2025.05.21
الجزائر

الجزائر تدعو إلى مكافحة خطاب الكراهية ضد اللاجئين وتعزيز التضامن الدولي


ندد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بخطابات الكراهية والمعلومات المضللة التي تستهدف اللاجئين، محذرا من أنها تهدد حياتهم وتغذي العنف ضدهم في البلدان المضيفة.

ودعا عمار بن جامع، إلى إطلاق حملات توعوية ومكافحة هذه السرديات، بما يضمن سلامة اللاجئين وتوفير الحماية إلى حين إيجاد حلول دائمة وفق القانون الدولي.

وفي كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الهجرة واللاجئين، يوم الاثنين أوضح بن جامع أن الجزائر، وعلى مدار أكثر من نصف قرن، استضافت اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، بعد تهجيرهم القسري من أرض أجدادهم، مشيرا إلى أن الجزائر وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين، وفرت بشكل منتظم الخدمات الأساسية لهؤلاء اللاجئين، رغم التحديات الهائلة.

وشدد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، على أن اللاجئين الصحراويين الذين هُجروا قسرا من أراضيهم بسبب الاحتلال المغربي، بحاجة إلى حل دائم يضمن لهم ممارسة حقهم في تقرير المصير، باعتباره حقا غير قابل للتصرف.

استفتاء حر ونزيه

وأكد بن جامع أن الحل الدائم يكمن في تمكين اللاجئين من ممارسة حقهم في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه، وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، مضيفا أن قرار مستقبلهم يجب أن يكون بيدهم وحدهم، وألا يُساوَم عليه في أي ظرف.

وفي سياق متصل، أشار إلى التزايد المستمر في أعداد المهاجرين نتيجة الأزمات المتعددة، لاسيما النزاعات المسلحة، بالتوازي مع انخفاض التمويل الدولي، ما أدى إلى حرمان الملايين من المساعدات الأساسية، معتبرا أن هذا الواقع يعكس فشلاً كبيراً في الاستجابة الدولية، ويتطلب تحملا منصفا للمسؤولية من قبل المجتمع الدولي.

وشدد السفير الجزائري على أهمية احترام الالتزامات الدولية الواردة في الميثاق العالمي للاجئين، والذي ينص على تقاسم عادل للأعباء ودعم المجتمعات المضيفة، لافتاً إلى أن هذه الأخيرة كثيرا ما تُركت وحيدة في مواجهة الأعباء الإنسانية، رغم الدعم المحدود الذي تتلقاه.

توفير التمويل الكافي للهيئات الإنسانية

وأبرز الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، أن الجزائر ترى أن الوقاية من الأزمات تبقى الاستراتيجية الأنجع، داعيا إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، ومنها الاحتلال الأجنبي والنزاعات المسلحة.

كما دعا إلى حماية اللاجئين، ولا سيما الفئات الهشة كالنساء والأطفال، ولفت إلى الانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، مطالبا مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية في هذا الشأن.

ومن بين العناصر التي شدد عليها بن جامع، ضرورة توفير التمويل الكافي للهيئات الإنسانية، خاصة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مؤكدا أن الدول النامية التي تستضيف اللاجئين تبذل جهودا كبيرة ويجب أن تُقابل بدعم دولي، باعتباره مسؤولية مشتركة وليس منّة.