الفنان التونسي لطفي بوشناق: التطبيع الثقافي مع الصهاينة مجرد “وهم”

يعرّف نفسه بأنه المواطن العربى البسيط الذي يحمل في رسالته الفنية هموم أمة، إنسانيته تجسّدت في ما قدّمه للقضية الفلسطينية التي ناصرها ودافع عنها بكلمات أغانيه حين غنّى “غزة اصمدي”، لطفي بوشناق سفير الأغنية التونسية تحدّث في حوار مع “الأيام نيوز” عن الفنان العربي وسقوط جزء منه في الشعبوية الفنية التي يرى أنها لن تمضي بعيدا، لأنه لن يصح في الأخير إلا الصحيح و”ما يبقى في الوادي سوى حجارو” كما قال باللهجة التونسية.

– لماذا الجمهور التونسي يرى لطفي بوشناق دائما رقم واحد، هل يعود ذلك إلى اختياراتك الفنية؟

أنا لا تهمني الأرقام ودائما أقول أنني لا أبحث عن موقع أو ترتيب بقدر بحثي عن موقف وعن عمل ومبادئ وأعمال تحفظها الذاكرة وأن أكون صادقا مع الله ومع جمهوري ورسالتي وفنّي وهذا أهم ما في حياتي وطريقي.

– لك تجربة هامة وثرية مع الشاعر آدم فتحي، هل هناك أسماء أخرى تراها قادرة أن تضيف لمسيرتك الفنية خاصة وأنك منفتح على أنماط موسيقية عديدة العربية منها والتركية وغيرها؟

بالطبع مع الشاعر آدم فتحي كانت لي تجربة كبيرة ومسيرة وبرنامج وضعناه مع بعضنا وهو مقتنع بي وأنا كذلك، كما تعاملت مع الشعراء صلاح الدين بوزيان وهو من أوائل من تعاملت معهم وكذلك الشاعر رضا شعير وحسن شلبي وأنا يداي مفتوحة للتعامل مع كل الشعراء شرط أن يضيف لي العمل في تاريخي الفني.

– بعض أفراد عائلتك يشقون طريقهم الفني، هل لك دور في ذلك؟

بالنسبة لأبنائي عبد الحميد وحمزة بوشناق ليس لي أي تأثير في خياراتهم الفنية ولم أقدم لهما أي دعم أو وساطة فقط غير الدعاء لهما بالتوفيق والنجاح كما أن لهما من الخبرة والذكاء ما يمكنهما من نحت مسيرتهما الفنية الخاصة بهما ولم أتدخل يوما لا في تفاصيل كبيرة أو صغيرة تتعلق بأعمالهما الفنية.

– وضع الفنان أصبح صعب في ظل الشعبوية الفنية، ما هو تعليقك؟

ما يصدر من القلب بصدق وبحرفية ومهنية ويعمل باحترام للجمهور ولرسالته ولفنه وشخصه يبقى في الذاكرة ومن يختار طريق الشعبوية مآله الزوال وما يبقى في الوادي إلا حجرو ولا يصح إلا الصحيح.

– ماذا قدّم العمل النقابي للفن والفنان في تونس؟

يوجد من يعمل ويناضل من أجل كرامة الفنان وحقوقه ومستقبله، وأحيي كل من سعى ويعمل من أجل ضمان عيش كريم للفنان التونسي، كما أحيي كل النقابات السابقة والحالية.

– ما رأيك في اختيار الأسماء الفنية في المهرجانات الصيفية هذه السنة؟

لا أسمح لنفسي بأن أقيّم، لأنني لا أستطيع أن أكون الحكم والخصم في نفس الوقت.

– لماذا يتم اختيار الأسماء العربية الأكثر انتشارا على حساب المضمون الفني وعلى حساب الفنان التونسي؟

هذا يمكن أن يطرح على مديري المهرجانات.

– لماذا لا نرى وجوها فنية مغاربية، جزائرية، ليبية، موريتانية في مهرجاناتنا الصيفية؟

تونس مفتوحة أمام كل الفنانين العرب والمغاربة وأهلا بهم جميعا بيننا.

– يعرف عن الأستاذ والفنان لطفي بوشناق أنه يحمل في رسالته الفنية هموم الإنسان العربي، وتعتبر أن للفن رسالة إنسانية ومقاومة، اليوم تعيش غزة تحت القصف الصهيوني، ماذا تقول للفلسطينيين في القطاع وللقضية الفلسطينية ككل ؟

العدوان اللاإنساني على مدينة غزة لا يمكن أن لا تكون لي ردة فعل عنه، وكأنني توقعت ما سيحصل واستبقت ذلك، أنا الآن أعد أوبرا جديدة اسمها التحدي العربي تلخّص ما جرى وما يجري وما سيجري مستقبلا في المنطقة العربية.

أنا أغني لوطني العربي وأَزلت كل الحدود بيننا وأنا جزء من هذا الوطن الكبير لأن الفن ذاكرة والفنان يجب أن يكون شاهدا على عصره لأنه هو المرآة التي تعكس الواقع الذي نعيشه، بل هو امتداد للماضي وتصالح مع الحاضر ورؤية تجاه المستقبل.

كما أترحم على شهدائنا وأدعو الله أن يشفي جرحانا، وما يحصل في غزة مظلمة كبيرة وعار على جبين الإنسانية، وأقول لكل فلسطيني وكل أهالي غزة “خلّيك صامد يا فلسطيني ردي إيماني ردي يقيني بأن الحق طريق القوة وأن العدل فتوة وكل ما بني على الغلط مآله الزوال ومهما يعمل الظالم له يوم”.

– موقفك من تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني؟ وكيف تعلّق على مسألة التطبيع الثقافي؟

أنا لا أؤمن بهذا ولا يوجد تطبيع ثقافي بالنسبة لي شخصيا، لأنني أحمل قضية إنسانية ملتزم بها أمام الله والتاريخ وأمام ضميري يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

– هل يفكر الفنان لطفي بوشناق في مشروع فني جامع بين الغناء والمسرح يعبّر عن هذه المرحلة التي تعيشها الأمة العربية؟

هو عمل كبير وممتاز أتمنى أن يتجسد على أرض الواقع، لكن يتطلب ذلك سيناريو في مستوى عال ولي شرف المشاركة فيه أو تلحينه وأتمنى من خلال حوارنا هذا أن تصل الرسالة إلى من يهمه الأمر، وأنا موجود وفي خدمة مثل هذا المشروع الفني.

جهاد الكلبوسي - تونس

جهاد الكلبوسي - تونس

اقرأ أيضا