2025.07.08



الجزائر تبرز العمق الإفريقي للثقافة الحسانية في ندوة دولية بالعاصمة ثقافة

الجزائر تبرز العمق الإفريقي للثقافة الحسانية في ندوة دولية بالعاصمة


الطيب سعد الله
23 يونيو 2025

تتواصل فعاليات "الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية 2025"، المنظمة بقصر الثقافة مفدي زكريا، تحت شعار "الحسانية تجمعنا"، من خلال سلسلة ندوات ولقاءات علمية تهدف إلى استكشاف أبعاد هذه الثقافة العريقة والتعريف بمكوناتها الغنية ضمن النسيج الثقافي الجزائري والإفريقي.

ندوة دولية حول الهوية والبعد الإفريقي

وشهد اليوم الثاني من التظاهرة تنظيم ندوة دولية موسعة بعنوان: "الثقافة الحسانية: هوية وعمق إفريقي مشترك"، بمشاركة أكاديميين وباحثين من الجزائر، موريتانيا، والصحراء الغربية، تناولوا من خلالها الأبعاد الاجتماعية والتاريخية والأدبية للثقافة الحسانية.

وسلطت المداخلات الضوء على الحسانية باعتبارها نموذجًا للتكيف والتماسك الاجتماعي في البيئة الصحراوية، رغم التنوع العرقي واللغوي لسكانها، حيث تندمج المكونات العربية والصنهاجية والإفريقية ضمن نسيج ثقافي واحد متجانس.

تراث غني قابل للدراسة والتثمين

أجمع المتدخلون على أن التراث الحساني المادي واللامادي يشكل مادة ثرية للبحث في مجالات الأنثروبولوجيا والتاريخ والأدب الشعبي. وتم خلال الندوة استعراض موضوعات متعددة منها:

التراث الحساني في البحث العلمي والتاريخي

دور المرأة في الأدب الحساني

الفنون الشعبية بوصفها مرآة للهوية الثقافية

دعوات لانفتاح المجتمع الجزائري على الحسانية

من جانبه، دعا الأستاذ الجامعي عبد الحميد بورايو إلى تعريف الجزائريين على الثقافة الحسانية وفتح جسور التواصل بينها وبين باقي مناطق البلاد، مؤكدًا أن هذا الموروث الثقافي يعكس أيضًا الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين الجزائر، الصحراء الغربية وموريتانيا.

وأشار بورايو إلى أن الأدب الحساني، رغم طابعه الشفهي، "يحمل في طياته عمقًا تاريخيًا وهوية أصيلة"، مضيفًا أن "موريتانيا تُعد من أكثر الدول التي تزدهر فيها الكتابة الحسانية".

الحسانية: هوية تتجاوز الحدود العرقية

بدورها، أكدت الأستاذة مباركة بلحسن، من جامعة وهران، أن الثقافة الحسانية تعكس الانتماء الإفريقي للجزائر، وهي نموذج ثقافي يتجاوز الانقسامات العرقية. ووصفتها بأنها أسلوب حياة ومعرفة تقليدية تربط بين القبائل البيضان المنتشرة غرب الصحراء، وتُشكّل جسرًا حضاريًا بين إفريقيا السوداء والبيضاء.

وقالت بلحسن: "الحسانية تحمل في طياتها أبعادًا أمازيغية، عربية، إفريقية وإسلامية، وتتميز بثقافتها الشعبية ومعارفها الواسعة".

الشعر الحساني... توازن بين الحضر والريف

أما الباحث عاشور فني، المهتم منذ 2018 بالشعر الحساني، فقد ركّز على ثراء الممارسات الشعرية الحسانية التي تمزج بين التأثيرات العربية والأمازيغية الصنهاجية. وأوضح أن الحسانية نجحت في إدماج الثقافة الحضرية في الوسط الريفي، ونقل الثقافة الشفهية إلى الفضاءات المدينية.

السينما في خدمة الحسانية

واختُتمت الندوة بالإعلان عن تنظيم جلسة خاصة اليوم الجمعة حول دور السينما في حماية التراث الحساني، عبر تسليط الضوء على استخدام اللغة الحسانية في الشاشة، من خلال عرض مشاريع سينمائية ونماذج توثيقية تُظهر قابلية هذه الثقافة للتمثيل البصري والفني.