2025.10.01
عاجل :



محسن رضائي: \

محسن رضائي: "لم نستخدم إلا جزءاً يسيراً من قوتنا.. ونتحكم بزمام الحرب"


إيمان بن يمينة
16 يونيو 2025

أكد القائد الأسبق لحرس الثورة الإسلامية، محسن رضائي، ، أن الشعب الإيراني سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة، شريطة أن يتحلى بالوحدة، والصبر، والحكمة، مشيرًا إلى أن العدو راهن على الانقسامات الداخلية، لكن الإيرانيين أثبتوا أنهم يتجاوزون خلافاتهم حين يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن والثورة.

وفي تصريح نقلته وكالة مهر للأنباء، قال رضائي إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت فعليًا في حرب شاملة مع الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن الاستراتيجية الوطنية المعتمدة اليوم هي "الصمود حتى النصر الكامل"، وأن هذه الحرب تمثل نقطة تحوّل تاريخية في مسيرة مقاومة الشعب الإيراني.

مخططات متعددة الطبقات يقودها الكيان الصهيوني

كشف رضائي عن أبعاد "المخططات المتعددة الطبقات" التي قال إنها صُممت من قبل الكيان الصهيوني لزعزعة استقرار إيران، مؤكدًا أن هذه الحرب لم تبدأ من الجانب الإيراني، بل فُرضت عليه، خاصة بعد سلسلة الاعتداءات التي طالت منشآت حيوية واغتيال قادة عسكريين.

وأوضح أن الجمهورية الإسلامية لطالما خاضت مواجهة سياسية مع الكيان المحتل، دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة، احترامًا لحسابات استراتيجية دقيقة، لا سيما في ظل غياب التوحد بين الدول الإسلامية.

وقال رضائي: "حتى عندما بلغنا مشارف حيفا، كنا نمتلك القدرة على تدمير حيفا وتل أبيب بالكامل، لكننا تجنبنا الحرب المباشرة. غير أن الكيان الصهيوني، خلال العام الماضي، صعّد عملياته وفرض علينا واقعًا جديدًا".

وأضاف أن عملية "الوعد الصادق" الإيرانية جاءت ردًا على العدوان الذي استهدف القنصلية الإيرانية واغتيال أحد الدبلوماسيين، مؤكدًا: "نحن الآن في قلب المعركة، وسنكون الطرف الذي يُنهي هذه الحرب".

استهداف شامل للسيادة الوطنية

أشار رضائي إلى أن الأهداف الصهيونية لا تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، بل تشمل القوة الصاروخية والسيادة الوطنية. وأضاف أن اغتيال العلماء النوويين، واستهداف مصفاة عسلوية، كان جزءًا من مخطط متكامل لشل قدرة إيران الدفاعية، لكنه أكد أن الردود الإيرانية "أحبطت المخطط، وأن الحرب ما تزال مستمرة وستنتهي بهزيمة مؤكدة للعدو".

تكتيكات جديدة وتحذير لحلفاء العدو

أوضح رضائي أن إيران ما تزال تستخدم جزءًا محدودًا من قوتها العسكرية، لكنها مستعدة للانتقال إلى مراحل أعلى إن استدعى الأمر.

 وكشف عن استخدام صواريخ برؤوس حربية تزن طناً ونصف، مؤكداً امتلاك البلاد معدات أثقل، ومهددًا باستهداف الطائرات التي تنقل الذخائر إلى الكيان الصهيوني في حال استمرار الدعم الغربي.

ووجه تحذيرًا لحلفاء الكيان الصهيوني من أن "رقعة الحرب قد تتسع"، قائلاً إن "إيران تمتلك تكتيكات لم تُستخدم بعد، وإن الرد سيكون بحجم أي اعتداء جديد يهدد أمنها القومي".

وحدة القرار الإيراني وإحباط المؤامرة

أشاد رضائي بالتنسيق القائم بين مختلف مؤسسات الدولة، قائلاً: "هناك تناغم كامل بين القوات المسلحة، ووزارة الخارجية، والحكومة، ورئيس الجمهورية مسعود پزشكيان"، مؤكدًا أن هذا الانسجام "يمثل رصيدًا وطنيًا يُمكّن من اتخاذ قرارات من موقع قوة ووحدة".

وكشف أن إيران درّبت 10 طبقات من القادة، من المخضرمين في الحرب العراقية–الإيرانية إلى من واجهوا تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن تعيين قيادات جديدة فورًا بعد اغتيال القادة أجهض أي رهانات على خلق فراغ قيادي.

أبعاد اقتصادية وجيوبوليتيكية للحرب

وحول مستقبل البلاد، قال رضائي إن النصر في هذه المواجهة سيشكل مدخلًا إلى استقرار طويل الأمد يمتد لخمسين سنة قادمة، كما أن الانتصار "قد يفتح أبواب الاستثمار والثروة أمام الشعب الإيراني"، واصفًا الحرب الحالية بأنها "آخر عقبة أمام بلوغ ذروة الاقتدار".

وفي حديثه عن مستقبل المنطقة، أكد أن انتصار إيران سيقلب المعادلات الجيوبوليتيكية في غرب آسيا، وسينهي تفوّق الكيان الصهيوني، قائلاً: "قد نشهد نشوء محور إسلامي بقيادة إيران، وربما اتحاد يضم تركيا، والسعودية، ومصر".

الموقف من السلاح النووي وفلسطين

رغم تصاعد التهديدات، شدد رضائي على التزام إيران بفتوى قائد الثورة التي تحرّم إنتاج السلاح النووي، موضحًا: "لن نتجه نحو صنع القنبلة الذرية، لكن علينا أن نظل أقوياء كي لا يتمكن أحد من تهديدنا".

وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال إن خطة إيران تقوم على إقامة حكومة ديمقراطية يشارك في صياغة دستورها سكان الأرض المحتلة من مسلمين ومسيحيين ويهود، مضيفًا: "بعد زوال الكيان الصهيوني، سيغادر معظم الصهاينة طواعية، وستعود الأرض لأصحابها دون حرب".

دعوة للثبات ومقاطعة الشائعات

وختم رضائي بالدعوة إلى متابعة الأخبار من المصادر الرسمية، وتجنب الشائعات التي تهدف إلى بثّ الإحباط، مؤكدًا: "نحن على أعتاب تحول كبير، وبالصبر والتلاحم والمقاومة، سنصنع مستقبلاً مشرقاً لإيران، فالنصر في هذه المعركة أثمن من كل انتصاراتنا السابقة، بما ف

يها حرب الثمانينيات".