شهدت منطقة الشرق الأوسط في الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، مع ورود أنباء أولية عن سقوط صواريخ في مواقع متفرقة من وسط الكيان.
وأفادت هيئة البث الصهيونية أن هناك تقديرات بشن إيران هجومًا واسعًا تضمن إطلاق 20 صاروخًا، استهدفت مناطق في الشمال والوسط والجنوب.
وأشارت الجبهة الداخلية للكيان إلى رصد موجات من إطلاق الصواريخ باتجاه عدة مواقع، في حين أعلن جيش الكيان الصهيوني أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على التصدي للتهديدات الصاروخية.
وقد أكد السفير والمندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن الجمهورية الإسلامية لم تكن البادئة بأي حرب، وأن ردّها الأخير كان دفاعيًا، محدودًا، ورادعًا.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة الوضع المتدهور في الشرق الأوسط، أشار إيرواني إلى أن الاعتداء لأخير الذي شنه الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية يشكّل "انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي"، مؤكدًا أن الهجمات المتكررة استهدفت البنى التحتية المدنية والمنشآت النووية السلمية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن استمرارها "قد يؤدي إلى عواقب كارثية".
وشدد المسؤول الإيراني على أن طهران مارست حقها الأصيل في الدفاع المشروع، استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الرد الإيراني استهدف فقط المواقع العسكرية والاقتصادية المرتبطة بالعدوان.
كما حمّل إيرواني الكيان الصهيوني مسؤولية إشعال هذا المسار العدائي، قائلاً إن "الكيان هو من بدأ الاعتداء بضوءٍ أخضر من الولايات المتحدة"، مضيفًا أن "الادعاء الصهيوني بالدفاع الوقائي لا أساس له قانوني، وإن تطبيع مثل هذا الخطاب يُهدد أحد المبادئ الأساسية للأمم المتحدة، وهو حظر استخدام القوة".
وانتقد السفير الإيراني سياسات الكيل بمكيالين لبعض القوى الغربية، مشددًا على أن الصمت الدولي شجع المعتدي على الاستمرار في نهجه التصعيدي.
وفي ختام كلمته، وجّه إيرواني تحذيرًا واضحًا: "إذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءً حاسمًا، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل بكل حزم الدفاع عن شعبها وأرضها. هذا ليس فقط حقنا، بل هو مسؤوليتنا."