2025.10.02
عاجل :



غزة تحت الحصار الرقمي.. و\ سياسة

غزة تحت الحصار الرقمي.. و"وفا" تكشف تفاصيل التعتيم الصهيوني المقصود


إيمان بن يمينة
منذ 6 ساعات

نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" تقريرًا أكدت فيه أن الاحتلال الصهيوني يتعمّد منذ عامين استهداف البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، في محاولة لفرض عزلة رقمية خانقة على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت القصف والحصار، ومنع العالم من مشاهدة جرائمه أو سماع أصوات ضحاياه.

ووفقًا لتقرير "وفا"، فإن قوات الاحتلال دمرت بشكل ممنهج مقاسم الاتصالات ومحطات الإرسال الهوائي، وقطعت الكابلات الليفية "الفايبر" التي تربط غزة بشبكات العالم الخارجي، ما أدى إلى انقطاع شبه كامل لخدمات الاتصال والإنترنت في أكثر من مناسبة، كان أبرزها في شهري جوان وسبتمبر الماضيين بعد قصف مباشر لخطوط الاتصالات الرئيسية.

وأضافت الوكالة أن الاحتلال الصهيوني يتعمد قطع الاتصالات والإنترنت فور اقتحامه لأي منطقة داخل القطاع، في خطوة تهدف إلى التعتيم على الجرائم وارتكابها بعيدًا عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي، مؤكدة أن انقطاع الاتصالات والإنترنت بات ذريعة لممارسة أبشع الجرائم بصمت، دون أن يراها العالم أو يوثّقها أحد.

صعوبات مستمرة تواجه الصحفيين في غزة

وأشار التقرير إلى أن الصحفيين والمراسلين في قطاع غزة يواجهون صعوبات بالغة في نقل الأخبار وتوثيق الأحداث، إذ يعجز الكثير منهم عن رفع المواد الإعلامية أو التواصل مع مؤسساتهم الصحفية بسبب الانقطاع المتكرر في الشبكة، ما يجعلهم في كثير من الأحيان محاصرين في مناطق خطرة دون وسيلة تواصل أو نداء استغاثة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، ارتفاع حصيلة الصحفيين المستشهدين، في الحرب، منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 254.

254 صحفي شهيد منذ بداية الحرب

وقال المكتب الحكومي في بيان له: "ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 254، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الصحفيين سامي داود ويحيى برزق".

وأدان المكتب "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، داعيا الاتحادات الصحفية العربية والدولية إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة بحق صحفيي وإعلاميي غزة.

وحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية، والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية،المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم.

قطاعات أخرى

كما لفتت "وفا" إلى أن الأضرار لا تقتصر على العمل الإعلامي، بل تمتد لتطال مختلف القطاعات الحيوية في غزة، حيث تعطلت خدمات المستشفيات والإسعاف والدفاع المدني في أكثر من مرة نتيجة انقطاع الاتصالات، ما تسبب في تأخير إنقاذ الجرحى وارتفاع أعداد الضحايا.

وأوضح التقرير أن نحو 30% فقط من محطات الاتصالات الخلوية في القطاع تعمل بشكل جزئي، وسط ضغط كبير على الشبكة بسبب ازدياد عدد النازحين في مناطق محدودة، ما يضعف جودة الخدمة ويؤدي إلى انقطاع المكالمات والانترنت بشكل متكرر.

قيود مشددة على عمليات الصيانة

وأشارت الوكالة إلى أن الاحتلال الصهيوني يفرض قيودًا مشددة على عمليات الصيانة والترميم لشبكات الاتصالات، إذ تشترط قواته موافقتها المسبقة على دخول فرق الصيانة أو إدخال المعدات اللازمة، وهو ما يؤدي إلى تأخير الإصلاحات لأيام أو أسابيع، في إطار سياسة ممنهجة لعزل غزة رقميًا.

وخلص التقرير إلى أن العزلة الرقمية المفروضة على قطاع غزة تحوّلت إلى سلاح جديد في يد الاحتلال الصهيوني، يستعمله لطمس الحقيقة، والتغطية على جرائمه ضد المدنيين، ومنع العالم من متابعة ما يجري على الأرض في واحدة من أعنف الحملات العدوانية التي يشهدها القطاع منذ عامين.

ارتفاع الحصيلة الدموية

وفي هذا السياق، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67,074 شهيدا و169,430 مصابا، منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 66 شهيدا و265 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وبلغ عدد من وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية من شهداء المساعدات 6، والإصابات 40، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,603، وأكثر من 19,094 مصابا.

وأشارت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

مجاعة مستمرة

كما سجل حالتي، خلال الـ24 ساعة الماضية وفاة لطفلين، نتيجة التجويع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا سياسة التجويع الصهيونية إلى 459 شهيدا، من بينهم 154 طفلا.

وكان تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، أكد حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر الماضي.

وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.