أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام أن النسخة المقبلة من مهرجان الدوحة السينمائي، المقرر إقامتها خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر المقبل، ستركز على الأصوات الفلسطينية، التزامًا منها بدعم وتمكين القصص العربية المؤثرة وإبراز الأحداث الإنسانية والتاريخية في فلسطين.
وأكدت المؤسسة أن المهرجان سيوفر منصة لتقديم مجموعة متنوعة من الأعمال السينمائية التي تجسد روح الشعب الفلسطيني، وتعكس آلامه وآماله وذكرياته، ولضمان أن تصل هذه القصص إلى الجمهور العالمي.
وتشمل قائمة الأفلام المشاركة فيلم الافتتاح "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، و"مع حسن في غزة" لكمال الجعفري، و"كان يا ما كان في غزة" لطرزان وعرب نصار، إلى جانب عرض خاص لفيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يعكس، حسب المؤسسة، عمق السرد السينمائي الفلسطيني ومكانته في المشهد الثقافي العالمي.
وفي هذا السياق، قالت مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، فاطمة حسن الرميحي: "هذه الأفلام ليست مجرد حكايات على الشاشة، بل شهادات فورية عن الحقيقة والشجاعة، وأصوات شعب يرفض أن يستكين".
وأضافت أن دعم هذه الأعمال يكرم صمود صناعها ويضمن أن تُحفظ هذه القصص في الذاكرة العالمية.
"صوت هند رجب.. تكريم للصمود الفلسطيني"
وبخصوص اختيار فيلم "صوت هند رجب" كفيلم الافتتاح، قالت مديرة المهرجان:"إنّ افتتاح مهرجاننا بفيلم 'صوت هند رجب' هو تكريم للحقيقة، وهي حقيقة هشّة وموجعة وملحّة. إنّ صوت هند، المرتجف لكن الصّامد، يخاطب كل واحد منّا. إنها قصّة جميع أطفال ونساء ورجال فلسطين الذين تحطمت حياتهم بسبب العدوان العنيف للرهيب للاحتلال الصهيوني، والذين ما زال صمودهم يلهم ضمير العالم".
ثم أضافت :"هذا الفيلم المؤثر يبرز الدور الفريد للسينما في إعلاء الأصوات التي تستحق أن تُسمع، ويظهر مدى الألم الذي يشعر به الشعب الفلسطيني، والشجاعة التي يتحلى بها، وجهود الأبطال المجهولين الذين حاولوا إنقاذ طفلة بريئة".
"ومن خلال تكريم ذكرى هند وذكرى عدد لا يحصى من الضحايا الآخرين، نأمل أن نوقظ في العالم قيم التعاطف والتضامن، وندفع المساعي الرامية إلى تحقيق العدالة، ونذكّر الجميع بأن أي قصة، مهما كانت مؤلمة، لا يجب أن تُترك دون أن تُروى."
ويتيح المهرجان أيضًا، حسب ذات المصدر، فرصة للتبادل الثقافي، من خلال تحويل أبرز معالم الدوحة، مثل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، إلى مراكز نابضة بالحياة تجمع صناع الأفلام والجمهور، لتعزيز الحوار وقيم التعاطف والتآزر.
معاناة متواصلة
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة ظروفًا إنسانية صعبة ومرعبة، حيث يعيش الفلسطينيون تحت حصار مستمر، ويعانون من انقطاع الكهرباء والماء والمواد الغذائية الأساسية، ونقص حاد في الأدوية والخدمات الطبية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية.
كما يشهد القطاع ارتفاعا مستمرة في معدلات الفقر والمجاعة ما يزيد من معاناتهم اليومية ويجعل الحياة في القطاع تحديًا مستمرًا.