2025.07.07



أعادت تعريف الانتماء.. الإمارات في مزاد إرث العار سياسة

أعادت تعريف الانتماء.. الإمارات في مزاد إرث العار


admin
08 ماي 2024

بعد شهرين من توقيع اتفاق التطبيع بين الكيانين - الإماراتي والصهيوني - في 13 أوت 2020، رست في ميناء حيفا أول سفينة شحن محمّلة بالبضائع من دبي، وفي 2022، تم توقيع أول اتفاقية تجارة كبيرة أبرمها الكيان الصهيوني مع من يُفترض أنه عربي، هي الإمارات التي لم تكتف بهذا القدر من الوقاحة، بل استمرت في ذلك حتى بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من رد صهيوني همجي ضد المدنيين بقطاع غزة، من منطلق أنّ الوقت قد حان لإعلان سقوط حماس، وهكذا انخرطت في تقديم العون سرا للاحتلال الصهيوني، متعهدة - علنا - أنها رغم حرب الإبادة الصهيونية لا تزال ملتزمة بقرار إقامة علاقات أكثر دفئا مع الكيان، وهنا ظن الجميع أنّ الوقاحة الإماراتية بلغت حدها الأقصى لكن.. === أعدّ الملف: حميد سعدون - سهام سوماتي - منير بن دادي === طيلة نحو 80 عامًا - تاريخ إطلاق مصطلح «الإبادة الجماعية» - احتكر الصهاينة دور الضحية، حين ادعوا تعرضهم للإبادة فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا، بقيادة أدولف هتلر، الذي قيل آنذاك إنه كان يستهدف اليهود بشكل رئيسي، ولكن التاريخ انقلب على المؤسسة الصهيونية التي بات قادتها تحت طائلة المصطلح ذاته - الإبادة الجماعية - في محكمة العدل الدولية بـ"لاهاي". قرار إدانة الكيان الصهيوني من طرف محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، أعاد إلى الأذهان، الأساس التاريخي لظهور هذا المصطلح، والذي يعود إلى اليهود ذاتهم، حين كان المحامي البولندي رافائيل ليمكين، هو أول من صاغ مصطلح Genocide "إبادة جماعية"، عام 1944 في كتابه "حكم المحور في أوروبا المحتلة" من خلال الجمع بين gen، (الكلمة اليونانية التي تعني عرقية أو قبيلة)، مع كلمة cide، (المشتقة من الكلمة اللاتينية التي تعني القتل). إمعانا في الوقاحة، ومن باب تجاهل ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية على يد قوات جيش الاحتلال، اندفعت السفارة الإماراتية لدى الكيان الصهيوني لإعادة المصطلح التظلمي إلى أدبيات السردية الصهيوني، حين أعربت عن حزنها وتعاطفها بمناسبة ذكرى ضحايا ما يعرف في القاموس الصهيوني بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) على يد النازيين. وبلغة - تختصر تاريخ الوقاحة عبر العالم - قالت السفارة في منشور باللغة العبرية عبر منصة إكس إنها "تعرب عن حزنها وتعاطفها بمناسبة يوم ذكرى المحرقة والبطولة"، مضيفة "لن ننسى أهوال الماضي، وسنعمل من أجل مستقبل أفضل"، دون أن توضّح السفارة ملامح هذا المستقبل بينما قوات الاحتلال تهدّد باجتياح مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وكانت الإمارات - بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى ضدّ الكيان الصهيوني في أكتوبر الفارط - قد تجرأت على القول - في بيان لها - بأنّ الهجمات التي تشنّها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضدّ المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، تشكّل تصعيدا خطيرا وجسيما"، زادت على ذلك بأن أعربت عن تعازيها لـ"أسر الضحايا". وقرّرت الإمارات، العام الماضي البدء بتدريس ما يسمى "المحرقة اليهودية" في المناهج الدراسية الحكومية. كما أقامت الإمارات جناحا تذكاريا لضحايا المحرقة المزعومة في متحف "معبر الحضارات" في دبي، وهو الوحيد من نوعه في العالم العربي. واستنكر رواد مواقع التواصل، مسارعة السفارة الإماراتية إلى الحديث عن ذكرى المحرقة، وتجاهل المجازر المرتكبة بشكل يومي في قطاع غزة منذ نحو 8 أشهر والتي ذهب ضحيتها أكثر 31 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال. وعلّق "مصطفى": "عشية تهديد "إسرائيل" باجتياح رفح وارتكاب أم المجازر، السفارة الإماراتية في "إسرائيل" تحتفل بذكرى (الهولوكوست) وتتمنى لـ"إسرائيل" حياة ملؤها المحبة والسلام على دمنا". وعقب "حسام عبد الجبار": "الإمارات اشتقت اسمها من معنى المؤامرة على المسلمين"، وقال آخر بنبرة تساؤل: "وهل تختلف حظيرة الإمارات عن حظيرة تل أبيب كلاهما من بطن واحدة". فيما دون "زهير مخلوف": "الإمارات المتحدة لا ترى ولا تسمع ما يحصل لغزة من طرف من تحزن بسببهم وتتعاطف معهم". الإمارات المتصهينة ومنذ البداية، فاجأ حكّام الإمارات، كل العالم وحتى أكثر العارفين بهم من الخليجيين، بانحيازهم العلني، لا إلى الكيان فحسب، بل إلى أقصى اليمين فيها، وفي اللحظة التي يوغل فيها العدوّ في الدم الفلسطيني، بما يجعلهم شريكاً كاملاً في الجريمة، ويحمِّلهم بالتالي تبعاتها. لم يَطُل الأمر كثيراً بحكّام هذه الدولة الأصغر عمراً من (الكيان) ذاته، حتّى يحسموا