2025.07.07



الجمال الأصيل يتألّق في أمريكا.. بطلات الثقافة الجزائرية يرْفلنَ في تراثهن بفرجينيا

الجمال الأصيل يتألّق في أمريكا.. بطلات الثقافة الجزائرية يرْفلنَ في تراثهن بفرجينيا


سميرة بلعكري
11 مارس 2024

حيثما تحلّ المُنتجات التقليدية الجزائرية، يحضر الإنبهار، حقيقة جسّدتها سيدات جزائريات، عرضن حلويات وأكلات وأزياء تقليدية بتظاهرة جمعت بين الإحتفال بحلول شهر رمضان الكريم، والعيد العالمي للمرأة، بولاية فرجينيا، المتاخمة لعاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن. نظّمت الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى أو Algerian American Association of Greater Washington  "AAAGW"، على مدار يومين كاملين، معرضا بمناسبة شهر رمضان الكريم، وتظاهرة احتفالية لفائدة الجزائريات المغتربات في الولايات المتحدة الأمريكية، إحياء لليوم العالمي للمرأة، المصادف لـ 8 مارس من كل سنة. التظاهرة الأولى التي جرت بمقاطعة فيرفاكس " Fairfax County " في ولاية فرجينيا، كانت عبارة عن معرض للمنتجات والحلويات، والحلي التقليدي، ومنتجات وخدمات أخرى قدّمتها رائدات أعمال أمريكيات من أصول عربية، حيث عمل مجلس إدارة الجمعية الجزائرية الأمريكية، على التنسيق مع مؤسسة  "Samar Salman Event" الناشطة في مجال تنظيم الحفلات والفعاليات وعروض الأزياء، لعرض منتجات خمس رائدات أعمال جزائريات متخصّصات في تحضير الحلويات والأكلات، والألبسة والحلي التقليدي الجزائري، إلى جانب منتجات عرضتها حرفيات ورائدات أعمال عربيات، عكست التنوّع الثقافي بمختلف الدول العربية. وفي لقاء مع "الأيام نيوز"، قالت رئيسة الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، نرجس لكحل عياط، إنّ الهدف الرئيسي لحرصها على المشاركة في هذه التظاهرة، يتمثّل في مساعدة الجزائريات المغتربات، رائدات الأعمال وصاحبات المبادرات الصغيرة، على الترويج لمنتجاتهن، وتقديمها للجالية العربية في الولايات المتحدة، وزوار المعرض ذوي الأوصول المختلفة، وهو ما يسمح لهن، بعرض سلعهن التي تعكس الثقافة الجزائرية الغنية والمتنوعة، وتسويقها على نطاق أوسع، حسب المتحدثة. الدعم والفائدة متبادلة، تقول رئيسة الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، التي كشفت أنّ المشاركات في المعرض بدورهن قدّمن 20℅ من نسبة أرباح المبيعات، لصالح الجمعية، بهدف المحافظة على استمرار نشاطها، وتواصل خدمات مجلس إدارتها للجالية الجزائرية في منطقة واشنطن الكبرى، التي تضمّ كلا من العاصمة واشنطن وولايتي فرجينيا وماريلاند، لكن دعم الجمعية للجزائرين المغتربين لا يقتصر على المنطقة الجغرافية المحدّدة، قانونيا لنشاطها، بل يتعداه لدعم الجزائريين عبر كل الولايات، مثل فاطمة سويدي، القادمة من ولاية نيوجيرسي، وأولاد داود مليكة، التي جاءت من ولاية بنسلفانيا، إلى جانب كهينة، التي مثّلت ولاية فرجينيا. الذوق الجزائري بنيوجيرسي بابتسامتها الدافئة وأناقة لباسها التقليدي الجزائري، خطفت فاطمة الزهراء سويدي صاحبة شركة "A taste of Algeria" أو الذوق الجزائري، انتباه زوار معرض رمضان، الذين تهافتوا على طاولتها التي أسمتها بـ "Tea break" أو "فاصل الشاي "، وقدّمت فيها الخبز الجزائري "الكسرة"، "البراج" و"المحنشة"، وغيرها من الحلويات التي قالت إنّها تمثّل جلسة العائلات الجزائرية البسيطة، حول طاولة الشاي. الإقبال على منتجات فاطمة الزهراء سويدي، التي قدمت من ولاية نيوجيرسي، لم يكن من أجل منتجاتها التقليدية فحسب، بل كذلك للإستماع إلى طريقة عرضها المزوّدة بجرعة ثقافية، تنقل الزوار عبر مختلف مناطق الجزائر، وحقباتها التاريخية، فخبرتها السابقة كمختصة في الثقافة الجزائرية، بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر لما يزيد عن 22 سنة، منحتها القدرة على جذب انتباه الحاضرين بالمعرض، وشدّ انتباههم لعراقة التاريخ الجزائري. انتقلت فاطمة الزهراء سويدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاث سنوات، حيث استقرت بولاية نيوجيرسي، وأسّست رفقة شريكها الأمريكي، الذي كان زميلا لها كدبلوماسي بالسفارة الأمريكية بالجزائر، شركتها الناشئة، وفتحت موقعا رسميا، وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، باسم المؤسسة، التي قالت إنّ الغرض منها، تقديم الثقافة الجزائرية والتعريف بها في العالم. "الرشتة" الجزائرية بفرجينيا السيدة "كهينة" التي ارتأت إرتداء "القفطان الجزائري" كذلك سجّلت حضورا قويا في المعرض، بتقديمها طبق "الرشتة"، حيث قالت