2025.06.12
المقاومة بخير و\
تقارير

المقاومة بخير و"إسرائيل" تتخبّط.. خرافة الردع الصهيوني تحت مجهر "طوفان الأقصى"


وحيد سيف الدين
19 ماي 2024

هل الردع الصهيوني ناجح كما يُقال؟ وهل سبق للاحتلال أن حقّق انتصارات حقيقية في حروبه السابقة؟ سؤالان يتم طرحهما اليوم على ضوء "معركة طوفان الأقصى" التي قلبت الموازين وأعطت أكثر من سبب لإعادة قراءة المشهد الراهن بعد ما ثبت أنّ المقاومة بقطاع غزة - في يومها الـ225 - لا تزال بخير، وأنّ لديها القدرة على مواصلة المعركة ضدّ جيش الاحتلال الصهيوني. وفي هذا الشأن، أكد دوف تماري - وهو جنرال إسرائيلي سابق - أمس السبت، أنه منذ العام 1967، لم تتمكن "إسرائيل" من الفوز في أي حرب، وأضاف الجنرال الذي شغل منصب قائد وحدة استطلاع المظليين، وكان رئيسا للمخابرات في "الجيش" الصهيوني في لقاء مع صحيفة إسرائيلية إنّ "إسرائيل" دائما تخسر من أجل تحقيق النصر، كما أنّ "الجيش" الصهيوني قد يكون جيدا حين يقاتل، ولكنه فظيع في خوض حرب كاملة، موضحا أنّ هذه "ليست مُشكلة للقيادة العسكرية فحسب، بل هي مشكلة دبلوماسية وسياسية واجتماعية". كما شدّد "تماري" على أنّ "الردع الصهيوني فاشل، فهو لا يعمل سواء في لبنان أو في قطاع غزة"، مضيفا أنّ "هناك حرب استنزاف مُستمرة في قطاع غزة". وتساءل: "بمَا كانوا يفكرون في هيئة الأركان العامة في 7 أكتوبر؟ هل ظنوا أننا سنكون قادرين على شن حرب طويلة من خلال حصار قطاع غزة؟، مؤكدا أنّ "الرواية الصهيونية قد خسرت". وكذلك، لفت الجنرال الإسرائيلي السابق إلى أنّ "الرواية الفلسطينية، العربية والإسلامية أكثر قبولا للعالم من الرواية الصهيونية"، وطرح تماري سؤالا وهو: "في ظل هذه الظروف، هل يمكن للمجتمع الإسرائيلي أن يتماسك معا؟"، وقال إنّ "شعوري حول ما يحدث، وحول مستقبل الكيان، هو تشاؤمٌ حذر". وأقرت الصحافة الإسرائيلية بتضرر الردع الصهيوني في كل الساحات وليس فقط في قطاع غزة، وركزت على إخفاقات أساسية في الجبهة مع لبنان تراكمت منذ الحرب عام 2006، وقد ظهرت أكثر وضوحا في التصعيد الحالي منذ بدء حزب الله عملياته في 8 أكتوبر 2023. بالمقابل، قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل - أمس السبت - إنّ المقاومة في قطاع غزة بخير، ولديها القدرة على مواصلة المعركة ضد جيش الاحتلال، مؤكدا أنّ صمود غزة "غيّر المنطقة والإقليم والعالم"، مضيفا - خلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر "طوفان الأحرار" الذي انطلق أمس بإسطنبول - إنّ "عدونا يلاحقنا في كل مكان، هي معركة مفتوحة معه.. وتأتينا الرسالة من غزة العزة بأنّ المقاومة بخير وأعادت التموضع في كل مكان". وشدد على أنّ "الحاضنة الشعبية، رغم آلامها، صامدة وملتفة حول المقاومة، صابرون محتسبون كلهم مع المقاومة يضحون بأعز ما يملكون"، وأشار إلى أنّ "العالم يتغيّر، وغزة غيّرت المنطقة والإقليم والعالم، وكشفت الأصالة في الإنسانية والروح في أمتنا". وتابع "نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، هذا التغيّر بالساحة الإقليمية والدولية يقول نحن المنتصرون والعاقبة لنا، ونرى العدو يتقهقر وهو مهزوم، وينتقل الخلاف لصفه الداخلي نظرا للإحباط، لأنه تعود أن ينتصر بمعارك سريعة