مع اقتراب موسم الاصطياف، يشهد المشهد السياحي الجزائري تحولاً ملحوظاً في تفضيلات السائح المحلي، حيث تتجه الأنظار نحو توازن جديد بين الوجهات السياحية في الشرق والغرب الجزائري، بعد سنوات من هيمنة مناطق الغرب. وفي سياق متصل، تتجه بوصلة السفر إلى الخارج نحو وجهات عالمية غير تقليدية.
وحسب ما أفاد به كمال شعيب الرئيس الأسبق للمنتدى الوطني لوكالات السياحة والسفر، في تصريح إعلامي، أن السنوات الماضية شهدت إقبالاً كبيراً على ولايات الغرب كـوهران، عين تموشنت، تلمسان، مستغانم، والشلف، قبل أن يأتي الشرق ثم الوسط في المرتبة الأخيرة. وأضاف شعيب: "هذا العام، نلاحظ أن الطلب متساوٍ على كل من وجهات الغرب والشرق".
شواطئ الشرق تعود بقوة.. والوسط يستعيد بريقه
يشير شعيب إلى عودة قوية لوجهات الشرق مثل جيجل، بجاية، سكيكدة، وكولو، بينما تشهد ولايات الوسط كـالجزائر، تيبازة، وتيزي وزو اهتماماً متزايداً من قبل السياح المحليين. هذه الديناميكية تعكس انتعاشاً في السياحة الداخلية واستجابة للتحسينات في العرض السياحي بالولايات المذكورة.
وجهات عالمية غير تقليدية تجذب الجزائريين
على صعيد السفر للخارج، تتجه الأنظار نحو وجهات جديدة بعيداً عن تركيا، مصر، وتونس، التي كانت تعتبر الخيارات التقليدية. يوضح شعيب أن الاهتمام يتزايد نحو بلدان إفريقية مثل تنزانيا والسنغال، بالإضافة إلى وجهات آسيوية كـماليزيا، سلطنة عمان، روسيا، وكازاخستان. هذا التحول يؤكد تغيراً في خيارات الجزائريين السياحية، سواء كانوا مقيمين بالداخل أو الخارج.
وتؤكد مديرة إحدى وكالات السفر هذا التوجه، مشيرة إلى ارتفاع الطلب على روسيا وأذربيجان هذا العام، رغم أن تونس ومصر لا تزالان تحافظان على مكانتهما كوجهتين مفضلتين.
تحديات جديدة لوكالات السفر: الإيجار المباشر ومواقع التواصل الاجتماعي
يشهد سوق السياحة الداخلية أيضاً اتجاهات جديدة، حيث يفضل العديد من السياح استئجار شقق أو فيلات في المنطقة الشرقية بدلاً من الإقامة في الفنادق. كما تواجه وكالات السفر تحدياً من السياح الذين يفضلون التواصل مباشرة مع الفنادق وإجراء الحجوزات دون المرور عبر الوكالات.
تعزو مديرة الوكالة هذا التحدي إلى انتشار مقاطع الفيديو لمواقع سياحية جزائرية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي "تعمل كخارطة طريق للسياح لزيارة هذه الأماكن دون الحاجة لخدمات وكلاء السفر". وفي سياق متصل، أبدت المديرة سعادتها بافتتاح مجمعات سياحية جديدة، لكنها أشارت إلى أن أسعارها غالباً ما تكون مرتفعة وغير متاحة للجميع، مما يحد من استفادة شريحة واسعة من الجزائريين منها.
