2025.05.22
غير مصنف

عقب تصويت ضد "الإجراءات الاستثنائية".. الرئيس التونسي يعلن حل البرلمان


أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، الأربعاء، حلّ البرلمان، بعد أشهر من تجميده، وذلك بناء على الفصل 72 من الدستور، قائلا إن ذلك جاء "حفاظا على الدولة ومؤسساتها وعلى الشعب"، بعد تسجيل "محاولة للانقلاب على مؤسسات الدولة وعلى أمنها".

ويأتي ذلك، ردا جلسة عامة عن بعد للبرلمان المجمّد حضرها أكثر من 100 نائب، صادقوا خلالها على مشروع قانون يلغي الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد صيف العام الماضي.

وقال سعيّد في كلمة توجه به إلى التونسيين، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي، إنه تم اتخاذ هذه الإجراءات، لحماية الدولة ومؤسساتها والوطن والشعب، بناء على أحكام الدستور والفصل 72.

وينص الفصل 72 من الدستور على أنّ "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورمز وحدتها، يضمن استقلالها واستمراريتها، ويسهر على احترام الدستور".

وحذّر رئيس تونس، كل من يحاول اللجوء للعنف، مشددا على أنّه سيتم مواجهته بالقانون والتصدي له من قبل قوات الجيش والأمن ولن يتم ترك أيّ مجال لهم للتحرك، مؤكدا أنّ "الدولة لن تكون لعبة في أيديهم".

واعتبر، أن اجتماع نواب البرلمان المجمد، هو تآمر مفضوح على أمن الدولة، مشيرا إلى أن كل ما يفعلونه الآن وكل ما يمكن أن يفعلوه في المستقبل، "لا قيمة قانونية له ولا قيمة قانونية لأي قرار مزعوم، ولأي قرار يتوهمون أنّه قرار".

وتابع الرئيس موجها كلامه إلى النواب المجتمعين "عن أي اجتماع يتحدثون وبأي قوانين يحلمون، هل يعتقدون أن الدولة جماعة، الدولة مؤسسات والدولة شعب، وسيقول الشعب كلمته، لماذا لا ينتظرون، لأنهم يعلمون أن لا شرعية ولا مشروعية لهم".

وأضاف سعيّد، أنّ "كل من يريد تقسيم البلاد وزرع الفتنة، ستكون نجوم السماء أقرب إليهم من ذلك"، أن ما يفعلوه "يرتقي لمرتبة الجريمة ضدّ أمن الدولة ولا يمكن السكوت عنه"، مشددا على أنه لن يترك كل من يريد العبث بالدولة وأمنها واستمراريتها ويواصل عدوانه على أمن الشعب ومقدراته، أو عمالته المفضوحة للخارج.

وقال "لقد بلغ السيل الزبى وسنتحمل المسؤولية كاملة لإنقاذ الوطن من أعدائه الذين يتربصون به ويتآمرون عليه في الداخل والخارج"، مشددا على أنّه لا وجود إلاّ لشرعية واحدة، وسيتم حماية الدولة من الانقسام.

وبدأت الجلسة العامة للبرلمان المجمد في تونس، افتراضيا، في وقت سابق الأربعاء، بعد أشهر من تجميد أنشطته، على الرغم من تحذيرات الرئيس التونسي من عقد الجلسة.

وأجرى الأعضاء تصويتا رمزيا على إلغاء الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس  قيس سعيّد  في الصيف الماضي. وصوّت 116 نائبا بنعم وبدون رفض أو تحفظ (البرلمان يضم 217 نائبا) على مشروع قانون يلغي التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس، وذلك في ظل عدم مشاركة رئيس البرلمان راشد الغنوشي وهو أيضا رئيس حزب النهضة أشد المعارضين للرئيس قيس سعيّد والذي يعتبر أن ما قام به الرئيس "انقلاب على الدستور والثورة".

وحذر الرئيس التونسي قيس سعيد، في وقت متأخر الإثنين، من محاولات عقد جلسات للبرلمان المعلق.

وقال سعيد في خطاب، إن قوات ومؤسسات الدولة ستتصدى لمن يريدون العبث بالدولة ودفع التونسيين للاقتتال.

والأحد الماضي، رد الرئيس التونسي على دعوات رئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، لعقد جلسة للبرلمان المجمد بقرار رئاسي في يوليو/تموز الماضي، بأن "من يحلم بالعودة إلى الوراء هو واهم وواهم وواهم، ولن تتحقق أضغاث أحلامه".

وأضاف: "من يريد أن يجتمع خارج هذا الفضاء فليجتمع في المركبة الفضائية في السماء.. لكن المجلس مجمّد وأي قرار سيتم اتخاذه هو خارج التاريخ والجغرافيا".