هالي بيري من ممثلة موهوبة إلى مخرجة لامعة في فيلم Bruised

ما الذي يجعل ممثلاً يفكّر بإخراج فيلمٍ من بطولته؟ وهي المهمة التي ليست بالسهلة أن يكون صانع الفيلم أمام الكاميرا وخلفها في الوقت نفسه٬ فيلم bruised  هو الفيلم الأول والوحيد الذي قامت بإخراجه هالي بيري في مسيرتها٬ إيمانًا منها بالعمل وحرصًا على أن يصل إلى المشاهدين كما تريد تمامًا بأدق التفاصيل والمشاهد وكما تصورتها في مخيّلتها.

في مقابلة لها٬ تحدثت هالي بيري عن هذه التجربة وقالت أنّها لا تفكّر بالتمثيل والإخراج مرةً أخرى وهي تفضّل أن تركز على نقل الحكاية سواءً إمّا كممثلة وإمّا كمخرجة٬ قالت بأنّها من محبي رياضة الملاكمة منذ طفولتها والسيناريو كان معروضًا على الممثلة بلايك لايفلي وطُلب منها الانتظار حتى تتخذ بلايك قرارها النهائي لترى إن كان الدور سيكون من نصيبها أم لا.

انتظرت هالي بيري ستة أشهر لأنّها شعرت بأنّ ذلك الدور بالذات مقدّر لها وسيكون من نصيبها وطوال كل ذلك الوقت كانت تتخيّل التعديلات التي ستقوم بها على السيناريو وكيف ستنقل الحكاية إلى المُشاهد. تواصلت مع مخرجين بعضهم كان يعرض عليها أن يكون فيلم دراما والبعض الآخر كان يرغب بالتركيز على جانب الأكشن والمنافسات في الفيلم أمّا هي كانت تود مزج الدراما بالأكشن وفي النهاية قرّرت إخراج الفيلم بنفسها.

عودةً إلى عنوان الفيلم كلمة bruise  تعني الكدمة أمّا الصفة Bruised  يقصد بها مَن يحمل الكدمات٬ الفيلم عن ملاكِمة معروفة اسمها جاكي اعتزلت الملاكمة منذ أربع سنوات بسبب هروبها من حلبة الملاكمة في منافسة حاسمة٬ يتزامن اكتئابها وإدمانها الكحول مع اضطرارها لرعاية ابنها ماني الذي تخلّت عنه منذ سنتين.

هالي بيري الممثلة السمراء الحائزة على جائزة الأوسكار والمعروفة بأدوارها المتنوعة٬ لم يكن نجاحها كممثلة سهلاً٬ فالممثلة سلطت عليها الأضواء أولاً عندما فازت بمسابقة ملكة الجمال في الولايات المتحدة الأمريكية كما قامت بعرض الأزياء وتأدية أدوار صغيرة إلى أن عثرت على شغفها في التمثيل وصقلت موهبتها تدريجيًا لتؤدي أدوارها الكبيرة٬ واتجاهها للإخراج عام 2020 كان مفاجأة لمحبيها٬ الذين ذهبوا لمشاهدة الفيلم وهم لا يعرفون ما الذي ينتظرهم وهل سيجدون فيلمًا يستحق المشاهدة أم فيلمًا تم تنفيذه بطريقة سيئة٬ ليجدوا أنفسهم أمام فيلم مختلف كليًا عن أدوارها كممثلة وفارق لها كمخرجة لأول مرة.

تم تنفيذ بعض المشاهد بالكاميرا المحمولة باليد (handheld shot) كاميرا تتنقل بعشوائية كما لو أنّ المُشاهد يلاحق البطلة واستخدام تقنية وجهة النظر الذاتية (Pov) أو plan subjictif  كانت موفقة جدًا، المشاهد الأولى تلقت فيها الكاميرا اللكمات كما لو كانت الملاكمة تتلقاها، ثم رأينا الدم يتطاير كما لو أنّ المُشاهد يتابع الحدث من داخل البطلة وبعينيها.

في المشاهد الأولى، تقف هالي بيري عارية الظهر بترهلاتها، بينما كان بإمكانها التحكم في الظهور بجسدٍ مثالي، بما أنّها البطلة والمخرجة لكنّها حرصت على مصداقية المشهد الذي يروي قصة ملاكمة لم تعد تمارس الرياضة وبدأت تعمل كعاملة نظافة في أحد بيوت الأثرياء لتوفر ما يساعدها على الاعتناء بابنها.

المنافسَات في حلبة الملاكمة تم تصويرها وتنفيذها باحترافية رياضية عالية كممثلة وكمخرجة!  لا تقل أهمية عن أفضل الأفلام الرياضية التي تم إنتاجها في السنوات السابقة٬ تقول بيري أنّها قضت سنتين كاملتين تتدّرب مع محترفين رياضيين لتؤدي دورًا جيّدًا وتعرضت لكسور في ضلوعها بسبب تأديتها لذلك الدور.

ربما أضعف دور في الفيلم كسيناريو لي كمشاهدة هو دور المدربة المثلية، كان باهتًا وضعيفًا ويبدو مقحمًا فقط لدعم قضية المثليين بينما كان يمكن لذلك الدور أن يكون له مساحة أكبر وأهمية، كإلهام كبير للبطلة بأن تعود بقوة إلى المنافسات.

سارة النمس

سارة النمس

اقرأ أيضا