2025.05.15
حديث الساعة

بمقاربة شاملة بعيدا عن أي وصاية.. الجيش الجزائري يحسم جيوسياسية الإرهاب


في سياق دولي مضطرب يزداد فيه خطر الإرهاب وتتعاظم فيه تحديات الأمن الإقليمي، جدّدت الجزائر موقفها الثابت من خلال احتضان ملتقى دولي رفيع، حرص الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول شنڨريحة على التأكيد فيه أن الدولة التي دفعت ثمنا باهظا لمواجهة التطرف، لن تقبل اليوم بأن يُملى عليها كيف تواجهه، بل تعرض تجربتها أنموذجًا للآخرين.

أشرف الفريق أول السعيد شنڨريحة على افتتاح أشغال ملتقى دولي بعنوان: "جيوسياسية الإرهاب في ظل التحولات العالمية الجديدة"، احتضنه النادي الوطني للجيش ببني مسوس يومي 7 و8 ماي 2025.

ويعكس الملتقى، الذي يُنظّم في ظرف إقليمي بالغ التعقيد، إصرار الجزائر على الدفع بمقاربتها الشاملة متعددة الأبعاد في مواجهة الإرهاب والتطرف، ويؤكد كذلك على أهمية دور المؤسسة العسكرية في تأطير الرؤية الأمنية الوطنية وفقًا لمبادئ السيادة والتجربة الذاتية.

وحضر الافتتاح مستشارون لدى رئيس الجمهورية، وأعضاء من الحكومة، إلى جانب المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وقادة القوات وقائدي الدرك الوطني والحرس الجمهوري بالنيابة، وعدد من الأساتذة والخبراء الجزائريين والأجانب.

في كلمته الافتتاحية، أطلق الفريق أول شنڨريحة جملة من الرسائل القوية، مركّزًا على تفرد الجزائر في فهم خطر الإرهاب ومواجهته، وقال "يجدر التذكير أن الجزائر أدركت مبكراً، خطورة الإرهاب الهمجي والتطرف الظلامي، الذي هدد أركان الدولة الوطنية، ونظامها الجمهوري، وباتت الأقدر على فهم هذا الخطر الدخيل، بحكم معاناتها من ويلاته، فاستطاعت بفضل تمسك الشعب بوطنه، والتفافه حول مؤسساته وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي، من إفشال هذه المخططات الخبيثة، التي استهدفت الدولة ووحدة المجتمع وهويته الأزلية.

ومن أجل ذلك كله، فإن الجزائر لا تقبل أن يزايد عليها أحد في خبرتها في مواجهة الإرهاب، في إطار قوانين الجمهورية، فهي التي اكتوت بناره قبل الجميع، وهي التي أعلنت عليه الحرب، حين كان الشك والتردد والتواطؤ يملأ كثيرا من المشاهد السياسية والإعلامية والإقليمية والدولية.

ولقد انتصرت الجزائر، بشعبها وجيشها ومؤسساتها على آفة الإرهاب، مطورة تجربة فريدة في مكافحته والوقاية منه، سواء على الصعيد العملياتي، أو من خلال تبني مقاربة شاملة متعددة الأبعاد، أضحت مثالا يُحتذى به في مجابهة هذه الآفة، وبوصلة يُهتدى بها في تحصين الدول والمجتمعات من هذا التهديد العابر للحدود والأوطان."

وعقب إلقاء كلمته، أعلن الفريق أول شنڨريحة رسميًا عن افتتاح الملتقى، متمنيًا التوفيق للمشاركين فيه.

وقد تميزت أشغال الملتقى بتقديم سلسلة من المحاضرات التي تناولت تحولات الخارطة الجيوسياسية للإرهاب، وسبل الوقاية منه، مع التركيز على قواعد وآليات المقاربة الجزائرية، في ظل تسارع الأحداث في منطقة الساحل، وازدياد التحديات العابرة للحدود.

وأسفرت النقاشات العامة وورشات العمل عن بلورة جملة من التصورات والتوصيات، من شأنها أن تدعم الجهود الجزائرية والدولية في مواجهة التطرف بجميع أشكاله.