجزائرية-الإسبانية خلال السنوات الأخيرة، عادت مدريد لتُشيد مجددًا بالدور الحيوي الذي تلعبه الجزائر في تأمين احتياجاتها من الطاقة، مبرزة صلابة هذا التعاون رغم الخلافات الدبلوماسية.

وفي هذا السياق، وصف وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الجزائر بأنها "صديق عظيم ومورد موثوق"، مؤكداً على متانة العلاقات في مجال الطاقة، وذلك خلال مداخلة له، أمس الإثنين، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني في العاصمة مدريد.

وقال ألباريس إن تعزيز بلاده للعلاقات مع المغرب لا يتعارض مع الحفاظ على علاقات "متميزة" مع الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر ظلت "شريكًا موثوقًا" في مجال تزويد إسبانيا بالغاز الطبيعي، ولم تتأثر الإمدادات رغم ما شهدته العلاقات من توتر.

وأضاف الوزير الإسباني: "لم تتأثر إمدادات الغاز خلال السنوات الأخيرة، بل واصلت الجزائر تأكيد موقعها كمورد رئيسي نحو إسبانيا، إلى جانب كونها صديقًا عظيما لبلادنا".

وفي مؤشر على تحسن العلاقات الاقتصادية، كشف ألباريس عن ارتفاع كبير في الصادرات الإسبانية نحو الجزائر بنسبة 142 بالمائة خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، وهو ما يعكس – حسب قوله – استمرار ديناميكية التبادل التجاري بين البلدين.

مؤشرات على عودة الدفء بين الجزائر ومدريد

بعد قطيعة دبلوماسية حادة بدأت في عام 2022، تبدو العلاقات الجزائرية الإسبانية اليوم في طريقها نحو إعادة الترميم.

وقد جاء هذا التوتر عقب إعلان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، دعم بلاده لمقترح المغرب القاضي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية، وهو الموقف الذي اعتبرته الجزائر انحيازًا واضحًا، وردّت عليه بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أُبرمت بين البلدين في 2002.

هذا التحول المفاجئ في الموقف الإسباني فجّر أزمة غير مسبوقة بين الجزائر ومدريد، ألقت بظلالها على مختلف جوانب التعاون الثنائي، بما في ذلك التبادل التجاري واللقاءات السياسية رفيعة المستوى.

غير أن الأشهر الأخيرة شهدت بوادر تهدئة لافتة، توّجتها أول زيارة رسمية لمسؤول جزائري إلى إسبانيا منذ بداية الأزمة، تمثلت في استقبال وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي، لنظيره الجزائري، إبراهيم مراد، في فبراير الماضي. وقد اعتُبرت هذه الزيارة مؤشرًا عمليًا على رغبة مشتركة في طي صفحة الخلاف والعودة إلى حوار بنّاء يخدم المصالح المتبادلة.