2025.11.09
الدعم السريع يرتكب انتهاكات مروّعة في الفاشر سياسة

الدعم السريع يرتكب انتهاكات مروّعة في الفاشر


تحدث تقرير لوكالة رويترز، نشر يوم أمس، عن مشاهد مأساوية عاشها المدنيون في مدينة الفاشر السودانية، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر الماضي، في واحدة من أكثر الحلقات دموية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف بين الجيش السوداني والقوات قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا، وفق تقارير متعددة.

ووفقًا لشهادات نقلتها رويترز عن شهود فرّوا من المدينة، فقد تعرّض المدنيون لإطلاق النار في الشوارع واستُهدفوا بطائرات مسيّرة، كما وقعت عمليات دهس متعمد بالشاحنات من قبل مسلحي الدعم السريع.

وقال أحد الشهود إن “الشباب وكبار السن وحتى الأطفال تعرضوا للدهس والقتل الجماعي”، بينما أشار آخر إلى أن “خمسين أو ستين شخصًا قُتلوا في شارع واحد”.

وأورد التقرير أن بعض المدنيين اختُطفوا، فيما تُرك آخرون ينزفون حتى الموت داخل منازلهم، مضيفًا أن صور الأقمار الصناعية التي نشرها مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل أظهرت مؤشرات على وجود مقابر جماعية في عدة مناطق من المدينة.

وأكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن المدنيين لا يزالون محاصرين داخل الفاشر “وسط مخاوف من استمرار الإعدامات الميدانية والاغتصاب والعنف بدوافع عرقية”.

وأشار التقرير إلى أن قوات الدعم السريع، التي أعلنت لاحقًا موافقتها على هدنة إنسانية برعاية أمريكية وعربية، واصلت شنّ هجمات بطائرات مسيّرة على مدن سودانية أخرى، في خرق جديد لأي مساعٍ لوقف إطلاق النار.

تنديد بـ "التدخل الإماراتي"

وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد الانتقادات الإقليمية والدولية للدور الإماراتي في دعم قوات الدعم السريع بالمال والسلاح، وهو ما ساهم – بحسب مراقبين – في إطالة أمد الصراع وتعميق الكارثة الإنسانية في السودان، خاصة في إقليم دارفور الذي شهد على مدار الأشهر الأخيرة عمليات تطهير عرقي وتهجير واسعة النطاق.

وفي شهادات أخرى أوردها التقرير، تحدثت امرأة تُدعى “أم جمعة” عن فقدان أفراد من عائلتها خلال الهجوم، قائلة: “قتلوا الناس بالآلاف... من لم يمت في الطلقة يُجهزون عليه”.

ويُعد سقوط الفاشر، حسب مراقبين، خطوة مفصلية في مسار الحرب، إذ عزّز سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق دارفور، في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات الموثقة ضد المدنيين.