2025.11.11
بوطالبي لـ\ اقتصاد

بوطالبي لـ"الأيام نيوز": نحو شراكة جزائرية تركية واعدة في صناعة النسيج


إيمان عبروس
04 نوفمبر 2025

 أكد أمين بوطالبي، رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير (CAAID)، أن الشراكة الجزائرية التركية تشكل نموذجا واعدا للتعاون الاقتصادي، خاصة في قطاع الصناعة النسيجية، الذي يعد أحد أهم المجالات القادرة على خلق قيمة مضافة وفرص تشغيل جديدة في السوق الجزائرية.

وفي تصريح خص به "الأيام نيوز"، أوضح بوطالبي أن المركز يسعى إلى تحفيز ديناميكية اقتصادية جديدة عبر تشجيع المؤسسات الأجنبية، وعلى رأسها الشركات التركية، على الاستثمار المباشر في الجزائر، مؤكدا أن “الجزائر تملك كل المقومات لتكون قطبا صناعيا إفريقيا متكاملا، ووجهة مفضلة للمستثمرين بفضل الاستقرار والإصلاحات الاقتصادية الجارية.

وأضاف بوطالبي أن المركز العربي الإفريقي يعمل على فتح الأسواق الجزائرية أمام شراكات حقيقية ومثمرة، مشيرا إلى أن 74 شركة تركية من كبريات المؤسسات المسجّلة في البورصة حضرت إلى الجزائر لعرض قدراتها في مجالات متعددة، على رأسها صناعة النسيج الموجهة للأطفال، وهو ما يعكس حجم الاهتمام التركي بالسوق الوطنية.

وشدد المتحدث على أن هذه الزيارة ليست مجرد لقاء اقتصادي عابر، بل "خطوة عملية نحو بناء تعاون استراتيجي طويل الأمد بين المؤسّسات الجزائرية والتركية"، موضحا أن اللقاءات التي جرت قبل أربعة أشهر بين الطرفين قد ساهمت في تحفيز الرغبة الاستثمارية لدى الشركات التركية، التي ترى في الجزائر سوقا واعدة ومفتاحا للولوج إلى أسواق إفريقية أوسع.

وأشار بوطالبي إلى أن تركيا تعد من أكثر الدول اهتماما بالسوق الجزائرية، مضيفا أن  لأتراك معروفون بعقلانيتهم الاقتصادية وحرصهم على الشراكة العملية والمثمرة. إنهم لا يأتون إلى الجزائر للزيارة فقط، بل للبحث عن فرص حقيقية للشراكة والاستثمار المباشر.

وكشف رئيس المركز أن قيمة الواردات الجزائرية في قطاع النسيج بلغت نحو 182 مليون دولار سنويًا، وهو ما يفتح آفاقا واسعة لتعويض جزء معتبر من هذا المبلغ عبر الإنتاج المحلي والشراكات الصناعية. وقال في هذا الصدد إن الصناعة النسيجية تمثل رهانا استراتيجيا للجزائر، والمطلوب هو نقل الخبرة والتكنولوجيا التركية لتطوير هذا القطاع الحيوي محليا.

كما أعلن بوطالبي أن الأيام المقبلة ستشهد توقيع اتفاقية تعاون بين غرفة التجارة والصناعة لمدينة بورصة التركية والجمعية الجزائرية للصناعة النسيجية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية ستمثل الانطلاقة الحقيقية لأول مشروع منظم ضمن إطار التعاون الثنائي المباشر.

وأضاف أن اليوم نزرع أول بذور الشراكة، وغدا سنجني ثمارها. نلاحظ أن الخبرة التركية متجذرة في الصناعة، وأن المؤسسات التي جاءت إلى الجزائر لن تغادر خاوية اليدين. كل واحدة منها ستجد سوقا أو شريكا أو مشروعا للاستثمار.

وأكد رئيس المركز أن الجزائر أصبحت وجهة جذابة بفضل الإصلاحات القانونية والاقتصادية التي تبنّتها الدولة لتسهيل مناخ الاستثمار، من خلال إزالة العراقيل البيروقراطية ومنح امتيازات للمستثمرين الجادين.

وأضاف أنه  يعمل مع السلطات العمومية لتوفير أرضية شفافة ومشجعة، لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحوافز المالية فقط، بل على وضوح الرؤية واستقرار القوانين. 

وفي ختام تصريحه لـ الأيام نيوز، دعا بوطالبي جميع المتعاملين الاقتصاديين، لاسيما في قطاع النسيج، إلى استثمار الفرص المتاحة والانخراط في السوق الجزائرية الواعدة، مؤكدا أن المركز العربي الإفريقي سيواصل مرافقة كل المبادرات الجادة لتعزيز الإنتاج الوطني وتوسيع قاعدة الشراكة مع مختلف الدول الصديقة.

مؤكدا أن الجزائر اليوم تتحرك بثقة نحو تنويع اقتصادها. نحن نؤمن أنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة صناعة وشراكات حقيقية، وليست مجرد تبادل تجاري. هدفنا هو أن تتحول الجزائر من مستورد إلى مصدر في مجالات مثل النسيج، عبر نقل الخبرة التركية وتوطينها محليا.

كما أشار أنه بهذه الرؤية الواقعية والطموحة، يسعى المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير إلى تحويل المبادرات الثنائية إلى مشاريع ملموسة تخلق الثروة وتدعم النمو المستدام، لتصبح الجزائر مركزا محوريا في خارطة الاستثمار العربي والإفريقي.