أمرهم بالوقوف علناً مع العدوّ، ومِن موقع الراغب، لا مِن موقع المُكرَه، فأكدوا بذلك، مرّة أخرى، الطبيعة التي أُقيمت على أساسها الدولة، لتكون قاعدة عسكرية للغرب و"إسرائيل" في الخليج. وعليه، بدت دولة «عيال زايد» معزولة في محيطها، الذي امتلأ فضاؤه الإلكتروني بتعبيرات الغضب المنصبّة عليهم، في غياب أيّ وسيلة أخرى للتعبير، نتيجةَ انعدام الحرّيات السياسية في معظم دول الخليج. وطغت حالٌ من الاشمئزاز، بحيث تحدّث كثر مِمَّن زاروا الإمارات سابقاً، وكانوا يرغبون في زيارتها مجدّداً، عن جفلهم من فكرة الذهاب إلى هذا البلد بعد الآن. ويساوي الناس داخل الإمارات، بين حكومة أبو ظبي وحكومة الكيان في كراهيّتهم للفلسطينيين والعرب، من خلال تعليقات مِن مِثل «الإمارات المتصهينة» و(إسرائيل الخليج) و(الإمارات تحارب فلسطين). فحتّى وفق مقاييس اتفاقات التطبيع العربية الموقَّعة مع كيان العدوّ، القديم منها والجديد، ينفرد الاتفاق الإماراتي بكونه تحالفاً عسكرياً واقتصادياً مع هذا الكيان، كان قد تمّ الإعداد له منذ وقت طويل، ثمّ حانت لحظة اضطلاع أبو ظبي بالدور المنوط بها، في مشروع إخضاع الشرق الأوسط، بينما تستعدّ واشنطن للتراجع عسكرياً منه، وإدارته بالوكالة، عبر "إسرائيل" ودول كالإمارات. العودة إلى التاريخ تشير إلى أن أيّ رهان على قرار مغاير من جانب حكّام هذه الدولة، يُعدُّ وهماً. لقد فعل حكّام الإمارات الأمر نفسه عند التأسيس، حين انسحب البريطانيون من ساحل عُمان في أواخر ستينيات القرن الماضي، وسلّموا البلد لزايد بن سلطان آل نهيان، بعدما أطاحوا أخيه شخبوط، تمهيداً لإعلان الدولة في عام 1971. ولم يكن الانقلاب على شخبوط وحده، بل على القبائل الأكثر عراقة على الساحل العُماني الذي يمثّل دولة الإمارات اليوم، من مِثل قبائل "النُعيم" و"الشرقي" و"القواسم" و"المعلا"، الذين يحكمون الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين. وقد حكّم بهم البريطانيون قبائل "البوفلاح" التي ينحدر منها آل نهيان، و"البوفلاسة" التي يأتي منها آل مكتوم. وهؤلاء يُعتبرون دخلاء على المشيخة في تلك المنطقة. ولم يتوقّف نظام الإمارات عن السعي إلى نقل بلاده كلّياً إلى صفّ الاحتلال، مشاركاً إيّاها في كلّ احتفالاتها، بما في ذلك حفل تأبيني على أراضي الأولى لكلّ الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في الحروب مع العرب، وإرسال مقاتلات للمشاركة في عرض عسكري أقامته سلطة العدو في ذكرى النكبة العربية في عام 1948. صارت "إسرائيل" الرهان الوحيد والملاذ الأخير لحكّام الإمارات. فأن تحتضن الدولة الخليجية احتفال العدو بذكرى النكبة، وتؤبّن قتلاه الذين سقطوا وهم يرتكبون المجازر في العرب والمسلمين، فهذا يعني أنها انتقلت كلّياً إلى صفه. ولم يَعُد لدى حكّام أبو ظبي متّسع من الوقت للمداراة، فالنظام هناك لا يحتمل لحظة فراغ واحدة من دون رعاية وحماية. ولا يستطيع نظام الإمارات العيش مع القلق القاتل في الوقت الأميركي الضائع، وإلّا فإن الدولة التي صنعتها بريطانيا بعد أن سيّدت حكّام أبو ظبي على الإمارات الستّ الأخرى، وآل نهيان وآل مكتوم على كلّ القبائل، قد تتفكّك وتتبعثر بالسرعة ذاتها التي دُمجت فيها عام 1971. ولذا، فإن ما تعيشه الإمارات حالياً هو الانتقال من كونها قاعدة بريطانية، ثمّ أميركية في الخليج، إلى كونها قاعدة إسرائيلية. وليس صحيحاً أن الإمارات تَغيّرت؛ فهي لم تكن يوماً ضدّ الكيان، ولم تقف يوماً مع العرب في صراعهم معها. وحتى في عزّ سيادة الموجة القومية العربية، لم تتذكّر مرّة ضحايا المجازر الإسرائيلية من العرب، وهم بمئات الآلاف. والنظام الإماراتي لا يفعل سوى إظهار وجهه الحقيقي. وقبل أيام تحدث زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عن لقائه وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، معتبرا أن التعاون مع أبو ظبي مصلحة إسرائيلية. وفيما نشر لابيد صورة من لقائه عبد الله بن زايد في تغريدة عبر صفحته على منصة “إكس” معلقا بالقول: “التقيت بوزير الخارجية الإماراتي وقلت له إن الأمر الأكثر إلحاحا هو إعادة المختطفين إلى ديارهم”. الفيروس الإماراتي وكان الكاتب حمدي يحظيه - من جمهورية الصّحراء الغربية - قد اعتبر أن فيروسا خطير أصاب ضمير هذه الإمارة فقلَب أسفلها عاليًا، وحوّلها من دولة أنعم الله عليها بالخيرات إلى دولة تنهال عليها اللّعنات". قائلا بأنه: "لا شيء يبرّر ما تقوم به هذه الدّولة من جنون حتّى تتحوّل، أمام دهشة الجميع، من دولة تزرع النّماء والحياة في العالم العربي إلى دولة تزرع بذور الشّر، وتشارك في كلّ حفلات الموت في أيّ مكان في العالم الإسلامي والعربي يوصلها إليه مالها الكاسد الفاسد". ففي مساهمة له لفائدة الأيام نيوز كتب يحظيه: "قل ما تشاء من الأسماء المقزّزة والحقيرة وستجد