وجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بصفته الرئيس الحالي لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، رسالة إلى المشاركين في المنتدى، أكد فيها التزام الجزائر الثابت بتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب كخيار استراتيجي ومحور أساسي في سياستها الخارجية، مبرزاً جهود الجزائر في ترسيخ مبادئ التضامن الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي رسالته، شدد الرئيس تبون على مواصلة الجزائر لدورها الفاعل في تعزيز التعاون متعدد الأطراف، خاصة في إطار مجموعة الـ77+ الصين وحركة عدم الانحياز، مشيراً إلى دور الجزائر الريادي في الدفع نحو إقامة نظام اقتصادي دولي جديد، أكثر عدلاً واستدامة، يستند إلى مبادئ الإنصاف والتنمية الشاملة.
واستعرض الرئيس تبون جملة من المبادرات التي أطلقتها الجزائر لتجسيد هذا التوجه، على غرار إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، ومراجعة الأطر القانونية للاستثمار بهدف تعزيز الشراكات وتسهيل خلق فرص العمل، بالإضافة إلى دمج التعاون جنوب-جنوب في الاستراتيجية الوطنية للتنمية، وتقديم الدعم للدول الإفريقية التي تواجه تحديات اقتصادية وتنموية.
وفي إطار دعم البنية التحتية الإفريقية، أشار رئيس الجمهورية إلى إنجاز الجزائر للشطر الخاص من الطريق القاري العابر للصحراء والطريق الرابط مع موريتانيا، بالإضافة إلى ربط الألياف البصرية عبر الصحراء، في خطوة تهدف إلى تسهيل التبادلات وتحسين ظروف المعيشة ودعم التحول الرقمي في القارة.
كما أعلن الرئيس تبون عن احتضان الجزائر للدورة الرابعة من المعرض الإفريقي للتجارة البينية من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، وهو حدث اقتصادي كبير من شأنه تعزيز الشراكة التجارية والاستثمارية بين دول القارة في سياق التوجه نحو التكامل الاقتصادي القاري.
وختم رئيس الجمهورية رسالته بدعوة جماعية إلى استغلال هذه المنصات لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وجعل إفريقيا شريكاً فاعلاً في صياغة نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وإنصافاً، مؤكداً أن الجزائر ستظل وفية لمبادئ التضامن والتعاون والشراكة المتوازنة في سياستها الخارجية.