بأيام وأسابيع، أما أن يخوض 8 أشهر في غزة ويعجز فيها، فذلك يبعث بروح العزيمة لنا". كما تحدث رئيس حماس في الخارج عن متطلبات مستقبلية يجب أن تتوفر "لهزيمة الكيان وتفكيك المشروع الصهيوني" واختصرها في 3 خطوات. وقال -مخاطبا الحضور- إن "الخطوة الأولى أن تواصلوا ما بدأتموه منذ اللحظة الأولى من خلال الفعاليات، واصلوا جهادكم بالمال لنصرة الناس في غزة وإطعامهم وإيوائهم ونصرة المجاهدين وكفالة عوائلهم، ونريد عودة الملايين ومأسسة الشارع في العالم الإسلامي". وأردف "نريد أن تبقى جماهير الأمة في الشوارع، وتعلن غضبها على الصهاينة وأوليائها أمام السفارات، ونريد غضبا متواصلا يوقف هذه العدوان، وطوفان الإعلام يواصل رسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للرواية الفلسطينية أن تبلغ مداها في كل المحافل". ومضى بالقول "نريد طوفان القانون ليحاكم المجرمين القتلة. نقف مع جنوب أفريقيا كما تقف معها تركيا وليبيا ومصر، ونريد أن تنخرط دول أخرى بالمعركة لتلاحق الصهاينة في كل مكان، وأن يتواصل طوفان الطلاب". وعن الخطوة الثانية، قال مشعل "نريد أن ننخرط في معركة الجهاد، ونريد للأمة أن تنخرط بكليتها في المعركة. هذه مسؤوليتنا طالما نحن أمام فرصة للتحرير، والعدو يترنح، مطلوب منا أن ننتقل نقلة كبرى بطوفان الجهاد والأمة". وبخصوص الخطوة الثالثة، قال مشعل "مطلوب طوفان الضغط السياسي والاعتصامات التي تقول كلمة واحدة، وهي آن للعدوان أن يتوقف". وأوضح أن "هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة والإدارة الأميركية التي لا تزال تصطف معه رغم خلافها معه وتدعمه بأدوات الدمار ولا تتخلى عن حمايته رغم جرائمه". وأكد أن "الدول العربية والإسلامية يمكن أن تقود الجبهة وهي قادرة على ذلك"، وفق تعبيره. من جانبها، قالت مجلة "إيكونوميست" إن حماس نقلت جزءا من قواتها إلى أماكن أخرى من قطاع غزة، لكنها ستترك كتيبة في رفح لمضايقة جيش الاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى تذمر سري تواصل لعدة أشهر لدى جنرالات الجيش الصهيوني بسبب غياب خطة لرئيس وزراء سلطة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو لليوم التالي للحرب. الجيش الصهيوني عالق بحلقة الموت في غزة وفي مقال بعنوان "الجيش الصهيوني عالق في حلقة الموت بغزة"، اعتبرت المجلة أنه لن تكون هناك مواجهة مأساوية بين حماس والجيش الصهيوني في رفح، لأنها مثل أغلب الحركات الفدائية ستعمل على تفادي الدخول في صراع مباشر مع عدو أفضل منها من حيث العتاد والعدة فقط. وقالت إيكونوميست إن مؤيدي الهجوم على رفح - الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر - يعتبرونه ضروريا للقضاء على آخر معاقل حماس، بينما يخشى مشككون فيه من أن يتحول إلى مأساة إنسانية، ما يؤدي إلى قتل الآلاف من الفلسطينيين وتشريد مليون آخرين، دون تحقيق أي نتيجة. وتحدثت المجلة عما وصفتها بالدراما الأقل وطأة بشأن المعارك في حي الزيتون شمال مدينة غزة، والتي بدأت بعد أيام من القتال في رفح، فقد قاتل الجيش الصهيوني هناك العام الماضي في بداية الحرب، ثم عاد في هجوم استمر أسبوعين في فيفري الماضي، والآن عاد للمرة الثالثة، وربما لن تكون العودة الأخيرة. وقالت إيكونوميست