2025.07.07



فيما عين المقاومة اللبنانية على حقل «كاريش».. قائد صهيوني يردّ على نصر الله بـ\ سياسة

فيما عين المقاومة اللبنانية على حقل «كاريش».. قائد صهيوني يردّ على نصر الله بـ"كلمات سمينة"


محمود محمد
24 سبتمبر 2022

في تصريحات تلخّص ذلك المثل العربي القديم "ما لي أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً!"، ردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس، على تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على خلفية نية البدء في اختبار تدفق الغاز من حقل عاز «كاريش» الذي يسيطر عليه الكيان الصهيوني غصباً من لبنان.

كان نصر الله قد أكد خلال كلمته سبت الأسبوع الماضي، أن الحقل خط أحمر، قائلا: "أعتقد أن لدى الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم، المعطيات الكافية حول جدية المقاومة وأنها لا تمزح في الأمر"، وأضاف حسن نصر الله: "عيوننا كلها على حقل كاريش، وصواريخنا كذلك"، مؤكدا "أعطينا فرصة حقيقية للمفاوضات من أجل إخراج لبنان من الفوضى الاقتصادية".

لكن الجنرال روي سابيرسكي قائد اللواء رقم 188 (وهو لواء مدرع صهيوني تشكل في عام 1948 وتم إلحاقه بالقيادة الشمالية للجیش الصهيوني المسؤولة عن صد الهجمات القادمة من لبنان) اختار أستوديو صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية للرد على «نصر الله» بمطالبته التزام السكوت "في فترة رأس السنة العبرية"، على حد قوله.

وردًا على سؤال عما إذا كان نصر الله سيحاول القيام بشيء ما في العيد اليهودي المرتقب، رد قائد اللواء 188 قائلاً: "أعلم أن منصة الغاز يمكن أن تكون قنبلة طاقة موقوتة فعلية، لكننا لن نسمح بذلك".

وفي الأسبوع الماضي، أكد الزعيم نصر الله أن منظمته لا تتدخل في المفاوضات بين الكيان ولبنان، مهدداً: "أعيننا موجهة إلى كاريش، وصواريخنا موجهة أيضًا إلى هناك، ولإسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا معلومات كافية لهم ليفهموا أن موقفنا جاد وأن هذه ليست مجرد تهديدات فارغة".

وكان قد قال المحلل السياسي الاستراتيجي الجنرال عاموس يدلين، والذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية (آمان) إنه يتوجّب على «إسرائيل» تقديم تنازلات في عدد من النقاط حتى تتجنّب مواجهات مسلحة من جانب تنظيم حزب الله اللبناني.

وزعم «يدلين» خلال مقابلة إذاعية أجراها معه «راديو 103 اف ام» الصهيوني، أن الكيان يبدي اللين فيما يخص ترسيم الحدود البحرية لأنه يرغب في أن يكون الجيران (الخصوم) غير عالقين في وضع ليس لديهم فيه ما يخسرون، فالكيان لا يريد غزة في لبنان، على حد تعبيره.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد نقلت عن سفير الكيان الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ قوله: "هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية مع لبنان، لكن هذا غير مؤكد، ولن أستبعد احتمال التصعيد، فـ(إسرائيل) تريد اتفاقا لكنها لن تغير موقفها في ظل تهديدات نصر الله بالعنف، لن نوافق على التفاوض تحت تهديد السلاح".

يذكر أن رئيس الأركان أفيف كوخافي يتوجه إلى فرنسا الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات عمل مع نظيره الفرنسي ومستشار الرئيس ماكرون للأمن القومي، وستركز الاجتماعات على اتفاقية الحدود البحرية مع لبنان وحقل «كاريش» وحزب الله، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بإيران والاتفاق النووي.

وفي السياق العسكري، كشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال في حالة تأهّب عسكري، بعد التهديدات التي أطلقها حزب الله اللبناني.

وكان رئيس هيئة الأركان الصهيونية أفيف كوخافي، قد زعم في تصريحات سابقة أن لبنان ينتهك القوانين الدولية، مشددا على التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال وحجم أنشطته غير العادية.

وكان مستشار الأمن القومي الصهيوني إيال هولاتا قد أكد، خلال مؤتمر في جامعة ريتشمان في هرتسليا على أن التهديدات لن تردع «إسرائيل» وستواصل تحقيق مصالحها في مجال الطاقة وتفعيل كاريش، والوفاء بالعقود المهمة التي وقّعتها، بما فيها مع مصر والاتحاد الأوروبي.