2025.07.08



مع الأديب الجزائري \ نوستالجيا

مع الأديب الجزائري "محمد السعيد الزاهري" في كتابه: الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير (الجزء الثامن)


"الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير" كتابٌ أصدره الشيخ العلاّمة الجزائري "محمد السعيد الزاهري" عام 1929 (1348 هـ) في مصر، وسرعان ما نفذت طبعته الأولى فأصدر طبعةً ثانيةً عام 1933 (1352 هـ) في دمشق. لاقى الكتابُ ثناءً جميلا في أقطار عربية عديدة، وكتبت عنه الصحف والمجلات مثل مجلة "المجمع العلمي العربي" في دمشق، وتُرجمت بعض فصول هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية، وتُرجم فصل واحد منها إلى لغة الملايو.

أورد "الزاهري" في مقدمة كتابه بأنّ الأديب والمفكر اللبناني الأمير "شكيب أرسلان" (1899 - 1946)، الذي اشتهر بلقب "أمير البيان"، راسله مُعبّرًا عن إعجابه وتثمينه للكتاب، قال: "وكان كاتب الدّهر عطوفة الأمير شكيب أرسلان كَتب إليّ يومئذ يقول لي إنه أُعجب بهذه الفصول كل الإعجاب، ويدعوني إلى المثابرة والمزيد، وقال إنه يرى أن أركان الأدب العربي في الجزائر اليوم هم أربعة: الزاهري وباديس والعقبي والميلي، فكتبتُ أنا إليه يومئذٍ أدُلّه على آخرين هم من نوابغ الأدب اليوم في هذه البلاد، ذكرتهم له بأسمائهم".

وقال "الزاهري" أيضًا: "وكتب علّامة الجزائر الأستاذ الجليل الشيخ عبد الحميد بن باديس، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فصلاً قيّمًا عن هذا الكتاب نشره في جزء شعبان 1350 من مجلة (الشهاب) التي تصدر تحت إشرافه في قسنطينة الجزائر، جاء فيه ما نصّه: عرفنا شاعر الجزائر الشيخ السعيد الزّاهري شاعرًا خنذيذًا، وعرفناه كاتبا رحب البيان بليغًا، وعرفناه في هذا الكتاب داعية إسلاميًّا كبيرا، وقد خاض مسألة الحجاب، والمرأة الجزائرية، ومسألة الإسلام والتغرّب والشبيبة المتعلمة، فأبان عن الحقائق وأقام من الحجج ما لا يلقاه أشدّ الخصوم - إذا أنصف - إلا بالإكبار والتسليم، وساق ذلك كله في أسلوب من البلاغة (الشبيه بالرّوائي) سهل جذاب، لا تستطيع إذا تناولت أوّله أن تتركه قبل أن تأتي على آخره".

 كتاب "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير"، في طبعته الأولى التي بين أيدينا، يشتمل على 76 صفحة، ويتألّف من سبعة فصول تحمل هذه العناوين: عائشة، الكتاب المُمزّق، صديقي عمّار، طلبة إفريقيا الشماليّة، في أحد متنزّهات وهران، حنين الإسبان إلى العرب، كيف يغوون شبابنا؟، وفصلٌ ختامي في نهاية الكتاب. وهذه الفصول جميعها هي في الأصل مقالات نشرها "الزاهري" في "الفتح"، وهي صحيفة إسلامية أسبوعية كان يصدرها "محب الدين الخطيب" (1886 - 1969)، وكانت تُعتبر "أهم صحيفة عربية تُعنى بنشر الآراء والأنباء عن العالم الإسلام" (كما ورد عن الصحيفة في كتاب الزاهري). وقد جمعها "الخطيب" واختار لها عنوان "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير" وأصدرها في كتاب منفرد.

في مقدمة الطبعة الأولى، قال "الخطيب": "وهذه فصول كتبها أخي في الدعوة، الأستاذ السيد محمد السعيد الزاهري الجزائري لتنشر في صحيفة الفتح، فرأيتها مثلاً صالحا للدعوة على الخير وما يجب أن يكون عليه الداعي من بصيرة وحكمة، لذلك استخرت الله عز وجلّ في إفرادها بهذا الكتاب عسى أن ينفع الله بها، وهو ولي التوفيق".

