تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو، زعم ناشروه أنه يظهر نائبًا في البرلمان الهندي يوجه انتقادًا حادًا لحكومة ناريندرا مودي في حضوره. وادّعى المروجون أن النائب طالب مودي بالتعلم من سياسة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والابتعاد عن تجربة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. كما زُعم أنّه دعا مودي للتقرب من الأمير محمد بن سلمان والسعي لكسبه، مشيرًا إلى ما يمتلكه من نفوذ عالمي وسياسة وبترول، إضافة إلى عمله الدؤوب من أجل نهضة بلده وراحة شعبه.
لكنّ عمليات التحقق كشفت أن هذا الادعاء زائف تمامًا. فقد تبيّن أن الفيديو مُركّب وأن الترجمة المصاحبة له مُفبركة. الحقيقة هي أن الفيديو لا يعود لأي نائب في البرلمان الهندي يوجه انتقادًا لحكومة مودي أو يطالبه بالاقتداء بسياسة الأمير محمد بن سلمان أو تجنب تجربة الرئيس السيسي.
يعود تاريخ الفيديو الأصلي إلى شهر أبريل الماضي، من جلسة عُقدت في مجلس الشيوخ الهندي (راجيا سبها) لمناقشة مشروع قانون تعديل الأوقاف الإسلامية. كان النائب الذي ظهر في المقطع هو سانجاي سينغ، ممثل حزب "عام آدمي"، والذي ألقى خطابًا انتقاديًا لاذعًا لمشروع القانون.
وشهدت الجلسة جدلًا واسعًا، إذ شنّ سينغ هجومًا حادًا على الحكومة، واصفًا المشروع بأنه "غير دستوري" ويستهدف المجتمع المسلم في الهند. وأكد سينغ في مداخلته أن الحكومة "تأتي بمشروع قانون غير دستوري لانتزاع الحقوق الدستورية"، مضيفًا: "بهذا الشكل أنتم ترتكبون جريمة قتل الدستور". كما انتقد النائب ما اعتبره استغلالًا سياسيًا للقانون، مشيرًا إلى أن "الحكومة تدّعي أنها تعمل لصالح المسلمين، لكن الواقع يقول غير ذلك"، لافتًا إلى غياب التمثيل الإسلامي عن مجلس الوزراء الحالي.