في وقت تتسارع فيه التحولات الإقليمية والدولية، تكتسي القمة الإفريقية–الكاريبية التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أهمية استثنائية، إذ تمثل منصة استراتيجية لإعادة تأكيد السيادة، العدالة، والتكامل بين شعوب القارتين. تعكس القمة وعيًا متناميًا بأن مسارات التنمية والازدهار لا يمكن أن تتحقق دون معالجة تبعات الاستعمار، وتمكين الشعوب من حقها الأساسي في تقرير مصيرها.
تأتي قضية الشعب الصحراوي في صلب هذه المعادلة، كمثال حي على التحديات المستمرة أمام تحقيق الحرية والعدالة في إفريقيا. فتمكين الصحراويين من ممارسة حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير يشكل ركيزة أساسية لإكمال مسيرة التحرر الإفريقي، وتجسيد قيم العدالة التاريخية التي تناضل من أجلها القارة منذ عقود. وتعكس تصريحات القادة في القمة، بمن فيهم رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، إدراكًا رصينًا بأن لا إفريقيا حرة ومزدهرة ما دام هناك شعوب محرومة من اختيار مستقبلها.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير يشكل حجر الزاوية في عملية تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية. وأوضح الرئيس غالي أن تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير واستكمال سيادته على كامل ترابه الوطني يمثل خطوة أساسية نحو إقامة إفريقيا حرة ومستقلة: "لا يمكن الحديث عن إفريقيا مزدهرة، ما دام هناك شعب يُحرم من حريته ويُمنع من اختيار مستقبله"، على حد تعبيره.

كما أشار إلى أن الاتحاد الإفريقي، في قمته السابعة والثلاثين، أقر اعتبار عام 2025 عامًا "للعدالة للأفارقة وللمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات"، داعيًا إلى إنشاء إطار شراكة عابر للقارات يشمل الاتحاد الإفريقي، كاريكوم، والشتات الإفريقي في الأمريكيتين وأوروبا. واعتبر أن هذا الإطار يمثل فرصة لتعزيز التضامن، وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها بحرية وكرامة، وترسيخ العدالة التاريخية والقانونية.

وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم الموقعة في سبتمبر 2024 بين الاتحاد الإفريقي وكاريكوم، أكد الرئيس غالي أن هذه الاتفاقية تُعد خطوة عملية لتعزيز التكامل بين شعوب القارتين، وتشمل مجالات التجارة، التعليم، الصحة، الثقافة، والربط الجوي والبحري، بما يكرّس وحدة المصير بين إفريقيا ودول الكاريبي ويعزز التعاون في مواجهة تبعات الاستعمار.