يشارك وزير التربية الوطنية ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، محمد صغير سعداوي، ممثلا للجزائر، في أشغال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، المنعقدة بمدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري.
وألقى سعداوي، ظهر اليوم ، كلمة باسم الجزائر، عرض فيها رؤية بلاده وجهودها في مجالات التربية والعلوم والثقافة، مؤكدا التزام الجزائر الثابت بمبادئ المنظمة وأهدافها السامية في خدمة السلام والتنمية المستدامة.
وفي كلمته، أبرز الوزير أن اليونسكو شكلت على مدى ثمانين عاما من تأسيسها منبرا للحوار والتفاهم بين الشعوب، مذكرا بأنّ ثقافة السلام يجب أن تُزرع في العقول قبل أن تُكرّس في المعاهدات. كما دعا إلى تعزيز دور المنظمة في مواجهة التحديات العالمية وترسيخ ثقافة التعايش والحوار كسبيل لبناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.
وتوقف سعداوي عند المأساة الإنسانية في غزة، مؤكدا أن ما تشهده من دمار بمس إنسانيتنا جميعا ويدمر إرثا حضاريا مشتركا، في وقت يتوجب فيه على المجتمع الدولي تكريس ثقافة السلام والعيش المشترك.
وعرض الوزير ما حققته الجزائر في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، مبرزا أنّ نسبة التمدرس بلغت نحو 100%، وأنّ الجزائر وضعت استراتيجية وطنية لتعميم الرقمنة وتطوير المناهج الدراسية وفق متطلبات العصر، إلى جانب الاهتمام بتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي، أشار سعداوي إلى إنشاء مجلس علمي وطني و78 داراً للذكاء الاصطناعي، تماشياً مع الإطار التقني العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لليونسكو. كما أكّد التزام الجزائر بحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، انطلاقاً من موقعها كمقرّ للمركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا.
وختم الوزير كلمته بالإعلان عن ترشح الجزائر لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للعهدة 2025-2029، مؤكدا أن هذا المسعى يعكس رؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في جعل التربية والعلم والثقافة ركائز لتعزيز السلام والتنمية المستدامة، وتكريس الدور الريادي للجزائر في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة وتعزيز الحوار بين الشعوب.