ونُنبّه القارئ إلى أن "الحديقة"، وهي دورية غير مُنتظمة أصدرها "محب الدين الخطيب" ما بين (1922 - 1934)، قد نشرت مقالا لأديبنا "الزاهري"، في الأول سبتمبر 1930، بالعنوان نفسه الذي صدر به الكتاب أي "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير". كما ننبّه القارىء أن صحيفتي "الفتح" و"الحديقة" كانتا تنشران لأكابر الأدباء والمفكرين العرب آنذاك من أمثال: مصطفى صادق الرافعي، عباس محمود العقاد، شكيب أرسلان، إبراهيم عبد القادر المازني، وآخرين كثيرين.. ووجود "الزاهري" بين هذه الأسماء الكبيرة يدلّ على مكانته الفكرية والأدبية على خارطة الثقافة العربية آنذاك.

كتاب "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير" تناوله كثيرٌ من الدّارسين والباحثين الجزائريين، واعتبروا أنه يندرج ضمن "المقال القصصي" أو "المقال الدعوي".. وهناك من ذهب إلى أن "الزاهري" هو رائد القصة القصيرة في الجزائر. ونعتقد بأن هذا الكتاب يندرج ضمن أدب المذكّرات ذلك أن "الزاهري" وثّق لأحداث ومواقف عاشها بنفسه وقدّم تفاصيلها ثم استثمرها في سياق منهاجه الإصلاحي الدعوي الإسلامي..

وإذا أردنا أن نستوضح رأي "الزاهري" في فن القصّة الذي يستدعي الخيالَ و"الاختراع" الأدبي، فلنقف عند ما قاله لصديقه الصحافي الإسباني في مدينة "وهران"، قال "الزاهري": "وذكرت له (الصديق الإسباني) أنني منذ أيام اجتمعت بالدكتور (جاك ساي)، العالم الفرنسي وأحد أطباء الحكومة في وهران، وتحادثنا عن الأدب العربي وعن قلّة القصص فيه، حتى أن الشعر العربي لم يتناول القصة بالمرّة، فقلت له: إن سبب ذلك هو أن الأدب العربي أدبٌ واقعي حقيقي أكثر ممّا هو خيالي. والذوق العربي نفسه يمجّ الخيال الذي لا يصوّر الحقيقية ولا الواقع. والقصة يضطر إليها الأدب الخيالي أكثر مما يضطر إليها الأدب العربي الذي أهم أغراضه أن يصف لك حقائق الحياة. فذكر الدكتور (ساي) أنه قرأ بحثًا لأحد العلماء المستشرقين يرى فيه مثل هذا الرأي ويقول: إن الشاعر العربي أصدق شعراء الدنيا وأطبعهم، وأكثرهم مطابقة للحقيقة والواقع. فإذا وصف لك خدًّا بأنه كالورد، فاعلم أن الأمر كذلك لا يتجاوزه ولا يعدوه".

قد يتساءل القارئ: كيف يكون "الإسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير"، و"التبشير" كلمة تُستعمل - عادة - في الدعوة إلى المسيحية أو النصرانية، يبنما يُستعمل للإسلام مصطلحُ "الدعوة"؟ لستُ لغويًّا ولا فقيهًا، ولكنني مع أديبنا "الزاهري" بأنّ كلمة "التبشير" تليق بالإسلام، وارتباطها بالمسيحية مُغالطةٌ كبرى، لا سيما في فترات استعمار البلدان العربية حيث كان "التبشير" من الوسائل الاستعمارية. ذلك أن التبشير يكون - غالبا - لما فيه الخير للأفراد والمجتمعات، فلا أحد يُبشّر بالشرّ حتى في أدبيّاتنا الشعبية! ورسولنا الكريم، وكل الرّسل والأنبياء، بعثهم الله مُبشّرين ومُنذرين.. ومن هذا المنطلق فإن التبشير بالإسلام هو الأصدق والأحق بالقول والعمل على حدِّ السّواء.

من المُجدي أن نعرّف بالشيخ العلامة "محمد السعيد الزاهري" (1899 - 1956)، وسنختصر القول بأنه من روّاد الحكرة الإصلاحية في الجزائر، ومن أغزر الكُتّاب الجزائريين كتابةً في زمانه، حيث كان ينشر كتاباته في أكبر الدوريات العربية والجزائرية، إضافة إلى الدوريات التي أصدرها هو نفسه مثل جرائد: "الجزائر" عام 1925، البرق عام 1927، الوفاق عام 1937، المغرب العربي 1947.. وجرائد جزائرية أخرى كان مشاركًا فيها وتُعتبر رائدةً في مجال الإعلام الساخر ومنها "الجحيم" التي عرّفت نفسها بما كتبته على صفحتها الأولى: "جريدة حرّة مستقلة، يقوم بتحريرها نخبة من شبّان الزبانية. تتنفّس يوم الخميس من كل أسبوع، شعارها: العصا لمن عصى". (قد نُبحر في الجحيم في أعداد قادمة من جريدة "الأيام نيوز").