ذلك الاسم ينطبق على الإمارات. قل "المؤامرات العربية المتّحدة" أو "دولة الشّر" أو "دولة الخيانة" أو "ذيل إسرائيل" أو "دولة بني صهيون العرب"، قل أيّ اسم يخطر على بالك وستجد نفسك تقصد الإمارات، كما لن يجد من يقرأ لك أو يستمع إليك صعوبة في فهم من تعني من الدّول". وأضاف الكاتب حمدي يحظيه، الآن صورة الإمارات في أذهان الشّرفاء والأبرياء من العرب والمسلمين تشبه صورة دراكولا أو صورة الخفّاش أو صورة مصّاص دماء الأطفال أو صورة الشّيطان. شيء محيّر حقًّا أن تتحوّل الإمارات من دولة توزّع الحلوى على الأطفال العرب والمسلمين إلى دولة توزّع الرّصاص والموت على أولئك الأطفال؛ تتحوّل من دولة تبني المساجد في القرى الإسلامية إلى دولة تبني مقرّات مخابرات الصّهاينة، ومن دولة تحفر الآبار لاستخراج ماء الحياة إلى دولة تهدم نفس الآبار وتسمّمها. تتحوّل من دولة يوصف رئيسها الرّاحل بن زايد على أنّه حاتم الطّائي إلى دولة يقارن وجه رئيسها الحالي بصورة الشّيطان. ما هذا الفيروس الذي أصاب ضمير الإمارات؟ لماذا تتحوّل إلى دولة وظيفية تشارك "إسرائيل" في دسائسها وأعمالها القذرة؟ الآن إذا ذُكرت “إسرائيل” في مكان ما تُذكر معها الإمارات، وإذا حدثت مؤامرة ضدّ دولة عربية أو إسلامية تشير أصابع الاتهام، بدون تفكير، إلى الإمارات. في مخيلة النّاس الآن الإمارات هي مجرّد دولة وظيفية في يد “إسرائيل”، هي موزّع مهم للموت والأزمات والإرهاب في كلّ الدّول العربية، تزرع سرطان التّفرقة في كلّ الجسم الإسلامي. طائراتها التي كانت تحمل المساعدات وتطفئ حرائق الغابات قديمًا في عهد الشّيخ بن زايد تحمل الآن القنابل والسّلاح والبنزين فقط إلى المناطق المشتعلة لتزيدها اشتعالًا، وبواخرها التي كانت تجوب المحيطات توزّع الهبات لا تحمل الآن إلّا الدّمار. شظايا وشواظ نيران الإمارات الآن تنتشر وتحرق كلّ الجسم العربي والإسلامي؛ تحرق اليمن، تحرق السّودان، تحاول حرق الجزائر، تحرق أطفال غزّة، تحرق صحاري دول السّاحل، تحرق ليبيا، تضغط على تونس وعلى موريتانيا. كلّما وجدت الخلافات والنّيران وُجدت الإمارات. في ليبيا، في السّودان، في اليمن تجدها، مثل الشّيطان، دائمًا تدعم طرفًا ضدّ طرف، تصبّ الزّيت على النّار وتوزّع السّلاح على المتحاربين. في كلّ القضايا التي تحشر فيها الإمارات أنفها توجد “إسرائيل” إلى جانبها. لا يوجد تفسير لهذا الجنون والإجرام ما عدا شيء واحد وهو أنّ الكيان الصّهيوني استطاع أن يتحكّم في نظام الإمارات ورئيسها وتحويلهم إلى دمى وابتزازهم بالمشاركة في كلّ الأعمال القذرة مقابل المحافظة على كراسيهم. الجهر بكراهية الإسلام وسبق للملياردير الأمريكي إيلون ماسك -مالك منصة إكس والرئيس التنفيذي لشركة تسلا- أن نشر مقطع فيديو سابق لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، يحذر فيه من "المسلمين في أوروبا"، بقوله: "سيأتي يوم سنرى فيه متشددين متطرفين وإرهابيين بصورة أكبر بكثير يخرجون من أوروبا". وأضاف: "(سيحدث هذا) بسبب قلة اتخاذ القرارات ومحاولة اتخاذ ما هو صحيح سياسيا أو افتراض أنهم يعلمون الشرق الأوسط ويعلمون ما هو الإسلام ويعرفون الآخرين بصورة أكثر مما نعرفهم نحن، وأنا آسف ولكن هذا جهل تماما"، وفق تعبيره. فيما أعاد إيلون ماسك، نشر فيديو وزير الخارجية الإماراتي، وقال معقبا: "يعلم ما يقوله"”، وذلك في تأكيد لما قاله عبد الله بن زايد. وأضاف عبر حسابه بمنصة إكس، أن الفيديو تمت مشاهدته أكثر من 100 مليون مشاهدة، واستعانت به “منظمات متطرفة وصهيونية”، وصولا إلى إيلون ماسك الأكثر متابعة. وتابع: "قلت سابقاً إن حرب الإمارات ضد الإسلام هي حرب عقائدية وهدفهم تغيير الإسلام إلى الدين الإبراهيمي وهذا كله لصالح الصهيونية"، وكتب قائلا: "قلت إن خطر هؤلاء أكثر من الصهاينة أنفسهم لأنهم محسوبون علينا أنهم عرب وما زلنا نقول عنهم إنهم مسلمون”. وختم قائلا: “الحديث الذي يشوه الإسلام والمسلمين حين يصدر من عربي ومسلم يصبح حجة كل الكارهين للإسلام والعرب وللصهاينة حيث يعزز روايتهم”. يُشار إلى أن دولة الإمارات اتُهمت في الكثير من المناسبات بأنها تشيطن المسلمين في أوروبا وقادت حملات للكراهية ضدهم. من بين هذه الاتهامات ما سبق أن كشفته مجلة "نيويوركر" التي تحدثت عن حملات ممولة من الإمارات لتشويه المسلمين في أوروبا، عبر وضع خطط مشبوهة من قِبل أبو ظبي للتأليب على المراكز الإسلامية المنتشرة في القارة الأوربية بدعم سخي لشركة استخبارات تسمى "ألب سيرفسز". وتبين أن دولة الإمارات استهدفت شخصيات بعينها، كما اخترقت ملفات حساسة في بلدان مختلفة حول العالم، مع العلم أنها لجأت إلى الاستعانة بشركة قرصنة وتجسس سويسرية خاصة، والتي بدأت نشاطها لصالح أبوظبي منذ عام 2013، وهو ما يكشف عن مدى التخطيط والتنظيم في العمليات السرية التي تقوم بها.

