2025.11.06
 جناح الأطفال في\ ثقافة

 جناح الأطفال في" سيلا 2025".. حيث تزهر الحكايات ويولد شغف القراءة


إيمان عبروس
06 نوفمبر 2025

 في اليوم الثامن من فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر "سيلا 2025"، ارتدى قصر المعارض "سافكس" حلة الطفولة المبهجة، بعدما خطف جناح الأطفال الأضواء وسط الزخم الثقافي الكبير الذي يعيشه المعرض هذا العام.

فبين رفوف الكتب وجلسات التوقيع والندوات الفكرية، كان لهذا الجناح الصغير حضور كبير، يشبه نافذة ضوء تطل على جيل يبنى على حب الكلمة والمعرفة.

 فضاء ينبض بالإبداع والاكتشاف

وسط الزحام، يتهادى الزائر بخطاه نحو الجناح الملوّن، حيث تختلط أصوات الضحكات بنبض الورق، وتلتقي براءة الأطفال بجمال الحرف.

حيث تنوعت الأنشطة داخل الجناح بين ورشات الرسم والتلوين، وفضاءات الحكاية، والمطالعة الجماعية، وألعاب تربوية تشجّع على التفكير والاكتشاف.

الكتب المعروضة كانت في حد ذاتها لوحة فنية، تنوّعت بين القصص المصوّرة والموسوعات المبسطة وكتب التعلم باللعب، وكلها صممت لتقريب المعرفة من الصغار بأسلوبٍ مشوّق وسهل الفهم.

عائلات تقرأ معا.. ومتعة تتجاوز الأجيال

ما ميز الجناح هذا العام هو الإقبال العائلي الكبير، حيث حرص الأولياء على مرافقة أبنائهم، فكان المشهد مفعمًا بالتفاعل والمشاركة.

وقد لاحظت الأيام نيوز أن الكثير من الآباء والأمهات انخرطوا في القراءة مع أطفالهم، ما جعل من الجناح فضاء عائليا يجمع بين التعليم والمتعة، إنها لحظات حميمة بين الكتاب والطفل، تُعيد إلى الذاكرة قيمة الحكاية التي تُروى على ضوء الأمل، وتغرس في الصغار شغف المطالعة منذ سنواتهم الأولى.

 تربية على الجمال باللون والكلمة

و في إحدى الزوايا، جلس أطفال يرسمون شخصيات القصص التي قرأوها، بينما تروي منشّطة حكاية جديدة بتمثيل بسيط وحركاتٍ مشوّقة، فتتابعها أعين الصغار بشغف ودهشة.

إنه تعليم باللعب، كما وصفه أحد المشاركين، مؤكدا أن "الكتاب لم يعد مجرد صفحات، بل تجربة حسية تُخاطب العقل والخيال معا"، هكذا يتحول الجناح إلى ورشة فنٍّ وتفكير، تصقل خيال الطفل وتربّيه على الذوق والجمال.

 لمسة مميزة في المشهد الثقافي لسيلا

و في ظل تنوع العناوين وثراء المعروضات، شكل جناح الأطفال لمسة مختلفة ومميزة في "سيلا 2025"، إذ لم يكن مجرد ركن ترفيهي، بل فضاء تربوي وثقافي يجسد رؤية جديدة للقراءة كفعل ممتع ومفتوح على الإبداع.

وتؤكد بعض دور النشر المشاركة أن الاهتمام بجيل القرّاء الصغار أصبح من أولويات صناعة الكتاب في الجزائر، لما يمثله من استثمارٍ حقيقي في المستقبل.

 جيل يقرأ..وطن ينهض

إن جناح الأطفال في سيلا هذا العام لا يكتفي بعرض الكتب، بل يصنع علاقة حبّ بين الطفل والقراءة، ويبني جسورا بين الثقافة والتربية.

من بين رفوفه الملونة تولد أحلامٌ صغيرة، ومن بين صفحاته تتفتح عقول جديدة، تبحث عن معنى الحياة في الكلمة ، هو عالم صغير لكنه يحمل بدايات وطن كبير يؤمن بأن القراءة هي أول بذرة في طريق النهضة.