2025.09.30



وكالة الأنباء: المخزن يلفظ أنفاسه.. وإذا ذُكِرَتْ الجزائر ينتعش سياسة

وكالة الأنباء: المخزن يلفظ أنفاسه.. وإذا ذُكِرَتْ الجزائر ينتعش


محمد بوسلامة
منذ 4 ساعات

حذرت وكالة الأنباء الجزائرية، اليوم الثلاثاء، من محاولات خارجية لزرع الفوضى داخل البلاد عبر استغلال دعوات للتظاهر يوم الجمعة 3 أكتوبر، أطلقتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "GenZ 213"، وجرى تضخيمها إعلاميا من قبل وسائل إعلام مغربية ومجموعة موازية تحمل تسمية "GenZ 212".

وأوضحت الوكالة أن هذه التحركات لا تعكس انشغالات اجتماعية محلية، بل تندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى تصدير الأزمات المغربية إلى الخارج ومحاولة المساس بتماسك الجبهة الداخلية الجزائرية.

وتوقفت الوكالة عند السياق الداخلي للمغرب، مشيرة إلى أنه يعيش على وقع أزمة اجتماعية عميقة، حيث تشهد مدن عدة احتجاجات شبابية أسبوعية تندد بغلاء المعيشة والتهميش، تحت شعارات تنتقد ما وصفته بسياسة الأولويات المقلوبة، على غرار "لا مونديال بدون مستشفيات" و"العدالة الاجتماعية قبل كرة القدم".

كما أبرزت التناقض الصارخ بين الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرياضية وبين معاناة فئات واسعة من المواطنين مع الفقر والبطالة وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، في ظل حوادث مأساوية تعكس هشاشة المنظومة العمومية، على غرار وفاة ثماني نساء داخل مستشفى للولادة الأسبوع الماضي.

وأكدت البرقية أن بعض المنابر الإعلامية في المغرب تختار، عوض مواجهة هذه الحقائق، توجيه الأنظار نحو الجزائر عبر تضخيم دعوات لا سند لها في الشارع الجزائري، ومحاولة خلق وهم بوجود وضع مشابه.

وأبرزت في المقابل أن الجزائر، رغم تحدياتها، تعتمد نموذج الدولة الاجتماعية التي توفر دعما شاملا للأسر، وتعليما ورعاية صحية مجانيين، وبرامج إسكان واسعة، فضلا عن سياسات موجهة لدعم الابتكار والمؤسسات الناشئة.

كما لفتت الوكالة إلى أن الحملات المسوقة تحت غطاء قضايا اجتماعية تستعمل أدوات دعائية موجهة للشباب عبر الفضاء الرقمي، من بينها توظيف رموز من ثقافات لا تمت للمنطقة بصلة مثل شخصيات الأنمي الياباني "وان بيس"، في محاولة للاستمالة الذهنية وفرض نماذج غريبة عن المرجعية المغاربية.

واعتبرت أن الهدف من هذه التحركات هو ضرب استقرار بلدين يعدان الأكثر تماسكا في شمال إفريقيا، وهما الجزائر وتونس، غير أن المؤامرة ستجهض بفعل وعي المجتمعات ومتانة مؤسساتها.

وختمت بالتأكيد على أن أي دعوات للتظاهر مصدرها الخارج لا تعبر عن حراك شعبي حقيقي، بل تمثل محاولة مدسوسة لاختبار صلابة الجبهة الداخلية، مشددة على أن الرد يكون عبر المزيد من اليقظة وتعزيز الوحدة الوطنية.