إنّ غيابها في الأسواق الأمريكية، شجّعها على الإختصاص في تحضريها، منطلقة من تجربة عاشتها في الجزائر سابقا، حين قرّرت والدتها تحضير هذا الطبق كوجبة فطور خلال عرس شقيقها، وبحكم ضرورة تحضير كمية كبيرة تكفي جميع المدعوين، تقول كهينة، قامت بمساعدة والدتها، فتعلّمت منها الطرق الصحيحة والتقليدية التي مكّنتها اليوم من التخصّص في هذا المجال، وكسب رضى الجالية الجزائرية التي تقبل إقتناء هذه الأكلة التقليدية بشكل كبير، عبر حسابها على موقع "إنستغرام". الإقبال على "الرشتة" الجزائرية لم يقتصر على ذوي الأصول الجزائرية فحسب، بل شمل أمريكيين وأجانب وعرب من مختلف الجنسيات، دفعتهم لذة هذا الطبق التقليدي الإستثنائي وفضول التعرّف على مكوّناته، إلى إقتناء كلّ الكمية التي حضّرتها، ساعات قبل نهاية التظاهرة. ورغم أنها حاصلة على شهادة ليسانس في الحقوق، إلا أنّ كهينة التي هاجرت للولايات المتحدة عام 2010، تسعى إلى استثمار شغفها في الطبخ التقليدي الجزائري، وتطوير تخصّصها في هذا المجال، الذي قالت إنّه بحاجة للبروز والإنتشار أكثر، في الولايات المتحدة، بحكم أنّ شعبها شغوف للتعرّف على الثقافات المختلفة. اللباس التقليدي الجزائري من بنسلفانيا إلى كل الولايات المتحدة في الجناح الجزائري بمعرض رمضان، المنظّم من قبل مؤسسة "Samar Salman Event"  سمر سلمان إيفنت، بمشاركة الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، يلفت إنتباهك أيضا، جمال طاولة الجزائرية أولاد داود مليكة، المتخصّصة في بيع الألبسة التقليدية والحلي الجزائري، عبر الأنترنيت. وعرضت السيدة أولاد داود، التي قدمت رفقة زوجها الذي دعم وشجّع مشروعها، وبناتها اللاتي تزيّن باللباس الجزائري، أزياء تقليدية عكست الإختلاف والتنوّع الثقافي بمختلف الولايات الجزائرية. وفي حديثها لـ "الأيام نيوز"، قالت مليكة التي تعود أصولها إلى منطقة بريان، بولاية غرداية، إنّ فكرة تسويق اللباس والحلي التقليدي الجزائري، راودتها منذ قدومها للولايات المتحدة قبل 12 عاما، ومع ازدهار البيع "أونلاين"، تشجّعت لتجسيد الفكرة حيث فتحت حسابا على مواقع التواصل الإجتماعي، قبل ثلاث سنوات، وبدأت ببيع الألبسة التقليدية المخصّصة للأطفال، ثم شجّعها الإقبال الواسع، على تنويع سلعها، لتشمل الأزياء التقليدية الجزائرية المختلفة، على أمل التمكّن من فتح محل مخصّص للألبسة التقليدية الجزائرية، في الولايات المتحدة. وقالت السودانية سمر سلمان صاحبة مؤسسة "Samar Salman Event"، إنّ رؤية الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، للمرأة التي تلتقي مع وجهة نظرها المنصبة على دعم النساء رائدات الأعمال، شجّعتها على التعاون المشترك في تظاهرة معرض رمضان، مشيرة إلى أنّ الحضور الجزائري، بالمنتجات والنغمات الموسيقية التي عزفت خلاله، زادت من تنوّعه وغناه الثقافي. ومن جانبها، قالت شريكتها، السيدة زينب حسن وهي أمريكية من أصول سودانية، تعمل كذلك في مجال المجوهرات، وتمثّل شركة "Zviloet Opera House Jewelry " - مقرها دبي - في الولايات المتحدة، إنّ تجربتها كرائدة أعمال، ألهمتها لمساعدة رائدات الأعمال المبتدئات، من خلال تنظيم معارض تسمح لهن بعرض منتجاتهن، والإستفادة من خبرات من سبقتهن إلى مجال الأعمال، وعبّرت السيدة زينب عن سعادتها بالمشاركة الجزائرية التي قالت إنّها شكّلت إضافة نوعية للمعرض. وبعد يوم حافل بمعرض رمضان، الذي نُظّم نهاية الأسبوع الماضي، بمقاطعة فيرفاكس في ولاية فرجينيا، نظّمت الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكُبرى، حفلا فنيا، بمقاطعة أكسندريا، بولاية فرجينيا، من إحياء الفنانة الجزائرية المقيمة بولاية كاليفورنيا "فلة أودان"، كرّمت من خلاله جزائريات مغتربات، احتفالا باليوم العالمي للمرأة. ويشار إلى أنّ الجمعية الجزائرية الأمريكية لمنطقة واشنطن الكبرى، تعدّ أول جمعية جزائرية تأسّست بالمنطقة عام 1991، ولا يزال نشاطها التثقيفي والتعليمي والتربوي مستمرا، رغم أنّ المصدر الوحيد لميزانيتها هو عائدات المنخطرين، والمتبرّعين الحريصين على استمرار تواجدها للم شمل الجزائريين في الغربة، ونظير مساهمتها في الحركة الثقافية والإجتماعية، بمنطقة واشنطن الكبرى، حصلت الجمعية مطلع شهر نوفمبر الماضي، على شهادة تقدير من حاكمة العاصمة واشنطن "Muriel Bowser" موريل باوزر، عبّرت فيها عن امتنانها لمجهودات الجمعية الجزائرية، التي تبدع في إبراز ثراء الثقافة الجزائرية، وقالت حاكمة واشنطن، إنّ نسبة النساء في مجلس إدارتها المُقدّر بـ 90℅، يُبعث على الإلهام.