2025.05.15
تقارير

دعائم أمن الطاقة والنمو الاقتصادي.. تعرف على أكبر محطات توليد الكهرباء في الجزائر


تُعد أكبر خمس محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر من الدعائم الأساسية لشبكة الكهرباء الوطنية، لما لها من دور محوري في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في ظل التوسع العمراني والنمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد. وتعتمد هذه المحطات على تقنيات حديثة ومتطورة تُسهم في رفع كفاءة الإنتاج مع الحد من الأثر البيئي.

وتعمل الجزائر، بحسب ما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة، على تنفيذ مشاريع إستراتيجية لتوسيع بنيتها التحتية في قطاع الكهرباء، مع التركيز بشكل أساسي على الغاز الطبيعي الذي يُمثل ما يقارب 97 بالمائة من مزيج الطاقة المستخدم في إنتاج الكهرباء.

وفي هذا السياق، تم إنشاء عدد من المحطات الكبرى ذات الكفاءة العالية في الإنتاج، لضمان استمرارية التزويد بالطاقة الكهربائية، وقد بلغ إجمالي القدرة الإنتاجية لأكبر خمس محطات نحو 6.4 غيغاواط، ما يجعلها من أبرز المنشآت في البلاد.

محطة بلارة – جيجل

تقع محطة بلارة في المنطقة الصناعية بولاية جيجل، وتُعد من أكبر وأهم محطات الكهرباء في الجزائر، حيث تبلغ قدرتها الإنتاجية أكثر من 1600 ميغاواط.

وتعمل المحطة بنظام الدورة المركبة الذي يعزز كفاءة التشغيل ويحد من الانبعاثات. انطلقت أشغال المشروع سنة 2013 ضمن خطة سونلغاز لإنشاء محطات طوارئ بقدرة 8 غيغاواط، وتم إنجازه بتكلفة 800 مليون دولار على مساحة 2.5 هكتار.

وتعتمد المحطة على الغاز الطبيعي المحلي، ويتم نقل الكهرباء المنتجة إلى الشبكة الوطنية عبر خطوط جهد عالٍ تبلغ 400 كيلوفولت.

محطة حجرة النوس – تيبازة

بقدرة إنتاجية تصل إلى 1227 ميغاواط، تحتل محطة حجرة النوس المرتبة الثانية، وقد دخلت الخدمة التجارية سنة 2009، مسهمةً بنسبة 10 بالمائة من إجمالي إنتاج الكهرباء في الجزائر.

تتكوّن المحطة من 3 خطوط إنتاج تعتمد على نظام الدورة المركبة، وتستعمل توربينات غازية من طراز 9F3 من تصنيع شركة جنرال إلكتريك. وتعتمد في تشغيلها الأساسي على الغاز الطبيعي، مع إمكانية استخدام النفط المقطر كوقود احتياطي.

محطة رأس جنات – بومرداس

بقدرة تبلغ 1200 ميغاواط، تُعد محطة رأس جنات من المحطات الحديثة التي أشرف على إنشائها مجمع دايو الكوري الجنوبي. بدأت أعمال الإنشاء في أواخر 2012، غير أنها واجهت تأخيرات متعددة بسبب صعوبات فنية وظروف جائحة كورونا، واستغرق إنجازها حوالي عشر سنوات.

تتألف محطة رأس جنات من 3 وحدات إنتاج تعمل بالدورة المركبة، كما تحتوي على أنظمة بيئية متطورة مثل وحدة لتحلية مياه البحر، وتوليد الهيدروجين المستخدم في تبريد المولدات.

محطة تارقة – عين تيموشنت

تمثل محطة تارقة إحدى الركائز الكبرى في شبكة الكهرباء الجزائرية، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1200 ميغاواط. دُشنت في ديسمبر 2013، بكلفة ناهزت 1.9 مليار دولار.

وتعمل المحطة بنظام الدورة المركبة، حيث يُستغل البخار الناتج عن التوربينات الغازية لتوليد طاقة إضافية، مما يرفع من الكفاءة ويُقلل من استهلاك الوقود.

محطة كدية الدراوش – الطارف

بدأت محطة كدية الدراوش العمل سنة 2012، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 1200 ميغاواط. تُعد المحطة جزءًا من الخطة الوطنية لزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية، وتُدار من قبل شركة سونلغاز، إذ تسهم بشكل فعال في تغذية الشبكة الوطنية وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.

وتشكل المحطات الخمس الكبرى حجر الأساس في السياسة الوطنية لتعزيز أمن الطاقة وضمان استدامته، لا سيما في ظل تزايد الاستهلاك.

ورغم الاعتماد شبه الكامل على الغاز الطبيعي، تسعى الجزائر تدريجيًا إلى تنويع مصادر الطاقة من خلال الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، في خطوة تهدف إلى تقليص الانبعاثات وتعزيز مرونة الشبكة.

ومع استمرار تحديث البنية التحتية للطاقة، تظل هذه المحطات عنصرًا حيويًا في دعم النمو الاقتصادي والصناعي، وتوفير طاقة موثوقة ومستدامة لمختلف القطاعات الحيوية في البلاد.