2025.06.18
تساءل عن قدرتها على إطعام نفسها.. وزير فرنسي يتطاول على الجزائر مجددا ((((حديث الساعة))))

تساءل عن قدرتها على إطعام نفسها.. وزير فرنسي يتطاول على الجزائر مجددا


غسان ابراهيم
18 يونيو 2025

تصريحات غريبة وغير مفهومة لوزير الزراعة الجديد، مارك فيسنو، في حكومة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المعينة أمس السبت، وهو يتحدث عن الأمن الغذائي في ظل الحرب التي تقض مضاجع أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

المسؤول الفرنسي وعلى الرغم من أنه كان في زيارة لإحدى المزارع الفرنسية، التي تعاني من الجفاف، إلا أنه أقحم الجزائر في تصريحه، بينما كان يتحدث عن الأمن الغذائي في بلاده، رغم حساسية مثل هذا الكلام بالنسبة لدولة لا تعتبر كغيرها.

ومما قاله الوزير الفرنسي بهذا الخصوص: "في بعض الأحيان، ربما اعتقدنا أن قضية الأمن الغذائي، كانت قضية محلولة، لكن الأزمة الأوكرانية وقضايا المناخ تظهر أن هذه القضية لا تزال لم تحل "، وفق ما جاء في مقتطفات أوردتها صحيفة "واست فرانس".

إلى هنا الأمر عادي جدا، غير أن إدخال الجزائر في قضية لا تعنيها طرحت أكثر من سؤال: "المشكلة ليست هنا بل هناك. لكن دعونا نتحدث مع المصريين، والجزائر، وتونس"، الذين يمكنهم أن يسألوا أنفسهم السؤال "لمعرفة ما إذا كانوا سيكونون قادرين على إطعام أنفسهم".

كلام غريب ويبدو في غير محله، برأي بعض المراقبين. لماذا تحدث المسؤول الفرنسي عن الدول العربية الثلاث ولم يتحدث عن دولة أخرى هي المغرب، التي تعتبر من أكثر الدول المستوردة للقمح ومن روسيا؟

ما يجمع كل من الجزائر وتونس ومصر، قاسم مشترك واحد وهو اصطفافهم إلى جانب روسيا في الحرب الدائرة شرق القارة العجوز، أما مملكة المخزن، وعلى الرغم من أنها حاولت إظهار أنها على مسافة واحدة من الطرفين المتحاربين، لم تدرجها موسكو ضمن الدول العدوة، التي فرضت عليها عقوبات مثل منع تصدير الحبوب إليها أو تسديد مشترياتها من الغاز بالروبل الروسي، بدل العملة الأوروبية اليورو.

بالمختصر المفيد، وزير الزراعة الفرنسي أراد أن يقول إن الدول التي تخاف من الجوع، هي الدول التي لا تقف مع المعسكر المعارض لروسيا، وكان يشير إلى كل من الجزائر ومصر وتونس، أما نظام المخزن المغربي المعروف بقربه من الحلف الأطلسي، فلا خوف عليه في التموين بالغذاء.

قد يكون لكلام المسؤول الفرنسي علاقة بالمعلومات التي سربتها قبل يومين وكالة بلومبرغ الأمريكية وهي تتحدث عن شحنات من القمح انطلقت الأسبوع المنصرم من الموانئ الروسية باتجاه الجزائر بالإضافة إلى كل من مصر وليبيا، باستثناء المملكة المغربية.

الوكالة إياها تحدثت أيضا عن شحنات قمح وذرة وشعير إلى دول أخرى شرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، ليس بينها أيضا المغرب. وزير الزراعة الفرنسي يريد أن يقول إن المغرب التي لم تشتر القمح الروسي سوف لن تجوع، لأن المعسكر المناوئ لروسيا سيضمن لها التزود بالقمح، لكن بأي ثمن؟