إنّ الحديث عن مدينة رفح باعتبارها الملاذ الأخير لحماس مبالغ فيه، مشيرة إلى أنه بعد 8 أشهر من الحرب، ليس لدى الكيان أية خطة لمنع محاولات حماس إعادة السيطرة على أجزاء أخرى من غزة، كما أدى رفض - مجرم الحرب - نتنياهو الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب إلى قطيعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وبشكل متزايد، مع جنرالاته بالجيش أيضا. وأوضحت إيكونوميست أنه غالبا ما يتحدث الخبراء الإستراتيجيون عن "نهج البناء الواضح لمحاربة المقاومة عبر تطهير منطقة من المقاتلين والتمسك بالمكاسب وبناء بديل"، مشيرة إلى أنّ إسرائيل" تفعل الشيء الأول فقط، وأنه بصرف النظر عن ممر نتساريم، لم يكن هناك وجود لقوات صهيونية تقريبا في غزة خلال الشهرين الماضيين، ما ترك فراغا استطاعت حماس ملأه حتما. وخلال هذا الأسبوع، خرجت الخلافات في الحكومة الصهيونية حول الحرب إلى العلن، بعد أن طالب وزير الدفاع يوآف غالانت من نتنياهو بتقديم إستراتيجية واضحة مع عودة الجيش للقتال في مناطق كان قد أعلن قبل أشهر تحقيق أهدافه فيها. أبو عبيدة يتوعّد قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحماس - إنّ "قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نعوش، من أجل البحث عن رفات بعض الأسرى الذين تعمدت هي نفسها استهدافهم وقتلهم سابقا". وقد جاء ذلك في منشور عبر منصة تلغرام لـ"أبو عبيدة" غداة إدعاء الجيش الصهيوني استعادة 3 جثث لإسرائيليين كانت محتجزة في قطاع غزة منذ معركة طوفان الأقصى. وأضاف أبو عبيدة أنّ نتنياهو "يفضّل أن يقتل جنوده وهم يبحثون عن رفات وجثامين على الذهاب لتبادل أسرى لا يخدم مصالحه السياسية والشخصية". يذكر أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني دانيال هاغاري، إدّعى - يوم الجمعة - العثور على 3 جثث لأسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة بتعاون استخباري مع الشاباك. وكان أبو عبيدة الناطق باسم القسام، قال الجمعة - في كلمة له - "إننا نعلن باستمرار وبكل وضوح بالأسماء والصور عن بعض حالات القتل والموت لأسرى العدو بسبب عدوان جيشهم وتعنت وإجرام حكومتهم ورئيسها الفاسد، ونقول ذلك لوضع عائلات وجمهور العدو أمام الحقائق الدامغة مقابل كذب وتضليل حكومتهم". وتابع في هذا السياق "عندما تتكشف حقائق أخرى بخصوص الأسرى لاحقا، فعليهم حينها أن يحصوا عدد المرات التي حذرنا فيها وأنذرنا بمصير أبنائهم وتضحية نتنياهو وحكومته بأسراهم لمصالحهم السياسية لتجريب حظهم في معركة خاسرة". من جانبها، طالبت والدة أحد الجنود الإسرائيليين والمتحدثة باسم أكثر من ألف عائلة لجنود مشاركين في الحرب على قطاع غزة - الجمعة - حكومة نتنياهو بوقف الحرب على القطاع. وقالت "نحن أكثر من ألف عائلة أدركت أن الأمر يمثل مُخاطرة وتضحية بحياة أبنائها"، في حين "لا يتوفر مخرج" من تلك الحرب. وأعلنت كتائب القسام أمس السبت أنها أجهزت على 15 جنديا صهيونيا بعد اقتحام مجموعة من مقاتليها منزلا تحصّن فيه عدد كبير من الجنود واشتبكوا معهم من مسافة الصفر بالرشاشات والقنابل اليدوية، قبل تفجيرها لعبوة مضادة للأفراد في منطقة حي التنور شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.