في خطوة تحدّي من جانب المقاومة، نشر الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني، مقطعاً مصوراً يظهر منشأة عسكرية جديدة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 5"، وذلك بعد فترة قصيرة من عرض منشأة سابقة تحمل اسم "عماد 4". ويحمل هذا الإعلان دلالات استراتيجية ويعكس جاهزية الحزب لمواجهة التحديات العسكرية، في ظل العدوان المستمر على لبنان. وتُظهر المشاهد، التي جاءت تحت عنوان "لن نترك الساح.. لن نسقط السلاح"، مقاتلي الحزب وهم يدخلون إلى منشأة تحت الأرض مزوّدة بتجهيزات عسكرية وراجمات صواريخ، في دلالة واضحة على استعدادهم لاستهداف مواقع صهيونية. ويتزامن الكشف عن هذه المنشأة مع تصاعد العمليات العسكرية الصهيونية في لبنان، بما في ذلك التوغلات البرية والغارات الجوية المكثفة التي تستهدف المدنيين الآمنين عبر المناطق اللبنانية المختلفة، بما فيها العاصمة بيروت. من خلال هذه الرسالة، يسعى حزب الله إلى التأكيد على أن قدراته العسكرية لم تتأثر بفقدانه الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، والذي كان قد استشهد في غارة صهيونية. ويبدو أن الحزب يعكس من من خلال الفيديو رسالة قوية، مفادها أن المقاومة مستمرة، وأنها محصنة ضد التهديدات الصهيونية، وهو ما يؤكده الخبراء العسكريون من خلال تقييم لقيمة المنشأة الجديدة "عماد 5" في سياق الاستراتيجيات العسكرية الحديثة. نشر الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني، أمس الأحد، مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 5″، وذلك بعد شهرين ونصف الشهر من بث مشاهد منشأة "عماد 4". وأظهرت المشاهد، التي حملت عنوان "لن نترك الساح.. لن نسقط السلاح"، مقاتلي حزب الله يدخلون إلى منشأة وبنى عسكرية تحت الأرض. وظهرت أيضا صورة الشهيد حسن نصر الله، وتضمنت اللقطات راجمات صواريخ وتجهيزات داخل المنشأة العسكرية، في إطار الاستعداد لإطلاقها صوب أهداف صهيونية. وكان الحزب قد نشر، في 16 أوت الماضي، مقطعا مصورا بعنوان "جبالنا خزائننا" يظهر منشأة "عماد 4" لإطلاق الصواريخ، ووصفها خبراء عسكريون بأنها منشأة إستراتيجية. وقال موقع المنار التابع لحزب الله آنذاك إن "اللافت في الأمر هو حجم المنشأة ومداها تحت الأرض وما تحمله من رسائل للعدو الصهيوني بأن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات". وأعلن حزب الله، يوم الخميس الماضي، عن مقتل أكثر من 95 جنديا وضابطا صهيونيا وإصابة نحو 900 آخرين منذ بدء التوغل الصهيوني في جنوب لبنان قبل أكثر من شهر. وأوضح حزب الله -في بيان- أن مقاتليه دمروا 42 دبابة من طراز ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، بالإضافة إلى إسقاط 5 طائرات مسيرة صهيونية. وتشير تقارير مستقلة أن منشأة "عماد 5" التي عرضها حزب الله ذات قيمة إستراتيجية، فهي قادرة على استيعاب عدد كبير من الجنود والصواريخ البعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من تحت الأرض من مكان ما، حيث بعد الإطلاق، يتوارى المقاتلون بعيدا عن الأنظار، مثلما حدث في حرب لبنان الثانية صيف 2006. ووسّعت الاحتلال الغاشم -منذ 23 سبتمبر الماضي- حربه على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأ الاحتلال توغلا بريا في جنوبه. ويرد حزب الله يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات صهيونية، وقصف مناطق وأهداف في وسط الكيان. ونشر الإعلام الحربي للمقاومة في لبنان - حزب الله، أمس الأحد، مشاهد استهدافه قواعد عسكرية تابعة لـ"جيش" الاحتلال الصهيوني، باستخدام الطائرات الانقضاضية. ويظهر في الفيديو الذي تبلغ مدته نحو دقيقة ونصف، خريطة ميدانية محدد عليها 3 قواعد عسكرية صهيونية، وهي: قاعدة "شراغا" شمالي عكا، وقاعدة "رامات دافيد" جنوبي مدينة حيفا، وقاعدة "بلماخيم" جنوبي مستوطنة "تل أبيب". وبعدها ظهرت مجموعة من الطائرات المسيرة التي أطلقها مجاهدو المقاومة نحو الأهداف المحددة، وظهرت الطائرات المسيرة وهي تحلّق في سماء فلسطين المحتلة، بعدسة المستوطنين الإسرائيليين. ويوم أمس الأحد، ذكر معهد "علما" الإسرائيلي أن هجمات حزب الله التي تتمّ عبر الطائرات المسيّرة، تشكّل ورقة رابحة إذ إن "الطائرات المسيرة التي تخترق الكيان تساهم في إحباط الجمهور الإسرائيلي"، ويمكن لطائرة مسيرة واحدة البقاء فوق المراكز، وأن تتسبب في دخول مئات الآلاف من المستوطنين إلى الملاجئ، كما أنها "تشكل ضغطاً مستمراً على أنظمة الدفاع الصهيونية". كشف تحليل