تعيش العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، توترا غير مسبوق، بعد الخطوة التي قام بها رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، وإعلان دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المخزن في الصحراء الغربية.
الموقف الجديد لإسبانيا بخصوص الصحراء الغربية، دفع السلطات الجزائرية لاتخاذ مجموعة من القرارات ومراجعة العلاقات مع مدريد، خاصة في جانبها السياسي والاقتصادي.
وكشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، أمس الخميس، أن الجزائر أوقفت منح تراخيص استيراد اللحوم والماشية الإسبانية.
وأضافت الصحيفة أن المورّدين الإسبان بدأوا في البحث عن أسواق أخرى لتعويض خسائرهم من السوق الجزائرية.
وقال المصدر ذاته، إن الجزائر كانت تُعتبر زبونا مهما بالنسبة لإسبانيا في مجال اللحوم والأبقار الحية، حيث استوردت السنة الماضية 20 ألف طن من اللحوم و25 ألف رأس من الأبقار.
وكانت الجزائر قد قررت، أمس الخميس، "تغيير بوصلتها الغازية" الخاصة بأوروبا نحو إيطاليا، والتي باتت "الموزع الحصري للغاز الجزائري في أوروبا"، بعد أن كانت شريكة في ذلك مع مدريد.
وفي سياق "العقوبات" الجزائرية لإسبانيا، قال موقع إسباني إن الجزائر تواصل فرض عقوباتها على إسبانيا المتعلقة بالرحلات الجوية.
وأضاف موقع "أوندا كيرو" أن الجزائر بدأت في إعادة الرحلات الجوية مع كل الدول الأوربية بعد جائحة كورونا ما عدا إسبانيا.
وذكرت صحيفة "Vozpopuli" الإسبانية، أن العلاقة بين الشركات الإسبانية، مثل "ناتورجي" وسيبسا" والجزائرية "سوناطراك"، تعيش حالة جمود في الآونة الأخيرة.
وحسب الصحيفة، ربط مسؤولو الشركات الإسبانية، هذا التغيير في التعامل، إلى قرار الحكومة الإسبانية المرتبط بالصحراء الغربية.
واستبعدت مصادر مطلعة، حسب الصحيفة الإسبانية، أن تقوم الجزائر بقطع إمدادات الغاز على إسبانيا، إلا أنها من المتوقع أن تبحث الجزائر عن شركاء آخرين بسبب مواقف إسبانيا من قضية الصحراء، وأبرز الشركاء الذين ظهروا على الساحة الدولية في صورة إيطاليا.
وعبّرت وزيرة التحول البيئي تيريزا ريبيرا، أمس الخميس، عن أملها في عودة العلاقات الجزائرية الإسبانية إلى طبيعتها.
وقالت تيريزا ريبيرا، في تصريح لموقع "أر تيفي"، إنها واثقة من أن العلاقات مع الجزائر المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا ستعود قريبا إلى طبيعتها.
وأوضحت الوزيرة الإسبانية، أن الأمور بين البلدين ستعود تدريجيا إلى طبيعتها.
وترى تيريزا ريبيرا، أن الوضع الحالي بين الجزائر ومدريد، يتطلّب التعامل بهدوء وحكمة مثلما تتطلّب الظروف.