أعداء القضية..

إنهم شركاء في الدم الفلسطيني المسفوك

أبرز الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّ الوقاحة السياسية لدى الإمارات تجاوزت حدود المعقول فهي من بين أولى الدول التي تآمرت ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ولم تتخذ أيّ إجراء ولو رمزياً من أجل نصرة الحق الفلسطيني، خاصةً وأنّ هذه الدول هي في الأصل دول مطبّعة مع الكيان الصهيوني، أي كانت لديها إمكانية للتنديد بما يحدث من خلال سحب السفير أو تعليق علاقاتها الديبلوماسية مع الاحتلال على الأقل، كما قامت بذلك دول صديقة في أمريكا الجنوبية، جنوب إفريقيا وحتى دول أخرى في أوروبا بما فيها بلجيكا وإسبانيا، التي ما فتئت تُطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إضافةً إلى موجة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية الداعية لإنهاء العدوان على قطاع غزة. وفي هذا الصدد، تحدث الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ "الأيام نيوز"، عن الموقف الإماراتي من العدوان الصهيوني المجنون على قطاع غزة، مُشيرًا إلى أنّ هذه الدولة التي طبّعت في إطار الموجة الأخيرة من التطبيع أو ما سمي باتفاقية "أبراهام"، كان بإمكانها أن تتخذ إجراءات ولو رمزية من أجل الضغط على الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا حتى يتم وضع حدّ لشلال الدّماء الفلسطينية في القطاع، إلا أنّها في نهاية المطاف فضّلت مصالحها الضيّقة على نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لجرائم حرب مكتملة الأركان ومجازر مروّعة يُندى لها جبين الإنسانية. وفي ظلّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من مجازر متواصلة وتقتيل ممنهج على يد آلة الحرب الصهيونية، - يوضّح الباحث بوثلجة - بالإضافة إلى المحاولات الحثيثة التي كانت قبل معركة "طوفان الأقصى"، تحت رعاية أمريكيةٍ خالصة والرامية أساسًا إلى تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية، ونتحدث على وجه التحديد عما عُرف باتفاقية "أبرهام"، كلّها تهدف وبشكلٍ ممنهج إلى جعل وجود هذا الكيان في المنطقة وجودًا طبيعيًا ومعتادًا، وفتح آفاق جديدة له في الوطن العربي. وأردف محدثنا قائلا: "إنّ السلطات في الإمارات تلتقي مع الكيان الصهيوني في نفس الأهداف، ونتحدث هنا عن تلك الأهداف المتعلّقة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، وهذا بطبيعة الحال لا يمتّ للأخوة بصلة ولا للعروبة ولا لرابطة الدم ولا لغيرها من المفاهيم السامية التي أصبحنا حقيقة لا نجدها عند دول عربية بالاسم بما فيها الإمارات". كما أنّ بعض الدول العربية التي قبلت لنفسها أن تكون شريكاً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في قتل الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة وأيضا في الضفة الغربية وحصار آلاف المواطنين هناك، هذا بالتأكيد سيكون له انعكاسات سلبية خلال الفترة القادمة على مجمل الحالة الوطنية الفلسطينية وأيضا العربية على حدّ سواء، وهذا ما يؤكّد ضعف الموقف العربي الرسمي وارتهانه إلى الموقف الأمريكي وموقف عدد من الدول الغربية الاستعمارية. وفي ختام حديثه لـ "الأيام نيوز"، أكّد الأستاذ بوثلجة أنّ ما تُحققه المقاومة الفلسطينية الباسلة من إنجازات وانتصارات على أرض الميدان، في تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الهمجي على قطاع غزة، في حقيقة الأمر لن تروق أبدا لهذه الدول الداعمة للمشروع الصهيوني، بدايةً بالمغرب الذي يُقال عبثًا بأن ملكه هو رئيس لجنة القدس، وصولاً إلى الإمارات التي كانت قد نددت وبصفة علنية بما قامت به المقاومة الفلسطينية بتاريخ السابع من أكتوبر الماضي، وهي التي ساوت ما بين الشعب الفلسطيني الأعزل الذين لا يملك السلاح وبين المستوطنين الصهاينة المسلحين، وبالتالي فإن انتصار المقاومة في فلسطين هو انتصار لمواقف الدول الداعمة لحركات التّحرر في العالم والمساندة للشعوب في تحقيق استقلالها وتقرير مصيرها.