أجراه معهد "علما" أن وتيرة الهجمات التي شنّها حزب الله ضدّ الكيان قفزت بمعدّل 4 مرّات، خلال شهر أكتوبر الماضي. وفي التفاصيل التي أوردها المعهد، ونقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نفّذ حزب الله، خلال الشهر الماضي، 1158 هجوماً ضد الكيان، وقال الباحثان تال باري ودانا بولاك إنه وبعد المقارنة مع المعطيات السابقة منذ بداية الهجمات في أكتوبر 2023 وحتى أكتوبر 2024، جرى تسجيل ما مجموعه 3235 هجوماً، أي بمعدلٍ وسطي نحو 270 هجوماً في الشهر. وكشف الباحثان أن نحو 54 إسرائيلياً قتلوا خلال أكتوبر الماضي، بينهم 40 جندياً من "الجيش" الإسرائيلي. وأظهر التحليل أن 54% من الهجمات استهدفت مستوطنات تقع على مسافة تصل إلى 5 كيلومترات من الحدود. بالإضافة إلى ذلك، نفّذ حزب الله 296 هجوماً على مسافات تزيد على 5 كيلومترات من الحدود، وهو ارتفاع كبير مقارنة مع الأشهر السابقة. وفي ما خصّ الهجمات التي تمّت عبر الطائرات المسيّرة، أورد "علما" أن الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله تشكّل ورقة رابحة إذ إن "الطائرات المسيرة التي تخترق إسرائيل تساهم في إحباط الجمهور الإسرائيلي"، إذ يمكن لطائرة مسيرة واحدة البقاء فوق المراكز السكانية، وأن تتسبب في دخول مئات الآلاف من السكان إلى الملاجئ، كما أنها تشكل ضغطاً مستمراً على أنظمة الدفاع الإسرائيلية. أما في ما يتعلق بالوسائل المستخدمة، فكانت الصواريخ التي يتمّ استخدامها لضرب الجبهة الداخلية، ومهاجمة قوات "الجيش" الإسرائيلي في جنوبي لبنان، إذ سقط ما لا يقل عن 2291 صاروخاً وقذيفة صاروخية داخل الكيان. ويوم السبت، نشر الإعلام الحربي مشاهد عن استهدافه قاعدة "غليلوت"، التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 بصواريخ ومسيّرة، في ضواحي مستوطنة "تل أبيب"، تخلّلتها بطاقة تعريف القاعدة وتفاصيلها، وذلك بعد مسحٍ جوّي أجرته المقاومة فوقها. من جانب آخر، أعلنت كتائب القسام في الضفة الغربية عن استهداف إحدى المستوطنات ، في حين منعت قوات الاحتلال طلبة في الخليل من الوصول إلى مدارسهم، بينما يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على سكان بلدات في الضفة المحتلة. وقالت القسام إن مقاتليها تمكنوا -ظهر أمس الأحد- من استهداف مستوطنة "شاكيد" شمالي الضفة المحتلة، بالأسلحة الآلية المناسبة، ثم انسحبوا إلى قواعدهم بسلام. وقبل أيام، ذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن مقاومين أطلقوا النار صوب مستوطنة شاكيد غرب مدينة جنين. ومن ناحية أخرى، استشهد طفل فلسطيني -أمس- برصاص "الجيش" الصهيوني في بلدة حلحول بمدينة الخليل جنوبي الضفة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) -في بيان مقتضب- إن طواقمها استلمت من "الجيش" الصهيوني جثة شهيد يبلغ من العمر 14 عاما، كان قد أصيب في حلحول وجار نقله للمستشفى. وفي الخليل أيضا، منعت قوات الاحتلال الصهيوني طلبة المدارس في حارة جابر، وسط مدينة الخليل، من الوصول إلى مدارسهم، من خلال وضع سياج شائك في طريقهم. وقال عضو لجنة الدفاع عن الخليل (غير حكومية) عارف جابر إن "الجيش" الصهيوني أغلق طريق المدرسة الواقعة في حارة جابر بالأسلاك الشائكة، ومنع الطلبة من المرور. وبين جابر أن نحو 40 طالبا منعوا من الدراسة اليوم، رغم أن المدرسة لا تبعد سوى 30 مترًا عن المكان الذي منعهم "الجيش" من اجتيازه. ولفت إلى أن "الجيش" الصهيوني أغلق الطريق منذ 7 أكتوبر 2023، ومنع المرور منها، لكنه أعاد فتحها مع بداية العام الدراسي قبل نحو 3 شهور، ليعيد إغلاقها اليوم دون سبب معين. وتخضع الأحياء الفلسطينية في قلب الخليل لحصار صهيوني مشدد، منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك فرض قيود على التنقل وحظر التجول أغلب الأيام. وفي السياق، أفادت مصادر حقوقية فلسطينية بأن عددا من المستوطنين نصبوا صباح أمس أسلاكا شائكة حول منزلين في تجمع عرب المليحات، شمال غرب أريحا بغور الأردن، بعدما حاصروا منزلا آخر يعتبر امتدادا لتلك المنطقة المحاصرة. واتهمت هذه المصادر المستوطنين بدفع السكان إلى الرحيل القسري، من خلال خنقهم في تلك المنطقة، وتنفيذ مخطط استيطاني للاستيلاء على المنطقة والتوسع فيها، وفي تجمع الفارسية، والأغوار الشمالية بمحافظة طوباس شمالي الضفة. ومن جانبها أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان -في بيان- أن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 1490 اعتداء خلال أكتوبر الماضي.