دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى تحقيق نهضة إفريقية حقيقية تقوم على إنشاء بنى تحتية متكاملة وعصرية تستجيب إلى تطلعات شعوب القارة وتواكب تحولات العالم، مؤكدا أن البنية التحتية تمثل "شرايين التنمية ومفاتيح التكامل الإفريقي".
وأكد الرئيس تبون، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري خلال القمة الثالثة لتمويل المنشآت من أجل التنمية في إفريقيا المنعقدة بالعاصمة الأنغولية لواندا، أن "البنية التحتية ليست مجرد منشآت هندسية، بل هي أداة للتغيير والتحول، ومرآة لإرادتنا في بناء إفريقيا جديدة تسير بخطى واثقة نحو الازدهار والسيادة".
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة توفير بيئة مواتية لحركة سلسة للأفراد والبضائع والخدمات عبر شبكة مترابطة من الطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية والفضاءات الرقمية ومصادر الطاقة، بما يعزز الاندماج الإقليمي ويوحد الأسواق الإفريقية.
وفي هذا الإطار، أبرز تبون التزام الجزائر الثابت بدعم مسار التنمية الشاملة في القارة، من خلال مشاريع استراتيجية ذات بعد قاري، على غرار الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بخمس دول إفريقية، ومشروع أنبوب الغاز النيجيري–الجزائري عبر النيجر، ومشروع وصلة الألياف البصرية العابرة للصحراء لدعم الاقتصاد الرقمي، إضافة إلى الطريق الرابط بين تندوف والزويرات في موريتانيا.
كما أشار إلى أن الجزائر تواصل تنفيذ أكثر من 50 مشروعاً وطنياً رئيسياً للبنية التحتية تشمل النقل، وتحلية مياه البحر، وتوسيع مترو الجزائر، وبرنامجاً وطنياً لبناء مليوني وحدة سكنية، فضلا عن مشروعات كبرى للسكك الحديدية لربط منجم غار جبيلات بميناء بشار وميناء عنابة بمنطقة جبل أونق.
ودعا رئيس الجمهورية إلى وضع آلية تنسيق دائمة بين الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي والمؤسسات المالية، لضمان تنفيذ المشاريع ذات الأولوية ومتابعتها بانتظام، إلى جانب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعبئة الموارد الإفريقية قبل اللجوء إلى التمويل الخارجي.
وختم الرئيس تبون بالتأكيد على أن "تحقيق أهداف قارتنا لن يتم إلا بإرادة جماعية صلبة تترجم الأقوال إلى أفعال"، مجدداً التزام الجزائر بالعمل مع الأشقاء الأفارقة من أجل "بناء إفريقيا قوية، موحّدة ومزدهرة، تتكلم بصوت واحد وتتحرك بإرادة واحدة نحو المستقبل".