قضية وجودية..

لماذا تصطف الإمارات مع "إسرائيل" في مواجهة المقاومة الفلسطينية؟

بقلم: محمد سيد أحمد  - محلل سياسي مصري كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، طبيعة المواقف الإماراتية تجاه الفلسطينيين، بل والقضايا العربية، إذ تصطف الإمارات عمليا في الجهة المقابلة، وتترجم ذلك في تبنيها بشكل كامل وجهة النظر الغربية الصرفة، ليس وحسب في إدانة المقاومة الفلسطينية، وتحميلها تبعات الحرب، بل وأيضا الحشد ضدها. دبلوماسيا، وعلى مدار العدوان الوحشي على غزة، حرصت الإمارات على تخفيف لهجة الانتقاد لـ"إسرائيل"، وهذا يرتبط برؤية إماراتية، للتعاون الاقتصادي والعسكري مع "إسرائيل"، أظهرتها اتفاقيات إبراهيم. قبل شهر من هجمات 7 أكتوبر، كانت الإمارات تتفاخر بتحييدها المقاومة الفلسطينية، إذ قال المستشار الرئاسي، أنور قرقاش في قمة دبلوماسية، عقدت بنيويورك في وقتٍ سابق، إن الفلسطينيين لم يفعلوا أي شيء مع سنوات من الدعم الإماراتي، لذا فقد عقدت حكومته صفقة، خاصة بها مع "إسرائيل". وبدت رسالة قرقاش واضحة بمناسبة مرور نحو 9 سنوات، حينها، من اندلاع الحرب بين الفلسطينيين و"إسرائيل". يبدو قرقاش حريصا أكثر من "إسرائيل" في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط، يظهر ذلك قائلا: "الخطط الرامية إلى تشكيل شرق أوسط جديد ومزدهر، لن تظل متعثرة، بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا نهاية له على ما يبدو". يتضح هذا المسار، منذ اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الإمارات مع "إسرائيل" في سبتمبر 2020، حيث لم تذكر الفلسطينيين إلا بشكل عابر، وبعدها سار قطار التطبيع، ليصل لمحطة اتفاق تطبيع جديد بين "إسرائيل" والمغرب، واعتبر القادة الفلسطينيون الاتفاقيات بمثابة "خيانة مذهلة". راهن قرقاش في سبتمبر 2020 على عنصر الزمن حينها، قائلاً "إنه بعد فترة من الغضب الفلسطيني سيرى الفلسطينيون في نهاية المطاف فائدة اتفاقيات إبراهيم". تماهت إدارتا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن مع تلك الرؤية، واعتبرتا، أن عدم وجود "ضجة شعبية" بالعالم العربي، بعد اتفاقيات التطبيع علامة على أن منطقهما كان سليمًا. مع بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تداولت العديد من التقارير الصحفية، أنباء عن دعم عسكري إماراتي على الأرض لـ"إسرائيل"، خاصة بعد تأكيد صحف إسرائيلية وجود اتفاقية دفاع مشتركة بين الطرفين، وبموجبه "هبطت ثماني طائرات نقل ثقيلة تابعة لأبو ظبي في "إسرائيل" عام 2022، لم يتم الإعلان عن سبب وجود طائرات النقل الثقيلة الإماراتية في "إسرائيل"، رغم أنه يعتقد، أنها كانت على الأرجح تنقل معدات، تتعلق بعقود الدفاع الموقعة بين البلدين". ودار حديث خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج للإمارات مطلع 2020، عن عرض تل أبيب دعم أمني ومخابراتي للإمارات، في مواجهة الطائرات المسيّرة، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي اليمنية، المتحالفة مع إيران حينها. "إسرائيل" والإمارات تعتبران إيران عدوًّا مشتركًا، فعمِلَ كلا البلديْن معًا بشكلٍ سرّي لسنوات، لمناوئة إيران في الخليج والشرق الأوسط ككل. ومنذ بدء علاقتهما غير الرسمية قبل عدة عقود، حسّنا علاقاتهما العسكرية، وتبادلا المعلومات الاستخباراتية، وروابطهما الدبلوماسية بعيدًا عن الأضواء. كما عملت الإمارات على تحسين جهوزيتهما، إزاء التهديدات الإيرانية بشكلٍ شامل، وساهمت قرارات الرئيس الأمريكي السابق ترامب بسحب القوات من بعض أجزاء منطقة الشرق الأوسط، والعالم بشكلٍ عام بتحفيز تطوُّر العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات، وذلك استباقًا، لتراجع الدعم المباشر من الولايات المتحدة. 

