أعلنت الجزائر عن اعتماد نظام معلومات جغرافي متطور يتضمن خريطة إلكترونية تفاعلية تشمل أكثر من 6 آلاف موقع ومعلم تاريخي، بما في ذلك مراكز التعذيب والمحتشدات وبيوت القادة، وكل ما يتعلق بتاريخ البلاد.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وممثل وزير المجاهدين الدكتور حسن عبد الستار، اليوم الخميس، أن مجازر 8 ماي تمثل مرحلة حاسمة في تاريخ الجزائر نحو الاستقلال، مشددًا على أن الذاكرة تعتبر من القضايا الاستراتيجية لتحصين الشباب وبناء التماسك الاجتماعي لمواجهة مختلف التحديات العالمية والأخطار المحتملة التي قد تهدد البلاد.
وخلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945 واليوم الوطني للذاكرة، صرح الدكتور حسن عبد الستار بأن "هذه المجازر تشكل محطة فارقة ومفصلية في تاريخ الجزائر وفي تاريخ الحركة الوطنية التي عانت الأمرين جراء السياسة الاستعمارية الفرنسية التي استمرت لعقود، واستخدم فيها الاستعمار الفرنسي جميع الوسائل اللاإنسانية من خلال ارتكاب أبشع الجرائم وأفظع الانتهاكات".
وأوضح أن هذا التاريخ يكتسي أهمية بالغة في الانتقال من العمل السياسي إلى العمل العسكري، مؤكدًا على ضرورة التحضير لثورة كانت الأعظم في التاريخ.
كما أشار إلى أن تضحيات الشعب عبر المقاومات الشعبية وثورة أول نوفمبر تحمل دلالات رمزية عميقة، وأن ثورة نوفمبر تمثل مشروعًا استراتيجيًا مستمرًا في بناء الجزائر من خلال التنمية المستدامة وحماية البلاد من جميع التحديات الخارجية.
ويرى الدكتور حسن عبد الستار أن الذاكرة تمثل مشروعًا قائمًا بذاته وجرى تأسيسه، حيث أصبحت من القضايا الاستراتيجية التي تقع في صدارة أولويات الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية، الذي عمل من خلال قراراته ومنجزاته على تفعيل مشروع الذاكرة الوطنية لتحقيق المناعة المجتمعية وبناء التماسك الاجتماعي وتفعيل الجبهة الداخلية، خاصة في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات الدولية والإقليمية للدفاع عن الجزائر.
كما شدد في السياق ذاته على موقف الجزائر الثابت والأصيل بشأن ملف الذاكرة، مؤكدًا على أنها لن تتنازل عنه وأن مستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا مرتبط بمعالجة هذا الملف.
استكمال مشروع لعبة إلكترونية تحاكي تاريخ الثورة الجزائرية خلال الأشهر القادمة
وفيما يتعلق ببرنامج وزارة المجاهدين في إطار مقاربتها لصون الذاكرة، أوضح أنها تعمل سنويًا وفق استراتيجية واضحة لمرافقة الشباب في الوسائط الرقمية الجديدة، وتوظيف أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لفهم تصورات الجيل الحالي بهدف الحفاظ على مناعتهم التي لا تتحقق –حسب رأيه- إلا باستخدام الوسائل الحديثة.
كما كشف عن أن وزارة المجاهدين، في إطار الاحتفال بالذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945 وسبعينية الثورة، سطرت العديد من المشاريع قيد الإنجاز، من بينها مشروع اللعبة الإلكترونية التي ستحاكي لأول مرة في تاريخ الجزائر معارك الثورة الجزائرية في مختلف الولايات، بالإضافة إلى ما تعرضت له الجالية في المهجر. وأضاف أن بعض أجزاء هذه اللعبة الإلكترونية ستطلق خلال الأيام القادمة على أن تكتمل بعد بضعة أشهر.
وأشار المتحدث إلى أن الوزارة أنتجت أيضًا تطبيقًا إلكترونيًا يحاكي تاريخ الجزائر، خاصة في فترة المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، والذي سيوفر للشباب قاعدة معلوماتية مهمة في الفضاء الإلكتروني بالصوت والصورة بثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية.