أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، أن الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025) الذي احتضنته الجزائر، تحوّل إلى "ماكينة صفقات حقيقية"، بعدما بلغ إجمالي العقود والاتفاقيات المبرمة 48.3 مليار دولار، بينها أكثر من 23 مليار دولار لصالح الجزائر.
وأوضح عطّاف، في الندوة الصحفية الختامية، أن الصفقات الجزائرية توزعت بين 11.4 مليار دولار اتفاقيات موقعة نهائيا، و11.6 مليار دولار اتفاقيات قيد التفاوض، أي ما يعادل نحو ربع إجمالي الصفقات المسجلة، وهو ما وصفه الوزير بالنجاح كامل الأركان باعتراف المؤسسات القارية والمسؤولين الحاضرين.
أرقام قياسية في المشاركة..
المعرض عرف مشاركة 132 دولة، منها 49 دولة إفريقية بأجنحة وطنية، و21 دولة من خارج القارة. كما تجاوز عدد العارضين سقف التوقعات، حيث بلغ 2148 عارضا مقابل 2000 كانت مستهدفة.
وسجل الحدث حضورا جماهيريا غير مسبوق، مع 164 ألف زائر حضوري، إضافة إلى 51826 مشاركا عن بُعد، مقارنة بنحو 35 ألفا فقط في الطبعات السابقة.
كما بلغ عدد المشترين المهنيين 987 متعاملا اقتصاديا، متجاوزا بكثير الهدف الأصلي المحدد بـ750.
أبعاد سياسية وتنموية..
النجاح لم يكن محصورا في لغة الأرقام، إذ شهد المعرض مشاركة رفيعة المستوى شملت قادة دول مثل تونس وليبيا وموريتانيا والجمهورية الصحراوية وتشاد ونيجيريا والنيجر وناميبيا وكينيا، إلى جانب الوزير الأول لبوروندي.
وهو ما منح التظاهرة بعدا سياسيا واستراتيجيا يتجاوز الجانب التجاري نحو تكريس الشراكة القارية.
كما شكل إعلان الرئيس عبد المجيد تبون عن إنشاء صندوق خاص لتمويل المؤسسات الناشئة والمبتكرة موجها للشباب الإفريقي، محطة نوعية اعتبرها عطاف آلية لتحويل الأرقام إلى مشاريع، والمشاريع إلى فرص تنموية حقيقية.
منصة قارية للتبادل..
وشدد عطّاف على أن هذه النتائج القياسية لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة لمسار بدأ مع تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، مدعوما بمؤسسات مالية كبرى كالبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد والبنك الإفريقي للتنمية.
وقال: "الجزائر أثبتت أنها منصة إفريقيا للصناعة والتبادل، ولغة الأرقام هي الشاهد الأمين على هذا النجاح غير المسبوق.