عدوان وقصف من نوع آخر يشنّه بنو صهيون وأذنابُهم ليس على سكان غزة فقط، بل طال - هذه المرة - الرّياضيين المتضامنين مع "طوفان غزّة"، والمنددين بجرائم الاحتلال ضد المدنيين، لتلوحَ لهم في الأفق عقوبات التّوقيف والطّرد والتّنديد بما "اقترفوه" من موقف حسموه يقينا لصالح القضية الفلسطينية العادلة، موقفٌ أعلنوا من خلاله رفضهم همجية الاحتلال الصهيوني. إن العدوان الذي يشنه الصهاينة وأذنابُهم ضد اللاعبين يفضح سياسات تحيّز الأندية والاتحادات الرياضية في أوروبا لنصرة الكيان الصهيوني، ويميط (العدوان) اللثام عن ازدواجية في في المعايير جد مقيتة ستبقى وصمة عار في تاريخ هيئات وُجدت لتنشر روح التآزر بين الشعوب وتعزز الأخلاق والمثل العليا عبر ممارسة الرياضة؛ فهذه الهيئات نفسها، التي أشهرت البطاقة الحمراء في وجه اللاعبين المتضامنين مع سكان غزة والقضية الفلسطسنية وأنكرت عليهم رفضهم تقتيل المدنيين واستهداف المستشفيات كانت تتزاحمُ في الطابور الدّاعم لأوكرانيا تنديدا بالغزو الروسي. لقد اتضح جليا أن لسان حال المنظومة الغربية يقول إنّ الأوكرانيين يدافعون عن وطنهم وهم "مقاتلون أحرار" وجب دعمهم ونصرتهم، أمّا الفلسطينيون وسكان غزة فهم "إرهابيون" وجبت محاربتهم بل ومحاربة من يناصرهم.
إنستغرام وفايسبوك يضيّقان على الحسابات التي تفضح بشاعة "إسرائيل"
هجوم في الواقع وآخر في المواقع.. والقضية دعائية
تتوالى رسائل الدّعم والتّضامن مع الشّعب الفلسطيني، من نجوم الرّياضة وكرة القدم العربية والعالمية بعد العدوان الصّهيوني على قطاع غزة، غير أنّ البعض منهم دفع ثمن منشوراته على مواقع التّواصل الاجتماعي وتعاطفه مع القضيّة الفلسطينية ومساندته ضحايا العدوان والقصف والإجرام على غزّة، حيث تعرّض عدد من اللّاعبين المحترفين في كبريات البطولات الأوربية لـ "قصف" من نوع آخر، بعد القرارات والعقوبات الصّارمة الصادرة في حقّهم والإجراءات المتشدّدة التي قد تهدّد مستقبلهم الرّياضي. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي مواقف مشرّفة عديدة للاعبين جزائريين وعرب ومن جنسيات مختلفة، أكّدوا من خلالها تضامنهم مع الشّعب الفلسطيني في محنته، على غرار تغريدة كريم بن زيمة وموقف رياض محرز والحارس المصري الشناوي ومواطنه محمـد النّني واللّاعبة التونسية المتألقة في رياضة التنس أونس جابر، وغيرهم من اللّاعبين؛ وهو الأمر الذي كلّف البعض حملات تضييق حادة بلغت درجة الإيقاف، على غرار ما حدث للجزائري يوسف عطال مع فريقه نيس الفرنسي، وكذلك المغربي نصير مزراوي، نجم فريق بايرن ميونخ الألماني، كما أرغم بعض اللاعبين الأوروبيين على سحب تغريدات ينحازون فيها للكيان الصهيوني بسبب الانتقادات الحادة التي وجهت لهم، على غرار حارس ريال مدريد البلجيكي كورتوا، ولاعب أرسنال الأوكراني زينشيكو.حملة فرنسية شعواء وتحقيقات قضائية ضد المتعاطفين مع الفلسطينيين..
