2025.05.15
فسيفساء

ما هو الأكثر وجعا؟


أن يتم استخدام أوراق الكتب في محاولات طهو قد تنقذ حياة طفل، وتحول دون الموت جوعاً؟ أم موت الناس جوعاً أمام نسخ كتبٍ مبعثرة في الطرقات، لم تصنع أيّ فرق من إنسانية ومعنى في رؤوس بشر شاركت في الإبادة صمتاً...؟ لم تترك الإبادة خياراً أمام غزّة التي انحازت بفطرة تلقائية إلى أبسط مفاهيم الحياة أمام ازدواجية المعايير العالمية ورداءة "القيم الانسانية" المزيفة... 

"الحياة" المهددة كل يوم بكل أشكال الحريق والانفجارات وطنين طائرات "الكواد كابتر" التي تصطاد الناس من الشوارع فيما يبحثون عن قليل من الخبز في حصار إبادي، لقتلهم جوعاً... أما نحن المترفين بوهم الكتابة عبر منصّات السوشيال ميديا، على بعد رصاصة من اغتيال غزّة اليومي في الدخان... نظُنّنا نصرخ في وجه العدم بعبارات الغضب الكسيحة، غير أننا لسنا سوى زَبَد كلمات، ليتها تجسّدت - على الأقل - ورقاً في كُتب، لطهو قليل من الطعام لإنقاذ حياة طفل من الجوع في غزة... يا عار هذا الوقت البشع، يا بؤسنا اليومي فينا...!