2025.05.22
مقالات رأي

إيديولوجيا الانحراف.. هذه جذور الغطرسة اليهودية


غطرسة اليهود متأصّلة في نفوسهم عبر تاريخهم فهم يرون أنفسهم فوق البشر وأنّهم أبناء الله وأحباؤه وأنّ الجنّة خالصة لهم من دون النّاس، وأنّ الله اصطفاهم وفضّلهم على العالمين، لذلك ينظرون لغيرهم نظرة ازدراء واحتقار. وبسبب هذه النّظرة الاستعلائية لا ضير لديهم في استحلال دماء الآخرين من نساء وأطفال والتّعامل بالرّبا مع غير اليهود بل يبيحون سرقتهم كما ذكر إسرائيل شاحاك حيث قال: "إنّ الشّريعة اليهودية قد أباحت لليهودي سرقة ممتلكات غير اليهود". هذا العلو المنحرف لم يكن مرتبطًا بجيل من الأجيال بل هو متجذّر ومتوارث عبر كافّة الأجيال والسرّ في ذلك ارتباطه بنصوص عقائدية فاسدة من كتبهم المقدّسة المحرّفة؛ لهذا لا غرابة أن ينظر اليهود للفلسطينيين على أنّهم حيوانات لا يستحقّون الحياة ولا يستحقّون أرضًا يعيشون عليها، وهذا ما قامت به كافّة حكومات الكيان الصّهيوني المتعاقبة بعدم الاعتراف بوجود كيان للفلسطينيين لذلك تجدهم يسعون بكافّة أحزابهم وأطيافهم على ابتلاع المزيد من الأرضي الفلسطينية لإقامة مستوطنات عليها وتضييق الخناق على الفلسطينيين من أجل ترحيلهم إلى دول الجوار. ومن مظاهر صلفهم وغطرستهم وعلوّهم عدم اكتراثهم بكافّة القوانين والشّرائع الدّولية فأيّ إدانة لهم من قبل مجلس الأمن أو الأمم المتّحدة أو محكمة العدل الدّولية أو من منظّمات حقوق الإنسان أو غير ذلك لا قيمة لها عندهم بل يعملون على مخالفتها والاستخفاف بها ولا أدلّ على ذلك من قيام مندوب الكيان الصّهيوني في الأمم المتّحدة (جلعاد إردان) بتمزيق ميثاق الأمم المتّحدة من فوق منصّتها احتجاجًا على التّصويت لمنح بعض الحقوق للفلسطينيين. وعندما أصدر مدّعي عام المحكمة الجنائية الدّولية مذكّرة اعتقال بحقّ رئيس وزراء الكيان الصّهيوني النّتن بسبب ارتكابه جرائم حرب إبادة في غزّة جاء ردّه على ذلك بقوله: "لست خائفًا من السّفر حول العالم بعد قرار المدّعي العام، وعلى المدّعي العام أن يشعر بالقلق إزاء وضعه ووضع المحكمة". في الختام لا يمكن لحكومة النتن ومن معه من عصابة نازية أن يقبلوا بمفاوضات لتبادل الأسرى أو وقف لإطلاق النّار أو انسحاب من قطاع غزّة إلّا تحت وطأة قوّة المقاومة وصمودها واستنزافها جنود العدو وتكبيده خسائر فادحة في المعدّات والأفراد حينئذ يخضعون مجبرين لشروط المقاومة. فهؤلاء القوم لا يجدي معهم سوى منطق القوّة وذات الشّوكة وإيقاع الألم فيهم ولا مجال لأيّ طريق آخر معهم ومن يسلك أيّ طريق آخر فهو واهم كما وهمت سلطة أوسلو لعدّة عقود حيث لهثت وما زالت خلف سراب بقيعة.