التماهي مع العدو..

إنه زمن الردّة العربية

بقلم: علي أبو حبله - محامي فلسطيني ليس مستهجنًا موقف الإمارات المتّحدة عبر سفارتها في داخل الكيان الإسرائيلي مشاركة حليفتها "إسرائيل" ذكرى المذبحة بالتّزامن مع تهديد حكومة الحرب التي يرأسها نتنياهو بارتكاب أم المجازر برفح.. الإمارات تشارك "إسرائيل" حزنها في ذكرى الهولوكوست، ضاربة بعرض الحائط ما يرتكب بحقّ الشّعب العربي الفلسطيني من حرب إبادة تتعرّض لها غزّة والضفّة الغربية وحرب التّهويد في القدس ومحاولات التّقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى. إمعانًا في التّطبيع وكمحاولة مقصودة لتجاوز المخاطر والأهوال يتناسى قادة الإمارات ما يتعرّض له الفلسطينيون في قطاع غزّة من جرائم إبادة جماعية على يد الاحتلال، لتنبري السّفارة الإماراتية في "إسرائيل" لتعرب عن حزنها وتعاطفها بمناسبة يوم ما يعرف بـ "ذكرى المحرقة" التي طالت اليهود في أوروبا. جاء ذلك بمناسبة ذكرى ما يعرف بالمحرقة اليهودية "الهولوكوست" على يد النّازيين التي جعل منها "الإسرائيليون" ورقة رابحة، لاستدرار العطف والتّباكي على الماضي فيما يواصلون حربهم وارتكابهم أبشع جرائمهم بحقّ الفلسطينيين وغيرهم من الشّعوب العربية. وقالت السّفارة الإماراتية لدى الاحتلال في تغريدة على حسابها بموقع "إكس" باللّغتين العربية والعبرية: "تعرب سفارة دولة الإمارات العربية المتّحدة في تل أبيب عن حزنها وتعاطفها بمناسبة يوم ذكرى المحرقة والبطولة"، وتابعت "لن ننسى أهوال الماضي، وسنعمل من أجل مستقبل أفضل". وأرفقت السّفارة التغريدة ببطاقة سوداء اللّون عليها ورود شقائق النّعمان وعبارة يوم الذّكرى. ليس غريبًا أو مستهجنًا موقف الإمارات المتّحدة من الاحتفالية بذكرى المحرقة متناسية المحرقة "والهولوكوست" التي ترتكب بحقّ الفلسطينيين وما يرتكب بحقّهم من جرائم تندى له جبين البشرية، سقوط ما يزيد على 38 ألف شهيد جلّهم من الأطفال والنّساء وما يقارب مائة ألف جريح، موقف الإمارات ودول التّطبيع العربي يدل حقيقة على أنّ الأمّة العربية تعيش زمن الردّة العربية، زمن ينقلب فيه العرب إلى ضادهم، زمن يهرول فيه البعض من النّظام العربي لنيل الرّضا من "إسرائيل" المغتصبة لأرض فلسطين وترتكب بحقّهم أبشع الجرائم بصمت مريب، الردّة من النّظام العربي على من يعادي "إسرائيل" ويعرض أمنها للخطر، ردة النّظام العربي ابتدأت بالتآمر على العراق وفتح الحدود لدول الردّة لهذا النّظام العربي للقوات الأمريكية والمتحالفة معها لتسهيل غزوها واحتلالها للعراق . لم يقف النّظام العربي "المتأمرك" المتصهين عند هذه الحدود بل تعدّاها للتآمر على الأمن القومي العربي، انخرط نظام الردّة العربي في المشروع الأمريكي الصّهيوني للشّرق الأوسط الجديد، وأصبحت الجامعة العربية معقلًا للردّة العربية. حقيقة وموقف نظام الردّة العربي الذي يحاول بكلّ وسائله التّغطية على جرائم "إسرائيل" وإيجاد المبرّرات والذّرائع للكيان الإسرائيلي الذي يمارس كلّ أنواع الإرهاب ويرتكب الجرائم بحقّ الشّعب الفلسطيني التي ترتقي جميعها لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدّولي ويعرّض قادة الكيان الإسرائيلي للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدّولية بعد قبول محكمة العدل الدّولية للنّظر في دعوى جنوب إفريقيا وتتهم فيها "إسرائيل" بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في غزّة. الردّة العربية في تصريحاتها وفي أقوالها وأفعالها وممارساتها تدعم حرب "إسرائيل" على الشّعب الفلسطيني وهي تسعى في مواقفها لتصفية حساباتها مع قوى المقاومة الفلسطينية لأنّ المقاومة في صمودها وتصدّيها لحرب الابادة وتمكّنها من الثّبات والصّمود يربك حسابات أنظمة الردّة العربية. الحرب على غزّة عرّت نظام الردّة العربية وكشفت حقيقة الردّة للجامعة العربية وبيّنت حقيقة التآمر الذي يستهدف أمن الأمّة العربية ويستهدف سوريا ولبنان وفلسطين، وحرب "إسرائيل" على غزّة والضفّة الغربية وموقف الردّة العربية من هذه الحرب هو دليل إدانة لهذا النّظام العربي الذي يريد تصفية الحساب من الفلسطينيين ويهدف إلى تصفية القضيّة الفلسطينية لتحقيق أمن واستقرار ممالك وعروش وأنظمة تكشفت هويتها وحقيقتها وتسعى لتأمين الحماية لـ"إسرائيل" على