قدّم الصحفي والكاتب مصطفى آيت موهوب اليوم السبت، في ندوة صحفية بسينماتيك الجزائر العاصمة كتابه الجديد "الصحراء الغربية.. شعب متقد بحلم التحرر"، الذي يتناول جذور النزاع الصحراوي، ويكشف أبعاد ما وصفه بـ"حرب السرديات" حول حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وأكد آيت موهوب أنّ قضية الصحراء الغربية تراوح مكانها منذ 1991، منتقدا ما سمّاه "السلامات الزائفة المفروضة على الشعوب، ومشددا على ضرورة إيجاد حل عادل يضمن حرية الصحراويين في اختيار مصيرهم.
وأوضح الكاتب أنّ تأليف العمل جاء في ظرف طارئ تزامن مع المجازر التي ارتُكبت في غزة، معتبرا أن الصمت الدولي إزاءها يشبه التواطؤ نفسه الذي يُخنق به صوت الشعب الصحراوي، ومؤلفه يندرج في إطار المقاومة الثقافية ضد محاولات طمس القضية.
واغتنم آيت موهوب الفرصة ليوجه شكره لمؤسسة "السينماتيك الجزائرية التي اعتبرها "فضاء للمقاومة الثقافية ضد الجهل والظلامية"، ومؤكدا دورها في نشر الوعي بقضايا الحرية والتحرر.
وبخصوص مضمون العمل قال إنّه يتكون من 6 فصول، يعرض أولها تسلسلا تاريخيا يبدأ من سنة 1884 مع الاستعمار الإسباني، وصولا إلى اتفاق مدريد سنة 1975 الذي وصفه بـ"اتفاق العار"، والذي مهد لاحتلال المغرب وموريتانيا للأراضي الصحراوية.
وتناول المؤلف أيضا مرحلة الحرب بين جبهة البوليساريو والمغرب بين عامي 1975 و1991، مرجعًا استمرار الأزمة إلى "دعم قوى كبرى للمغرب، خصوصا فرنسا"، التي قال إنها "استخدمت الفيتو في مجلس الأمن أكثر من 14 مرة لحمايته".
كما خص الكاتب فصلا كاملا لدور المرأة الصحراوية، معتبرا إياها "الركيزة الأساسية في استمرار النضال اليومي داخل المخيمات"، لما تضطلع به من مهام اجتماعية وكفاحية تحافظ على تماسك المجتمع الصحراوي في المنفى.
وختم آيت موهوب مداخلته بالتأكيد على أن الحل الوحيد للنزاع هو تنظيم استفتاء حر ونزيه يعبّر فيه الشعب الصحراوي عن إرادته الحقيقية، بعيدا عن الضغوط السياسية ومحاولات فرض تسويات غير عادلة.

