ينظم الجيشان الجزائري والروسي مناورات عسكرية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب في شهر نوفمبر المقبل بولاية بشار جنوب غرب الجزائر، وفق ما أفادت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية.
المصدر قال إن روسيا والجزائر تستعدان لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بينهما شهر نوفمبر من السنة الجارية، وحدد المصدر أهداف المناورات العسكرية المشتركة بين الجزائر وروسيا في إجراءات تكتيكية للبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها في إشارة إلى الجماعات الإرهابية المسلحة.
وأوضح المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية في بيان: “انعقد في مدينة فلاديقوقاز الروسية المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والتي من المقرر إجراؤها في نوفمبر من هذا العام في قاعدة حماقير بولاية بشار، وخلال المؤتمر تم تنسيق سيناريو التمرين وتنظيم اللوجستيات بما في ذلك إجراءات الإقامة".
وأضاف البيان، أن المناورات ستكون عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، ومن المقرر أن يشارك في التدريبات من الجانب الروسي عدد من العسكريين من المنطقة العسكرية الجنوبية.
ولم يصدر عن الطرف الجزائري أي بيان بشأن المناورات العسكرية المرتقبة.
وقبل أسبوعين كانت موسكو قد أوفدت مسؤولاً رفيعاً إلى الجزائر، في أول زيارة من نوعها منذ بدأ الحرب في أوكرانيا، هو مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني لفدرالية روسيا، ديمتري شوڨاييف، الذي وصل إلى الجزائر للمشاركة في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون العسكري والتقني، حيث التقى قائد الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة.
وتسعى الجزائر من خلال هذه التمرين العسكري المشترك مع حليفتها روسيا، توجيه رسالة إلى المغرب وحليفه الكيان الصهيوني بالتأكيد على جاهزية قواتها المسلحة العملياتية في أي وقت وأي مكان داخل التراب الوطني، خصوصا بعد تنفيذ عمليات نوعية تم فيها القبض على إرهابيين في منطقة سكيكدة شرق البلاد.
وكثيرا ما يقوم النظام المغربي باستفزازات على الحدود المغلقة مع الجزائر من خلال القيام بمناورات عسكرية والقيام ببناء العوازل والسياجات في خطوات غريبة ومحاولات بائسة لإظهار نفسه في ثوب الضحية للرأي العام الدولي، في حين تعتبر الجزائر أكبر ضحية لتدفق القنب الهندي من المملكة التي تعتبر من أكبر البلدان إنتاجا لهذه السموم.
المناورات العسكرية الجزائرية الروسية سيتم تنفيذها في منطقة حماقير بولاية بشار الحدودية مع المملكة المغربية والتي تتدفق من خلالها كميات كبيرة من المخدرات القادمة من المغرب وتقوم وحدات الجيش الجزائري في كل مرة بحجزها خلال عمليات مراقبة دورية للحدود بين البلدين.
ولم ينتظر الطرف الروسي كثيرا بعد لقاء وزير الخارجية الجزائري نظيره سيرغي لافروف في موسكو وكذا رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، وناقش معهما محاور التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزه، حتى أعلن عن إجراء هذه المناورات مع الجزائر التي يعتبرها شريكا استراتيجيا في المنطقة، بخلاف الجارة الغربية التي ارتمت في أحضان الكيان الصهيوني متمسكة بوعود معسولة أمريكية بمنحها السيادة على الأراضي الصحراوية المحتلة.
وليست المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الجزائري في مناورات عسكرية مع روسيا، فقد نفذ البلدان أواخر شهر سبتمبر من العام الماضي، أول مناورات عسكرية مشتركة بينهما في مجال مكافحة الإرهاب، عرفت مشاركة إلى جانب القوات الخاصة الروسية للجيش الخامس المتمركز في منطقة “فلاديكافكاز” بـ”أوسيتيا الشمالية” قوات عسكرية من 5 دول أخرى وهي: أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأرمينيا والهند وكازاخستان وباكستان، وهذه المرة الأولى التي شارك فيها الجيش الجزائري بمناورات عسكرية خارج حدوده، والتي تجرى عادة داخل الأراضي الجزائرية وفق برامج سنوية تسمى “برنامج التحضير القتالي” تشارك فيها مختلف القوات المسلحة بالنواحي العسكرية الـ6 للبلاد.
وذكر موقع “ميناديفونس” المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية أن الاتفاق على تنفيذ المناورات العسكرية بين الجزائر وموسكو جاء عقب الاجتماع التخطيطي الأول للتحضير لتمرين تكتيكي روسي جزائري مشترك” عقد في الجزائر سابقا، وتم خلال الاجتماع -وفق الموقع العسكري- الاتفاق على “سيناريو التمرين العسكري والتنظيم والدعم المادي والتقني واللوجيستي".
وحافظت روسيا خلال السنوات الماضية على صدارة موردي الجزائر الأسلحة بنسبة 60%، وارتفعت صادرات الجزائر من الأسلحة الروسية بواقع 2 مليار دولار في 2020، وفق بيانات الجمارك الروسية.
وللمرة الأولى، احتلت الجزائر المرتبة الأولى ضمن مستوردي السلاح الروسي بـ2 مليار دولار تلتها الصين بـ1.5 مليار دولار، ثم الولايات المتحدة بـ900 مليون دولار، وجاءت الهند في المركز الخامس بـ700 مليون دولار، رغم تراجع صادرات الأسلحة الروسية بنسبة 16% جراء تداعيات جائحة كورونا.