حساب الحقوق التّاريخية المشروعة للشّعب الفلسطيني. إنّه زمن العار زمن الهزيمة النّكراء لنظام الردّة العربي الذي يحاول وعبر تصريحات مسؤولية ووسائل إعلامه من دعم ومساندة ومؤازرة الحرب على غزّة. وهنا تستوقفنا أبواق الإعلام الصّهيونية النّاطقة باللّغة العربية وهي أبواق الردّة العربية التي لم نشهد لها مثيلًا في العصر الحديث وهي تبرّر لآلة القتل والإجرام الصّهيونية فعلتها وصمت أنظمة الردّة عن هذا الإعلام العربي المأجور لخدمة أهداف الصّهيونية العالمية. ويذكر أنّ الإمارات أوّل دولة خليجية تطبّع العلاقات مع "إسرائيل" في سبتمبر 2020. ويقع مقر سفارة أبوظبي لدى الاحتلال في مبنى البورصة الجديد في تل أبيب، والذي يقع بدوره في قلب الحي المالي لـ"إسرائيل". ويُعدّ محمد محمود آل خاجة عرّاب التّطبيع أوّل سفيرٍ للإمارات لدى "إسرائيل" منذ تقديمه أوراق اعتماده في 1 مارس 2021. واعتاد على إقامة الولائم في منزله لمسئولي حكومة الاحتلال في مختلف المناسبات، فيما يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحقّ نساء وأطفال غزّة وتشريدهم وتجويعهم. ولم تكتف الإمارات مشاركة "إسرائيل" ذكرى المحرقة بل قرّرت تدريس المحرقة في المناهج الإماراتية، وقرّرت العام الماضي البدء بتدريس المحرقة اليهودية في المناهج الدّراسية الحكومية. كما أقامت الإمارات جناحًا تذكاريًا لضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثّانية في متحف "معبر الحضارات" في دبي، وهو الوحيد من نوعه في العالم العربي. واستنكر روّاد مواقع التّواصل مسارعة السّفارة الإماراتية إلى الحديث عن ذكرى المحرقة، وتجاهل المجازر المرتكبة بشكل يومي في قطاع غزّة منذ نحو 8 أشهر والتي ذهب ضحيّتها أكثر 38 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال. وعلّق بعضهم: "عشية تهديد "إسرائيل" باجتياح رفح وارتكاب أم المجازر، السّفارة الإماراتية في "إسرائيل" تحتفل بذكرى "الهولوكوست" وتتمنى لـ"إسرائيل" حياة ملؤها المحبّة والسّلام على دمنا". وعقّب أحدهم: "الإمارات اشتقّت اسمها من معنى المؤامرة على المسلمين". وقال آخر بنبرة تساؤل: "وهل تختلف حظيرة الإمارات عن حظيرة تل أبيب كلاهما من بطن واحدة". فيما دوّن آخرون: "الإمارات المتّحدة لا ترى ولا تسمع ما يحصل لغزّة من طرف من تحزن بسببهم وتتعاطف معهم"، واستدرك: "المجرم للمجرم قرين". حقًّا نعيش زمن الردّة العربية زمن انقلب فيه العرب المطبّعون على أنفسهم وارتضوا لأنفسهم أن يشربوا كأس الخيانة، زمن يتنصّل فيه النّظام العربي المتصهين والمطبّع   من فلسطين ومن القدس والأقصى ويقبلوا بالتّهويد "الإسرائيلي" لفلسطين والقدس هو زمن الردّة للنّظام المتصهين الذي لا يختلف عن زمن الردّة عن الإسلام، هو زمن ارتدّ فيه المطبّعون عن عروبتهم ورضوا على أنفسهم لأن يكونوا في صفّ التّصهين. إلى هؤلاء المرتدّون نقول: "ولا ترتدّوا على إدباركم فتنقلبوا"، وهي تعني الرّجوع عن الشيء إلى غيره، وصدق الله العظيم حين قال: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا". إنّ الإمعان في هذا العداء للأمّة العربية والإسلامية هو كفر بعينه، وإنّ التّآمر على فلسطين هي جريمة ترقى لمستوى الردّة عن الإسلام، إذ لا يحلّ دم امرئ مسلم إلّا في إحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنى بعد إحصان، أو عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال عثمان وروى قتل نفس بغير نفس، فكيف لكم أن تحلّلوا للمحتل الإسرائيلي قتل الأطفال والشّيوخ والنّساء في فلسطين وتحتفلوا في ذكرى الهولوكوست وتصمتوا عن ما يرتكب بحقّ الفلسطينيين من مذابح ومجازر وحرب تجويع. إنّ صمتكم عن ما يرتكب من جرائم هو ردّة بعينها وإنّ عدم مناصرتكم ومؤازرتكم للشّعب الفلسطيني في مواجهة العدوان هو الردّة لأنّ مناصرتكم لأعداء المسلمين وأعداء العرب هو مناصرة في غير محلّها وهي مناصرة للمحتل الذي يحتلّ أرض العرب والمسلمين وهي جريمة لا تقلّ عن جريمة الارتداد عن الإسلام، للردّة من النّظام العربي مهما كانت مؤازرتكم ومواقفكم لهذا العدوان فلن يرضوا عنكم، ونختم ذلك بقول الله تعالى لعلّ وعسى أن تعتبروا وتستخلصوا العبر من قول المولى عزّ وجلّ: "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"

