أعلن المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، أن الشركة بصدد استكشاف مشروع استراتيجي طموح لإنتاج الوقود المستدام محليًا، بالتعاون مع شركاء وطنيين، ضمن توجه شامل نحو التحول إلى طيران أكثر مراعاة للبيئة.
ويأتي هذا المشروع في سياق سعي الشركة لتعزيز الاعتماد على الوقود الأخضر وتقليص الانبعاثات الغازية، بما يتماشى مع المعايير الدولية، ويلبّي التزامات الجزائر البيئية.
جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى الدولي "الاستدامة في الأذهان: من أجل طيران أخضر"، حيث أكد بن حمودة أن الخطوط الجوية الجزائرية تبنت مقاربة بيئية جديدة تقوم على تطوير أساليب التشغيل، وتجديد الأسطول بطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، إلى جانب دمج تقنيات طيران حديثة تضمن تحسين الأداء البيئي مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة.
كما تعمل الشركة على دمج الوقود المستدام للطيران ضمن عملياتها التشغيلية، في خطوة تعكس التوازن بين الطموحات البيئية والجدوى الاقتصادية.
وفي موازاة ذلك، تتبنى الشركة مقاربات الاقتصاد الدائري في إدارة النفايات، من خلال تقليص حجمها، وتحسين آليات الفرز وإعادة التدوير، إلى جانب تعزيز كفاءة استخدام الطاقة داخل مختلف مرافقها، خصوصًا ورشات الصيانة ومراكز الشحن، عبر حلول مبتكرة تساهم أيضًا في تسريع التحول الرقمي ورفع مستويات الشفافية.
وأشار المدير العام إلى أن مؤتمر "الطيران الأخضر" يهدف إلى ترسيخ الوعي البيئي داخل قطاع النقل الجوي، الذي وإن كانت بصمته الكربونية أقل نسبيًا من قطاعات أخرى، إلا أن عليه دورًا محوريًا في مواجهة التغيرات المناخية.
وقد شهدت فعاليات المؤتمر تنظيم جلسات علمية وورشات عمل متخصصة، تم خلالها عرض مبادرات واقعية وأفكار مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية الراهنة.
وفي هذا السياق، بدأت الخطوط الجوية الجزائرية عملية تقييم شاملة للبصمة الكربونية لأسطولها الجوي، وتسعى حاليًا لتوسيع هذا التقييم ليشمل جميع الأنشطة، بما في ذلك التشغيل، الصيانة، التموين، والخدمات، وذلك لبناء قاعدة بيانات دقيقة تمكّن من اتخاذ قرارات بيئية مدروسة ومبنية على أسس علمية.
وأكد بن حمودة أن الشركة تطمح لأن تكون في طليعة التحول نحو الطيران المستدام، من خلال استراتيجيات عملية تمسّ مختلف جوانب نشاطها، مع الحرص على تعزيز السلامة الجوية عبر تقليل المخاطر المرتبطة بالطيور والملوثات المحيطة بالمطارات. وفي هذا الإطار، أطلقت الشركة حملات توعية موسعة في محيط منشآتها، دعماً لمقاربتها البيئية الجديدة.