تشهد العلاقات الجزائرية–الأوغندية في السنوات الأخيرة ديناميكية متنامية تعكس حرص البلدين على توطيد شراكتهما في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية. فالجزائر، باعتبارها أحد أبرز الفاعلين في شمال إفريقيا وصاحبة ثقل اقتصادي وسياسي معتبر على الساحة القارية، وأوغندا كقوة صاعدة في شرق إفريقيا ذات موقع استراتيجي وموارد طبيعية وبشرية واعدة، يجتمعان اليوم حول رؤية مشتركة لتعزيز التعاون جنوب–جنوب ودعم مسار التكامل الإفريقي.
ويأتي هذا التقارب في سياق التحولات الكبرى التي تعرفها القارة، حيث تسعى الدول الإفريقية إلى تنويع شراكاتها وتطوير بنيتها التحتية وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، بما يجعل من الجزائر وأوغندا طرفين أساسيين في معادلة التعاون الاقتصادي الإفريقي، ومثالًا على قدرة القارة على بناء جسور تواصل وشراكات بعيدة عن الهيمنة الخارجية.
وفي حديث خاص لـ الأيام نيوز، على هامش فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية، أكدت دورين كيمبابازي، ممثلة هيئة المناطق الحرة وتشجيع الصادرات في أوغندا، أن المناطق الحرة تُمثّل إحدى الأدوات الاستراتيجية لدفع عجلة الصادرات وتعزيز قدرة الدول الإفريقية على دخول الأسواق العالمية بقدرة تنافسية أعلى.
كما عرضت كيمبابازي مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية المعبأة التي تعكس غِنى الإنتاج المحلي الأوغندي وجودته، من بينها بسكويت ورقائق البطاطا الحلوة، إضافةً إلى بذور السمسم و"جييرتي سوكير" الذي يُرجَّح أن يكون نوعًا من الحلويات أو الوجبات الخفيفة. وقد لفتت هذه المنتجات انتباه زوار المعرض باعتبارها أنموذجًا للابتكار في الصناعات الغذائية الإفريقية، ودليلًا على قدرة أوغندا على تقديم منتجات تنافسية قادرة على الولوج إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وأوضحت كيمبابازي أن أوغندا حققت خطوات مهمة في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة داخل المناطق الحرة، ما أتاح للشركات الناشئة والمستثمرين فرصًا واسعة لتوسيع نطاق أعمالهم، خاصة في مجالات الصناعات التحويلية والمنتجات الزراعية. وأضافت أن هذه الجهود تندرج في إطار رؤية أوغندا لتقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز مساهمة الصادرات في الناتج المحلي الإجمالي.
كما شددت على أن التكامل الإفريقي عبر منطقة التجارة الحرة القارية يشكل فرصة تاريخية أمام الدول الأعضاء للاستفادة من الأسواق الإقليمية، وتوسيع حجم التبادل التجاري البيني، وتقليل الاعتماد على الشركاء الخارجيين. وقالت: "إفريقيا اليوم بحاجة إلى بناء جسور اقتصادية بين دولها، والمناطق الحرة هي أحد هذه الجسور التي تفتح المجال أمام استثمارات جديدة وفرص عمل واسعة للشباب."
وختمت كيمبابازي حديثها بالتأكيد على أن أوغندا تسعى لأن تكون شريكًا فاعلًا في مسار التكامل الإفريقي، عبر دعم سياسات التجارة الحرة وتبنّي إصلاحات اقتصادية تعزز تنافسية منتجاتها، معربة عن أملها في أن يسهم المعرض في بناء شراكات مثمرة بين المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين من مختلف أنحاء القارة.