2025.05.15
الجزائر

برلمانيون فرنسيون يُطالبون بالاعتراف بجرائم الاستعمار لبناء علاقات مستقرة مع الجزائر


شدد عدد من البرلمانيين الفرنسيين خلال زيارتهم إلى الجزائر على ضرورة الاعتراف الرسمي بالجرائم المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية، وعلى رأسها مجازر 8 ماي 1945، معتبرين أن هذا الاعتراف يمثل حجر الأساس لبناء علاقات مستقرة ومتوازنة بين البلدين.

وتأتي هذه التصريحات في سياق مشاركة الوفد الفرنسي في إحياء اليوم الوطني للذاكرة، حيث عبّروا عن التزامهم بإحياء الذاكرة الجماعية والعمل من أجل مستقبل يقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وفي هذا الصدد، شدّدت النائب عن مقاطعة أو دو سين، صبرينة صبايحي، على أهمية الاعتراف الرسمي بمجازر 8 ماي 1945 كجريمة دولة، مؤكدة على الدور البارز للدبلوماسية البرلمانية في إعادة بناء الحوار بين الجزائر وفرنسا.

الممارسات العنصرية لليمين المتطرف

من جهتها، أكدت دانييل سيمونيه، النائب عن باريس، ضرورة إحياء الذاكرة حول الجرائم المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية، لا سيما مجازر 8 ماي 1945، مشيرة إلى مبادرات برلمانية تم إطلاقها بالتعاون مع مؤرخين وجمعيات بهدف الاعتراف بهذه الجرائم. كما دعت إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، منددة في الوقت ذاته بالممارسات العنصرية ومعاداة الإسلام التي يغذيها اليمين المتطرف الفرنسي.

وفي سياق إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، قام وفد فرنسي يضم برلمانيين ومنتخبين بزيارة إلى الجزائر، حيث شارك في فعاليات اليوم الوطني للذاكرة.

وتوجه الوفد إلى المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة، حيث نظم أعضاؤه وقفة ترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير الوطنية بمقام الشهيد، ووضعوا إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري، قبل أن يستقبلهم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة.

وخلال الزيارة، قدّمت لأعضاء الوفد شروحات مفصلة حول مختلف مراحل التاريخ الجزائري، خصوصا ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، كما وقعوا على السجل الذهبي للمتحف.

علاقات قائمة على الصداقة والتعاون

وأكد لوران لارديت، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-الجزائرية في البرلمان الفرنسي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، ضرورة إحياء الذاكرة والاعتراف بالأحداث الأليمة المرتبطة بالفترة الاستعمارية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ضرورية لإعادة بناء علاقات قائمة على الصداقة والتعاون.

من جانبها، دعت كريمة خاتم، منتخبة في المجلس البلدي ورئيسة الفيدرالية الفرنسية-الجزائرية للتعزيز والتجديد، السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بالجرائم الاستعمارية، من أجل إقامة علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، مؤكدة على أهمية إعادة الاستقرار للعلاقات بين الجزائر وفرنسا.