شهد ميناء الجزائر منذ بداية عام 2025 تحولا نوعيا في قدراته التشغيلية، حيث نجح الميناء في معالجة نحو مليون حاوية واستقبال حوالي 2000 سفينة منذ يناير الماضي. هذا ما أكده وزير الداخلية والنقل، السعيد سعيود خلال إشرافه على مراسم إعادة دخول الرصيف رقم 18 الخدمة.
جاء هذا بعد أن تم استلام الأرصفة الرئيسية الأخرى (19، 20، و21) في يوليو الماضي. وقد لعبت الشركات الوطنية دورًا محوريًا في إنجاز هذه الأشغال، التي شملت إعادة بناء كيلومتر كامل من الأرصفة وتجهيز أكثر من 5.5 هكتار من الأرضيات المبلطة، مما رفع قدرة تحمل الأرصفة إلى 26 طنًا للمتر المربع.
تحسن قياسي في الأداء والخدمات
أبرز الوزير سعيود النتائج الملموسة لهذه التحديثات، التي انعكست إيجابًا على حركة الملاحة. فقد تم خفض نسبة إشغال الأرصفة في الميناء إلى حوالي 80%، بعد أن كانت تتجاوز 98% في السابق.
كما انعكس هذا التحسن على تجربة المسافرين، حيث أكد الوزير أن عملية تفريغ بواخر المسافرين المحملة بالسيارات وتحضيرها لا تتجاوز حاليًا ساعتين، ما خلق ارتياحاً واسعاً مقارنة بالسنوات الماضية.
من جهته، أشار المدير العام لمؤسسة ميناء الجزائر، عبد الحميد بوالعام، إلى أن وتيرة معالجة السفن نمت بأكثر من 30% خلال الربع الأخير، مع ارتفاع حركة معالجة الحاويات بنسبة 42% بفضل الأرصفة الأربعة التي دخلت الخدمة.
المناوبة (24/24) تغير طبيعة العمل
تعد القرارات الهيكلية التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، وأبرزها تعميم نظام المناوبة على مدار الساعة (24/24) في ستة موانئ كبرى، عاملاً حاسماً في هذا النجاح. فقد ساهم النظام في:
· تقليص فترة انتظار السفن إلى أقل من أربعة أيام.
· خفض مدة عمليات الشحن والتفريغ إلى أقل من ثلاثة أيام.
· تحقيق تحسن ملحوظ في ميناء جيجل، حيث انخفضت مدة الانتظار فيه من أكثر من 60 يومًا إلى أقل من 15 يومًا.
وفي ختام تصريحه، أعلن الوزير عن انطلاق وشيك لأشغال تأهيل وتقوية الرصيف رقم 17، ضمن برنامج شامل لإعادة تهيئة أربعة أرصفة أخرى، بهدف تعزيز كفاءة العمليات وسرعة التعامل مع البواخر في المستقبل القريب.