من بين كُتب "الزاهري" هذا الكتاب الذي تُقدّم جريدة "الأيام نيوز" مختارات منه إلى القارئ الكريم، اعتمادًا على طبعته الأولى التي بين أيدينا.. والغاية أن يطّلع القارئ على واحدٍ من أكبر أدباء الجزائر الذين كان لهم حضورٌ قويٌّ في الصحافة العربية، وكتابات تميّزت بالرصانة والعمق الفكري واللغة الأدبية الرائقة، كما كان له معاركه ضدّ عميد الأدب العربي "طه حسين" و"سلامة موسى" وآخرين، ومعاركه في الجزائر أيضًا من خلال كتاباته الساخرة.. وفيما يلي نترك القارئ مع "الزاهري" مُبشّرًا بالإسلام على طريقته المتميّزة الحكيمة..

صحفي فرنسي في "بسكرة".. أراد تشويه الإسلام فأسلم!

أخبرني أحد أصدقائي أنه كان عرف أحد الصحفيين الفرنسيس في مدينة "بسكرة" الجميلة، وأن هذا الصحفي أعجبته "بسكرة" هذه بحسنها وجمالها، فأقام فيها دهرًا طويلا، عاشر فيه المسلمين وعرف أخلاقهم وعوائدهم، فأعجبه ما رأى فيهم من فطرة سليمة وخُلق كريم. وعلّل ذلك بأن هؤلاء المسلمين (في بسكرة) وإن كان أكثرهم من العامة البسطاء فإنهم ما زالوا على الفطرة الإسلامية، فهذه الأخلاق الكريمة الباقية فيهم هي من فضيلة الإسلام التي ما زالت بعيدة عن مساوئ هذه الحضارة الغربية الآثمة.

قال صديقي الراوي: وزارني هذا الصحفي مرّةً في يوم قائظٍ شديد الحر، لا يزور فيه المرء ولا يُزار. قال: فَحيّاني بتحيّة الإسلام، فرددتُ عليه بأحسن منها، ثم قال لي: يا فلان، أتدري فيمَ أتيتك في هذه الساعة؟ قلت: الله أعلم. قال: القلق واضطراب البال هما اللّذان حملاني على أن أزورك الآن. قلت: وهل حدث مكروه؟ قال: لا، ولكني رجلٌ قد مللتُ حياة العزوبة والانفراد، وأصبحت أشعر بالحاجة إلى زوجٍ صالحة، أسكن إليها وتُخفّف عن كاهلي أعباءَ هذه الحياة وتهوّن عليَّ همومها وأحزانها وتقاسمني حلو الحياة ومُرّها وسرّاءها وضرّاءها. وقد نظرتُ في هذا الأمر، وقلّبته على كل وجهٍ، فإذا الزواج عسير عليَّ غير يسير. فهؤلاء النساء الأوروبيات السَّافرات وإن كنّ مُتأنّقات متمدّنات فهن إنما يصلحن للهو واللعب، وقليل منهن (إن لم أقل ليس فيهن) من تصلح أن تتّخذها حرَمًا مَصونا.

قال الراوي: فقلت إنكم تَشكون نساءَكم، ونحن نشكو نساءنا وجهلهن. وأنتم تشكون السُّفور، ونحن نشكو الحجاب. فقال: قولوا الحمد لله على نعمة الإسلام، وما بثّه بينكم من خُلق متين، وقولوا "الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله". فالمسلمات قد أدّبهن الإسلام، فإذا هنّ حورٌ مقصورات في الخيام، قاصرات الطرف على بعولتهن، طائعات لأزواجهن، لا يعصينهم في معروف، مقتنعات بالقليل الذي قسم الله لهن، مكنونات في خُدورهن، غير متبرّجات بزينة، حافظات للغيب بما حفظ الله. فماذا تريدون من نسائكم المسلمات بعد هذه الصفات الفاضلة؟ هل تريدون أن تعلموهن في هذه المدارس الفرنسية، فلا يتعلمن فيها بدل حُسن الخُلق إلا التمرّد والعصيان، وإلا التفنّن في الشهوات إلى حدٍّ من الاستهتار بعيد، وإلّا الإسراف في النفقات على الأحذية وطلائها، وعلى الجوارب والمساحيق حتى يعجز أزواجهن أو آباؤهن عن تسديد نفقاتهن، وحتى لا يكفيهن من النفقة قليل ولا كثير؟

إياكم - أيها المسلمون - أن تغتّروا بأكاذيب هؤلاء الغربيون الذين لم يعترفوا من شدة تعصبهم بكرامة المسلمة ولم يقدّروها حق قدرها. فهم يُسمّون حجابَها سجنًا، وحياءَها جمودًا، وطاعتها لزوجها حيوانيّةً وجهلا. ومِن تعصّبنا نحن الغربيين أننا لا نسمح لأنفسنا أن ننتقد ما عليه مجتمعنا من نقصٍ وفساد، بل بلغ بنا الرّضى عن أنفسنا أننا نُسمّي استهتارَنا حريةً وإسرافَنا في أمرنا تنفيذَ إرادةٍ، وهكذا نستر عيوبنا وضعفنا تحت لمعانِ الألفاظِ وخداعِ العناوين.

