يتعالى –في كلّ حين- دوي صفّارات الإنذار تحذيرا من صواريخ باليستية يتمّ إطلاقها من لبنان باتجاه مستوطنة تل أبيب، بينما قرّر جنرالات الكيان الصهيوني-المتحصّنون تحت الأرض- وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون، حيث يحاول آلاف المستوطنين مغادرة الكيان إلى غير رجعة، في مشهد هروب غير مسبوق تاريخيا. وقالت إذاعة الجيش الصهيوني إن صفارات الإنذار انطلقت في وسط الكيان بما يشمل مستوطنة تل أبيب، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون. وقالت القناة الـ12 إن طائرة "إلعال" كانت تستعد للهبوط بمطار بن غوريون تابعت التحليق حتى البحر الميت بسبب الصواريخ. كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، التي تصدر باللغة الإنكليزية من القدس المحتلة، أن الكيان بات يشهد هجرة غير مسبوقة إلى الخارج، فقد غادر 40 ألفا و600 شخص في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، أي بمعدل 2200 شخص كل شهر أكثر من عام 2023، آخذين معهم أموالهم وشهاداتهم الأكاديمية ومهاراتهم المهنية. وقالت إن هذه الأرقام تُظهر مقدار الضرر الذي تلحقه هذه الهجرة بالكيان على المدى البعيد، حتى في المناطق البعيدة عن بؤر الصراع في الشمال والجنوب من أراضي فلسطين التاريخية. ولقيت مطالبة رئيس وزراء سلطة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بسحب قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل) فورا من الجنوب، وخطابه التهديدي الذي وجهه للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ردود فعل مستنكرة . فقد أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الاثنين، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لن تنسحب من مناطق تمركزها، رغم تعرضها مؤخرا لهجمات من الجيش الصهيوني. وانتقد سانشيز نظيره الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي دعا يوم الأحد الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش إلى إبعاد اليونيفيل "عن الخطر فورا". وقال سانشيز، خلال منتدى في برشلونة نظمته مجموعة بريسا الإعلامية، "نحن ندين، وسنواصل إدانة التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء نتنياهو أمس، بكل حزم". وقبل ذلك، أدان الاتحاد الأوروبي استهداف "إسرائيل" لقوات حفظ السلام الأممية في لبنان. وانتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل اتهام "إسرائيل" الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمعاداة السامية. وفي السياق ذاته، طالبت إسبانيا وأيرلندا دول الاتحاد بتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب. ووجه –مجرم الحرب- نتنياهو دعوته لغوتيريش خلال خطاب متلفز، قائلا "لقد حان الوقت لكم لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال"، مضيفا في صيغة تهديدية "رفضك لسحب قوات اليونيفيل يجعلهم رهائن بيد حزب الله". وقوات اليونيفيل هي قوات حفظ سلام في المنطقة بين نهر الليطاني في الشمال إلى الخط الأزرق في الجنوب، وعدد أفرادها أكثر من 10 آلاف جندي من 50 دولة ونحو 800 موظف مدني. وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، عن "قلقهم البالغ" من هجمات الجيش الصهيوني على اليونيفيل، داعين "إسرائيل" إلى تقديم "توضيح عاجل" وتحقيق شامل بهذا الخصوص. وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي يدين جميع الهجمات الصهيونية ضد البعثات الأممية، ويعرب عن بالغ قلقه إزاء الهجمات ضد قوات اليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا في استقرار جنوب لبنان. ويوم الأحد، أعلنت قوة اليونيفيل أن الجيش الصهيوني اقتحم موقعا لها بدبابتين في بلدة راميا جنوبي لبنان. وفي 10 أكتوبر الجاري، أعلنت اليونيفيل إصابة جنديين من قوة حفظ السلام في لبنان جراء استهداف الجيش الصهيوني برج مراقبة للقوات الأممية بلبنان. ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسّعت "إسرائيل" نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية. وحظي هجوم حزب الله -بمسيّرة انقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني أحد ألوية النخبة بالجيش الصهيوني، وذلك بالقرب من منطقة بنيامينا جنوبي حيفا- بتفاعل عارم من الجماهير العربية في كل مكان، وهو ما تبين في وسائل التواصل الاجتماعي، في مقابل شعور بالخيبة لدى عواصم التطبيع المؤيدة للكيان. ونجح حزب الله في إشغال أنظمة الدفاع الجوية الصهيونية برشقة صاروخية غطت على طائرته المسيّرة التي وصلت إلى هدفها، وانفجرت في عدد كبير من جنود الاحتلال. وأسفر الهجوم المباغت على معسكر تدريب لواء غولاني -الذي يبعد نحو 80 كيلومترا عن عمق الجنوب اللبناني- عن مقتل وإصابة عشرات الجنود الصهاينة. ووصفت إذاعة الجيش الصهيوني هذا الاستهداف بأنه الحدث الأكثر دموية ضد الجيش منذ بدء الحرب الجارية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسيّرة أطلقت صاروخا على معسكر التدريب، قبل أن تصطدم بقاعة الطعام داخل المعسكر، كان فيها جنود يتناولون الطعام. ونشرت صورا للقاعة بعد الهجوم، تُظهر آثار الانفجار، ودماء الجنود القتلى والمصابين على الأرض، في حين لم تُدوِ صافرات الإنذار في المعسكر قبل وصول المسيّرة. ونشر الإعلام الحربي في لبنان، أمس الاثنين، مشاهد مصوّرة حديثاً لجانب من قدراته العسكرية الاستراتيجية، تتضمّن منشآت كبيرة لسلاح الجو المسيّر في المقاومة ومسيّرات من أنواع مختلفة. وتحت عنوان "قدراتنا بألف خير"، أظهر الفيديو الجديد عناصر من سلاح الجو في حزب الله وهم يجهّزون مسيّرات استطلاعية وهجومية مختلفة للإطلاق، انطلاقاً من مخازنها وصولاً إلى تحضيرها في الميدان وفحصها قبل إطلاقها باتجاه العدو. كذلك أظهرت المشاهد المنشورة مسيّرة مزوّدة بصواريخ جاهزة للإطلاق تعرضها المقاومة للمرة الأولى. كما وضع مقاتلو حزب الله صوراً كبيرة للأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله والقائد الشهيد محسن شكر، ما يؤكد أنّ الفيديو تمّ تصويره عقب شهادتهما. وعبر نشر هذا الفيديو يدحض حزب الله الدعاية الصهيونية بشأن نجاح العدو في ضرب قدرات المقاومة الاستراتيجية، ولا سيما سلاح الجو في المقاومة، خاصة أنّ النشر يأتي بعد أقل من 24 ساعة على استهداف المقاومة تجمّعاً لجنود الاحتلال في إحدى قواعده السرية في "بنيامينا" جنوبي حيفا، في ضربة نوعية أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال، وشكّلت صدمة لقيادته العسكرية والسياسية.