2025.05.15
الجزائر

2000 متر تحت البحر.. تفاصيل جديدة حول مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا بكابل بحري


كشفت أليساندرا باسيني، رئيسة شركة "ZHERO"، المسؤولة عن تجسيد أضخم مشروع لنقل الطاقة المتجددة من الجزائر وتونس إلى إيطاليا عن تفاصيل جديدة حول المشروع، مؤكدة أن هذا المشروع يشكل خطوة استراتيجية نحو تكامل الطاقة الخضراء بين أوروبا وشمال إفريقيا.

وأوضحت باسيني أن المشروع الذي أطلق منذ 3 سنوات، لا يزال في طور الهندسة والترخيص، ومن المتوقع أن يستغرق عامين إضافيين قبل اتخاذ القرار الاستثماري النهائي بحلول نهاية عام 2027.

وحسب تصريح أليساندرا باسيني يتضمن المشروع مدّ كابلين كهربائيين بطاقة إجمالية تصل إلى 4 جيغاواط (2 من الجزائر و2 من تونس)، ليرتبط بالشبكة الكهربائية الإيطالية في شمال البلاد، حيث البنية التحتية قوية والطلب على الطاقة مرتفع، ما يتيح تصدير الكهرباء إلى دول أوروبية مثل سويسرا وألمانيا والنمسا.

وأشارت باسيني إلى أن التكنولوجيا المستخدمة مثبتة وموثوقة، إذ سيُزرع الكابل في بعض المقاطع على عمق يتجاوز 2000 متر تحت سطح البحر دون خسائر تُذكر في الطاقة، مما يجعل المشروع منافسًا من حيث الكفاءة والتكلفة.

وأضافت في تصريح لقناة العربية، أن المشروع لا يقتصر على الربط الكهربائي فقط، بل يشمل تطوير محطات طاقة متجددة خضراء في شمال إفريقيا باستخدام مزيج من الرياح والطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، لتوفير مصدر طاقة مستقر يخدم الأسواق الصناعية الأوروبية التي تواجه تحديات تنظيمية متزايدة بسبب ضريبة الكربون (CBAM) ونظام تبادل الانبعاثات (ETS).

وأكدت باسيني أن المشروع سيعود أيضًا بالفائدة على الدول المضيفة من خلال تخصيص جزء من الطاقة المنتَجة للسوق المحلية، بأسعار تنافسية، ما يعزز فرص التصنيع المحلي ويُسهم في دعم النمو الاقتصادي، إلى جانب خلق وظائف وفرص للموردين المحليين.

أما من ناحية التقدم، فقد أنهت "ZHERO" مرحلة التصميم الأساسي، وبدأت إجراءات التصاريح على الجانب الإيطالي، كما بدأت محادثات بشأن شروط الامتياز مع الحكومات المضيفة.

كما تم أيضًا الشروع في تحديد الموردين الرئيسيين للمعدات طويلة الأمد، على أن يتم الاختيار النهائي خلال هذه السنة.

ووصفت باسيني المشروع بأنه أول رابط كهربائي من نوعه في البحر المتوسط، مؤكدة أن نجاحه سيفتح الباب أمام مشاريع مشابهة تعزز التحول الطاقوي الأوروبي وتعزز الشراكة مع إفريقيا في مجال الطاقة النظيفة.