في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، شنت قوات الاحتلال الصهيوني واحدة من أعنف حملاتها العسكرية ضد قطاع غزة، حيث استهدفت الغارات الجوية المكثفة المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية.
وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 412 فلسطينيًّا وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض، يُتوقع أن ترتفع هذه الحصيلة في ظل الدمار الهائل الذي خلفه القصف. وقد تركزت الغارات الصهيونية على مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة أحياء مكتظة بالسكان، ما أدى إلى سقوط ضحايا بالعشرات في كل قصف جديد. وشملت الهجمات أيضًا مدارس تأوي نازحين، ومشافي ميدانية، إضافة إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، في انتهاك واضح للقانون الدولي. كما تسبب القصف في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من غزة، ما زاد من صعوبة عمليات الإغاثة والإسعاف. كما دمرت طائرات الاحتلال أجزاءً من مجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفيات القطاع، مما أدى إلى وقوع إصابات بين المرضى والطاقم الطبي، إضافة إلى تعطل عمل غرف العمليات والعناية المركزة، ما يعرض حياة المصابين للخطر. كما استُهدفت سيارات الإسعاف، مما أعاق فرق الطوارئ عن الوصول إلى المناطق المنكوبة. تبريرات واهية لجرائم حرب حاول رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تبرير العدوان بأن حركة حماس رفضت عروض الوسطاء الدوليين لإطلاق سراح "الرهائن"، زاعمًا أن العمليات العسكرية تهدف إلى "ضمان أمن إسرائيل". إلا أن المراقبين يرون أن التصعيد يأتي في سياق سياسي داخلي، حيث يسعى نتنياهو للخروج من أزمته السياسية والقضائية عبر التصعيد العسكري، في محاولة لاستعادة شعبيته المتدهورة. مقاومة وصمود رغم العدوان في المقابل، أكدت حركة حماس أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن تفجير الأوضاع، مشددة على أن المقاومة ستواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة. كما أعلنت فصائل المقاومة أنها استهدفت مواقع عسكرية صهيونية بعدد من الصواريخ، ردّاً على المجازر المستمرة، ما دفع الاحتلال إلى فرض حالة تأهب في المستوطنات المحاذية لغزة. الأوضاع الإنسانية: كارثة تتفاقم مع استمرار القصف الوحشي، تتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة. المستشفيات تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، بينما أصبح من شبه المستحيل تقديم الرعاية الصحية للمصابين بسبب قلة الموارد والإمكانات. كما يواجه القطاع أزمة غذائية خانقة، إذ أدت الاعتداءات إلى تدمير العديد من المخابز والمخازن الغذائية، فضلاً عن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وفي ظل هذه الظروف، نزحت آلاف العائلات مجددًا من منازلها المدمرة، لتجد نفسها بلا مأوى، تفترش الأرض وتلتحف السماء في ظل شتاء قاسٍ، وسط صمت دولي يثير تساؤلات بشأن ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية.