كشف أمير الجماعة الإرهابية المقبوض عليه في عملية للجيش الجزائري بولاية سكيكدة، بطيب يوسف المدعو أسامة أبو سفيان النيغاسي، عن حقائق خطيرة تؤكد وجود اتصالات بين ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وحركة رشاد والناشط العربي زيتوت على وجه الخصوص.
وقال بطيب يوسف في تصريحات بثها التلفزيون الجزائري، الخميس، إن أمير ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، "الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا"، أبو عبيدة يوسف العنابي في تواصل مع حركة رشاد والعربي زيتوت على وجه الخصوص.
وأوضح الإرهابي الموقوف بطيب يوسف أمير الجماعة الإرهابية خلال إدلائه باعترافاته حول نشاطاته الإجرامية منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية، أن أمير الجماعة أبو يوسف العنابي كان له تواصل مع حركة رشاد عموما والعربي زيتوت على وجه الخصوص، وذلك بشكل سري وعن طريق وسيط وصفه بـ"الثقة".
وأضاف المقبوض عليه أن التواصل قائم بين أمير الجماعة وبين زيتوت بطريقة سرية وعن طريق وسيط ثقة، حيث أرسل العنابي لصاحب الاعتراف وإلى الشيخ نوح الذي قتل في التمشيط الأخير، وإلى الشيخ عاصم (مفتي الجماعة) رسالة حول التعاون بين الطرفين، “وتضمنت الرسالة تطمين زيتوت أنه لن يتم التواصل معه علنا حتى لا يتم إحراجه أمام البلد المقيم فيه، وأن التواصل آمن عن طريق وسيط ثقة".
وتطرق لمضمون الرسالة وقال إنها تضمنت "طلب التعاون والتعامل بالمقابل دعم رشاد لإسقاط النظام باستغلال الحراك الشعبي، وبناء على النقاط التي يتم التوافق عليها".
وقدّم الإرهابي الموقوف نفسه بأنه من مواليد 1978 التحق بالجماعات المسلحة بالأخضرية تحت لواء الفاروق بقيادة أحمد جبري سنة 1995، وعيّن سنة 1997 أمينا عاما على سرية كتيبة الفاروق، ثم ديوان الكتيبة، وفي 2000 استدعي إلى كتيبة قيادة الجماعة بقيادة حسان حطاب، وأرسل إلى زموري عند أبو محمد صلاح الموقوف سابقا، أين تعلم تقنيات الحاسوب والتصوير ثم العودة إلى سرية حسان حطاب ليكلف بجهاز اللاسلكي والتواصل مع الكتائب والمناطق الأخرى. كما أرسل عدة مرات في بعثات إلى كل من قسنطينة وعنابة ليعود إلى ولاية بجاية التي كانت مقرا رئيسيا للجماعة بحسبه.
وعقب مقتل صحراوي وتنصيب عبد المالك درودكال أميرا على الجماعة السلفية للدعوة والقتال كلف المعني بالاتصال، رفقة أبو مصعب عبد الودود “درودكال”، حتى 2006.
وفي 2006 أرسل إلى الشرق في ولايتي جيجل وسكيكدة لإحياء النشاط العسكري هناك، قبل أن يعين لأول مرة أميرا على السرية الخاصة لعبد المالك درودكال في 2008، إلى غاية 2010، أين عزل وكلف بأمور أخرى، وبعد سنة ونصف عيّن مجددا أميرا على كتيبة التنظيم، رفقة درودكال.
وأضاف المقبوض عليه أنه كُلف في 2016 بمهمة الذهاب إلى ليبيا عند مسؤول العلاقات الخارجية أو داوود موسى وأمير ليبيا يحيى جوادي لكن لم يتم السفر وعاد لسكيكدة وجيجل أميرا على سرية، وحول رسميا للشرق وعينت أميرا على كتيبة العنصل بعد توقيف القعقاع المدعو عمر في 2017.
وأشار إلى التقائه بالدحداح الذي قال إنه يعرفه منذ التحاقه بالأخضرية، ليعودا للنشاط معا بكتيبة الجماعة، حيث "بقي جنديا عندي منذ 2019 حتى توقيفه".
وبخصوص العملية العسكرية الأخيرة 16 مارس بسكيكدة، فقال إن عملية التمشيط كانت مكثفة ما أدى إلى تضييق الخناق عليهم، والاختباء في مغارة بعد المواجهة الأولى ومن ثم توقيفهم بعد 27 يوما من المحاصرة، وبعد كشفهم قرروا الاستسلام.
وأكد المقبوض عليه تلقي زملائه معاملة حسنة من طرف الجيش الوطني الشعبي، خاصة أنهم كانوا في حالة يرثى لها.
وعبر الإرهابي عن ندمه عن التحاقه بالجماعة الإرهابية، مؤكدا لو أنه عاد به الزمن ما كان ليضيع شبابه بهذا الأسلوب، داعيا الجماعات المسلحة سواء في الجزائر أو مالي، خاصة من له أهل أن يبادر قبل فوات الأوان.
ووجّه دعوة لأمير الجماعة يوسف العنابي لحقن دماء من بقي تحت لوائه، وكذا مرافقه أبو بشرى، كما دعا داعمي الجماعات خاصة عن طمع للتخلي عن إطالة الأزمة لأن الجماعات المسلحة دون دعم لا يمكنها مواصلة النشاط.
وكان المفتي العام للجماعات الإرهابية لسلوس مداني، الذي ألقي عليه القبض مؤخرا بسكيكدة، ما تبقى من فلول الإرهاب الى تسليم أنفسهم و”الرجوع إلى الحق”، معلنا توبته وندمه على التحاقه بالجماعات الارهابية التي “ظلمت الشعب الجزائري”.
وفي اعترافات بثت عبر التلفزيون الجزائري، دعا لسلوس مداني، المكنى الشيخ عاصم أبو حيان، الموقوف خلال عملية تمشيط يوم 16 مارس 2022 بغابة واد الدوار (سكيكدة)، ما تبقى من فلول الإرهاب إلى “ترك العمل المسلح والتراجع نهائيا عنه دون إتباع أوامر” المسؤول الإرهابي يوسف العنابي.
يذكر أن مفارز للجيش الوطني الشعبي، تمكنت في 16 مارس الماضي بغابة واد الدوار بولاية سكيكدة، من إلقاء القبض على 7 إرهابيين والعثور على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في عملية سابقة يوم 19 فبراير الفارط.