قال الراوي: ثم قال لي هذا الصحفي الفاضل: هل تدري يا فلان لماذا أتيتُ إلى بسكرة؟ قلت: لا أدري.

قال: جئت مندوبًا مِن بعض كُبريات الصحف بباريس، لأضع لها "رواية" عن العائلة الإسلامية تنشرها تباعًا. وتأخذ منها خلاصة تمنحها دور السينما (الصور المتحركة)، وكانت هذه الجريدة تنتظر مني، وكان الناس ينتظرون مني، أن أضع روايتي هذه وأصوّر فيها العائلة المسلمة أو بالحريِّ المرأةَ المسلمة على أشدّ ما يمكن أن تكون توحّشًا وانحطاطا. ولكني بحثتُ هذا المجتمع الإسلامي فوجدته طاهرًا بسيطا، لم يتشوّه بالحضارة الغربية وآثامها. ففاوضتُ الجريدة وراجعتها في موضوع الرواية وأسلوبها فرضِيَت، ولكن على شرطٍ لم أرضَ به أنا..

بحثتُ عن الإسلام في هذه العائلة الإسلامية الطاهرة الخالصة فإذا هو دين الحق الذي يجب على مَن في الأرض أن يؤمنوا له كلهم جميعا. وأحببت أن أسلّم وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، وأحببت أن أذيع إسلامي بين الناس، وأحببت يومئذٍ أن أتزوج بامرأة مسلمة مؤمنة، ولكني خشيت أن يزدريني هؤلاء الغربيّون المتعصّبون الفضوليون.

لو كنت مِن مُطلق الناسِ ودهمائهم لأسلمتُ ولَسعِدتُ بإسلامي، ولكني صحفي يعرفني جميع الناس ويهتمّون مني بكل صغيرة وكبيرة، فإذا أعلنت إسلامي فسيُمطرونني وابلًا من الشتائم، وسيصوّرونني صورًا هزلية لاذعة مُرّة تذهب بكل ما لي من صبر واحتمال.

قال الراوي: ثم قال لي: هل تدري ماذا أريد منك الآن؟ فقلت: لا أدري، ولكني أتشرّفُ بأن أكون طوع إشارتك. فقال: أريد منك أن تفتيني أو أن تستفتي لي أحد علماء الدين (الإسلامي) في رجلٍ يؤمن بالله واليوم الآخر، ويهتدي بهدي محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم يكون كذلك في خاصة نفسه، لا يهيج على نفسه فضول الناس ولا تعصبهم. فهل يكون عليه من سبيل، وهل يقبل الله منه عدلا أو صِرفا؟ فقلت له: إن الله أرحم وأكرم من ألّا يقبل من رجلٍ مؤمن يكتم إيمانه. فقال: فاشهد لي إذًا بأني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. وبأنّي من المسلمين.

سادتي، هل رأيتم تعصباً أشدّ مقتًا من تعصُّب هؤلاء القوم؟ وهذا رجلٌ صحفيٌّ آمنَ بالله وبرسوله، وكتَم إيمانَه مخافةَ أن ينال منه قومه، ويَصُموه (وصَمه: عابَهُ، لطَّخه بقبيح، تنقَّص من قدره) بالتأخّر والتديّن، تعصّبًا منهم وفضولا. يصموننا بالتعصّب إذا نحن استمسكنا بديننا واحتفظنا بما عندنا من طربوش وعمامة، ولكنك إذا رجوت من أكثر فلاسفتهم حريّة فكرٍ وإرادةٍ أن ينتزع قبّعته من على رأسه ويضع مكانها عمامةً أو طربوشًا فلا تراه إلا محتفظًا بقبّعته ويعتزّ بها اعتزازا.

وإذا كان الغربي المستعمر لا يعجبه أن يرى على رأسي طربوشًا، أو يستقبح منظر عَمامتي، فهل أُلام أنا إذا هو لبس قبّعةً سوداء أن أراها على رأسه غُرابُا أقبح ما يكون شُؤمًا وسوادا؟ (وهنا ضحك الحاضرون واستغرقوا في الضحك، ونزع المُتقبِّعون منهم قُبّعاتهم التي على رؤوسهم).