أكد رئيس الجمهورية الصحراوية، إبراهيم غالي، أنه لا حل لنزاع الصحراء الغربية إلا بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه "غير القابل للتصرف ولا للتقادم ولا للمساومة" في تقرير المصير والاستقلال، مجددًا تمسك الشعب الصحراوي بموقفه الثابت من قضيته العادلة وحقه المشروع في الحرية والسيادة على كامل ترابه الوطني.
وجاء تصريح الرئيس غالي في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الوطني للأسير المصادف لـ 08 نوفمبر 2025، التي نشرتها وكالة الأنباء الصحراوية، حيث توجه فيها بالتحية إلى أبطال ملحمة أقديم إيزيك والأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، مؤكدًا أن قضيتهم ستبقى رمزًا للصمود والمقاومة في وجه الاحتلال المغربي وسياساته القمعية.
واستحضر رئيس الجمهورية في رسالته الهجوم الوحشي الذي شنّته قوات الاحتلال المغربي على مخيم أقديم إيزيك قبل سبعة عشر عامًا، واصفًا إياه بأنه من أبشع الممارسات الاستعمارية، ومؤكدًا أن تلك الملحمة جسدت الرفض الصحراوي الأبدي لواقع الاحتلال وسياساته التوسعية التي تسعى إلى طمس هوية الشعب الصحراوي وسلب إرادته في تقرير مصيره.
محاكمات مقنعة
كما عبّر الرئيس عن تقديره وإجلاله للأسرى المدنيين الصحراويين الذين يواجهون أحكامًا جائرة صادرة عن محاكم الاحتلال المغربي، مؤكدًا أن العالم تابع فصول المحاكمات العسكرية "المقنّعة بمدنية صورية"، والتي تهدف إلى كسر شوكة المقاومة وتكميم الأفواه.
لكنه شدد على أن الأسرى وقفوا بشجاعة وإباء في وجه الجلادين، ودافعوا عن قضيتهم العادلة بثبات وإيمان راسخ، ليصبحوا رمزًا للصمود في وجه آلة القمع المغربية.
وفي سياق متصل، أشار الرئيس إلى محاولات جديدة من دولة الاحتلال المغربي، بدعم من أطراف داخل مجلس الأمن الدولي، لتمرير أطروحاتها التوسعية، معتبرًا أن تلك التحركات تمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها التي تُصنف الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار لا تُحل إلا باحترام مبدأ تقرير المصير.
كما الرئيس حذّر من المناورات المغربية الرامية إلى فرض أمر واقع استعماري في الأراضي المحتلة، من خلال سياسة القمع الممنهجة، ونهب الثروات الطبيعية، وتكميم صوت المناضلين الصحراويين.
وجدد إبراهيم غالي تأكيده على أن الشعب الصحراوي بمختلف مكوناته، من جيشه الشعبي إلى جماهيره في الأرض المحتلة والمخيمات والمهجر، ماضٍ في كفاحه حتى تحقيق الاستقلال الكامل، مشددًا على أن الوحدة الوطنية تبقى سلاح الشعب الصحراوي الأقوى في مواجهة الاحتلال المغربي.
وختم الرئيس رسالته بالتأكيد على مواصلة النضال بجميع الوسائل المشروعة، والعمل الدؤوب عبر الحملة الوطنية والدولية من أجل إطلاق سراح الأسرى، قائلاً: "وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة... نموت موحدين ولن نعيش مقسمين."
نهب مستمر
ويواصل الاحتلال المغربي ممارساته الاستعمارية في الأراضي الصحراوية، عبر تكريس سياسة الأمر الواقع وحرمان الشعب الصحراوي من ثرواته الطبيعية.
فرغم النداءات الدولية المتكرّرة، يصرّ المخزن على نهب الفوسفاط واستغلال الثروات البحرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي، متجاهلًا قرارات محكمة العدل الأوروبية التي أكدت أن الصحراء الغربية إقليم منفصل لا سيادة للمغرب عليه.
إنّ استمرار هذه الممارسات يعكس طبيعة النظام المغربي القائم على التوسع والهيمنة، بدل احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها. ورغم محاولاته تلميع صورته عبر الحملات الدعائية، فإن الواقع الميداني يفضح انتهاكاته اليومية بحق المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال.

