لا شكّ أنّ العرض العسكري الصيني في الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، قد حمل رسالة شديدة اللهجة إلى المنافسين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ومن سلك مسلكها.
فمع التطورات الكبيرة في سلاح الجو والصواريخ العابرة للقارات، استطاعت الصين أن تستفيد من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة منذ عام 2001، بدءًا من حرب أفغانستان مرورًا بحرب العراق وغيرها، والتي لم تُفضِ إلا إلى إنفاق أموال طائلة مقابل أرباح لم تُغَطِّ عجز الولايات المتحدة، فكانت حروبًا عبثية. وعلى الرغم من إسقاط نظام "صدام حسين" واحتلال أفغانستان، فإنّ المقاومة العراقية أجبرت الاحتلال العسكري على الانكفاء والانسحاب، مع إبقاء أذرع وولاءات للخارج. كما أنّ الانسحاب المهين من أفغانستان، والانفلاش العسكري الروسي والإيراني في سوريا، قد أظهرا هشاشة الجهود العسكرية والسياسية الأمريكية.
غير أنّ تحريك رأس الحربة الأميركي ـ "إسرائيل" ـ في المنطقة، والفاتورة الباهظة التي دفعتها دول الإقليم في مواجهة إيران، قد يُعيدان رسم شرق أوسط جديد أصبح في مخاضه الأخير.
وبالعودة إلى القوة الصينية بعقلية استراتيجية جديدة، تقوم على مبدأ جهوزية السلاح النووي بدلًا من الاكتفاء بتخزينه، فإنّ ذلك قد يمنح العرب فرصة سانحة لإعادة رسم وتمتين العلاقة مع الثالوث (الصين وروسيا وكوريا الشمالية) الذي تحوّل من سيفٍ في غمده إلى سيفٍ حادٍّ مُسلَّط.