الإمارات بالمختصر المفيد..

فقاعة اقتصادية ودويلة وظيفية!

ترى الخبيرة الإستراتيجية الجزائرية، الدكتورة نبيلة بن يحيى أنّ "الإمارات قد حوّلت صراعها السّياسي مع إيران إلى تحالفها مع الكيان الصّهيوني تحت المظلّة الأمريكية"، وحسبها "فإنّ هذه الدّويلة هي مجرّد فقاعة اقتصادية تضمّ مجموعة من المستثمرين في مجالات عديدة، ممّا جعلها تتحوّل إلى دولة وظيفية للرّأسمالية في أدائها السّياسي". وفي هذا الشّأن، أفادت الخبيرة الإستراتيجية الجزائرية، بأنّ "نظام أبو ظبي ما زال يتمادى في انبطاحه غير السّوي إنسانيًا، حينما يثير شفقته على ما يسمّى "بالمحرقة اليهودية"، مقابل ما تشهده أعتى الجامعات العالمية الأمريكية منها والأوروبية من تصعيد فريد من نوعه في التّاريخ الأوروبي والأمريكي، مندّدين بالحرب على غزّة مدينين الكيان الصّهيوني على جرائمه". وفي السّياق ذاته، أشارت الدكتورة نبيلة بن يحيى، في تصريح لـ "الأيام نيوز" إلى أنّ "عملية التّطبيع قد زادت في التّعقيدات الجيوإستراتيجية في المنطقة وتحديدًا فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، ممّا جعلها تثير العديد من الإجابات حول تواطؤ النّظام السّياسي الإماراتي في تمايلها السّياسي وصفقاتها الاقتصادية التّجارية، ضاربة عرض الحائط ما يحدث من هول المجازر والتّطهير العرقي الذي يتعرّض له إخواننا الفلسطينيون". وفي هذا الصّدد قالت أستاذة العلاقات الدّولية، إنّ "المفارقات العجيبة التي نشهدها في تاريخنا الرّاهن، تنبؤ بتغييرات جذرية في بنية النّظام الدّولي، والتحوّلات الجيوإستراتيجية في مناطق عديدة ومن أهمّها المنطقة العربية التي تحمل مفاتيح التّغيير الكبرى مع القوى الإقليمية والدّولية المؤثّرة في سياسات المنطقة". وبخصوص مغازلة الإمارات للهولوكوست وإغماض عينها عن جرائم الاحتلال في حقّ الشّعب الفلسطيني والإبادة المتواصلة جهارًا نهارًا، أكّدت المتحدّثة على أنّ "تاريخ الفتنة الكبرى في المنطقة العربية سيستمر بتسميات أخرى، حيث كان التّطبيع والتّحالف مع الاحتلال الصّهيوني من الانحرافات السّياسية التي تدفع ثمنها شعوب المنطقة العربية وعلى رأس هذه الشّعوب، الشّعب الفلسطيني". وحسبها "فلا عجب ممّا نسمعه ونراه من انحراف سياسي لنظام الإمارات تجاه القضايا المصيرية والتحرّرية وفي حقّ تقرير المصير، ومحاولاتها المتكرّرة في إشعال فتيل الفتنة في بعض الزّوايا الجغرافية، والجميع يعلم مصدر صناعة هذه الفوضى". وتعتقد الدكتورة نبيلة بن يحيى أنّ "التّحالف الأمريكي الصّهيوني، قد أهّلت بعض الكيانات الوظيفية ومن بينها الإمارات، لفرض سياسة الأمر الواقع إخلالًا بالحقّ وطبيعة وتاريخ المنطقة العربية، وهذا ما يفسّر الانزلاقات الجيوإستراتيجية التي ستعرفها المنطقة في حالة استمرار هذا المسار التّطبيعي مع الكيان الصّهيوني".