رياضيون يواجهون تهمةَ الدّفاع عن الإرهاب وتبنِّي خطاب الكراهية
دفع نجم المنتخب الوطني يوسف عطال فاتورة موقفه الدّاعم للشّعب الفلسطيني في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الوحشية ضد قطاع غزة، وهذا بعد قرار إدارة نيس توقيفه إلى إشعار آخر، رغم تقديم اللاعب اعتذارَه لإدارة فريقه، وهو ما يؤكّد التضييق الذي يعانى منه اللاعبون الجزائريون المحترفون في أوروبا بسبب مواقفهم المساندة للشعب الفلسطيني، ونشر يوسف عطال عبر حسابه الشخصي بـ "إنستغرام"، صورة له وهو متشحا الكوفيةَ الفلسطينية، كما نشر مقطعا مصوّرا لأحد الدعاة وهو يدعو بالنصر لفلسطين والشعب الفلسطيني. وردا على ذلك الموقف، قامت وسائل إعلام فرنسية ومسؤولون حكوميون، مثل عمدة مدينة نيس، كريستيان أستروزي، بشن هجوم ضارٍ على الدولي الجزائري، وهدّده بالطّرد من نادي المدينة إن لم يعتذر ويدين "إرهابيي حماس"، حسب تعبيره. وقال عمدة مدينة نيس "أتوقع من يوسف عطال، بعدما سمح لنفسه بأن يُستَغل أن يعتذر ويشجب إرهابيي حماس. إن لم يفعل ذلك فلن يكون له مكان في نادينا". وإثر هذه الحملة الشعواء حذف ظهير نادي نيس الفرنسي الفيديو، ونشر اعتذارا وتوضيحا، جاء فيه: "أدرك أن ما نشرته صدم كثيرين، ولم يكن ذلك في نيتي، وأعتذر عنه"، وأضاف: "أودّ أن أوضح وجهة نظري من دون لبس: أدين بشدة كل أصناف العنف، أينما كانت في العالم، وأتضامن مع كل الضحايا، لن أدعم أبدا خطاب الكراهية، السلام قيمة أؤمن بها بشدة". غير أنّ هذا الاعتذار لم يشفِ غليل السلطات الفرنسية، فقامت النيابة العامة في مدينة نيس بفتح تحقيق، ضد نجم المنتخب الجزائري بتهمة "الدفاع عن الإرهاب" و"التحريض على الكراهية أو العنف على أساس دين معين". ولم يسلم اللّاعب كريم بن زيمة - هو الآخر - من حملات التضييق التي مورست عليه من طرف الحكومة والإدارة الفرنسية، موظفة مساعيها للإساءة إلى سمعته بسبب تنديده بممارسات الكيان الصهيوني ووقوفه مع الشعب الفلسطيني، من خلال تغريدته على منصّة "أكس"، منتصرا للقضية الفلسطينية، ما يعكس انحياز الحكومة الفرنسية المفضوح للكيان الصهيوني وعزمها على محاربة كل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني. في هذا السياق الفرنسي الرافض لكل أشكال التعاطف مع الشعب الفلسطيني، شنَّ وزير الداخلية الفرنسي، جيرار دارمنيان، هجوما على كريم بنزيمة، لاعب اتحاد جدة السعودي، على خلفية تعاطفه مع الشعب الفلسطيني ضد الهجمات الإسرائيلية، وقال جيرار دارمنيان خلال مقابلة إعلامية، عند سؤاله عن دعم اللاعب لفلسطين: "إنّ كريم بنزيمة لديه علاقات ذات سمعة سيئة، وكما يعرف الجميع هو مرتبط بعلاقات سيئة السمعة بجماعة الإخوان المسلمين".اللاعبُ اعتبر قطع المياه والكهرباء ليسا من أخلاق الحروب..
نادِي ماينز الألمانيُ يتبرأُ من أنور الغازي ويُعلن إيقافَه!
وضمن سياسة تكميم الأفواه، وفي خطوة لحدّ اللاعبين من التّعبير عن مواقفهم الإنسانية، اتخذ نادي ماينز الألماني قرارا تعسفيا بطرد لاعبه المغربي أنور الغازي بعد تعاطفه مع فلسطين في منشور أتاحه على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ماينز في قرار إيقاف لاعبه الجديد القادم هذا الصيف من أيندهوفن الهولندي بعقد يمتد عامين، إنه "يعفي أنور الغازي من التّدريبات والمباريات، كردّ على منشور جرى حذفه بعدما نشره اللّاعب البالغ من العمر 28 عاما على وسائل التواصل الاجتماعي". وأعلن الفريق الذي ينتمي إليه اللاعب عن "إيقاف اللاعب، بعد أن اتخذ الغازي موقفًا غير مقبول بالنسبة للنادي بشأن الصراع في الشرق الأوسط، وذلك إثر مناقشة الأمر بين اللاعب ومجلس إدارة النادي"، واختتم الفريق الألماني: "يدرك ماينز أن هناك وجهات نظر مختلفة حول الصراع المعقد المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط، لكن من الواضح أن النادي ينأى بنفسه عن محتوى المنشور لأنه لا يعكس قيم نادينا". وقال الغازي في منشوره الدّاعم للفلسطينيين على "إنستغرام": "إنّها ليست حربا عندما يقوم طرف بقطع المياه، الغذاء والكهرباء على طرف آخر، فهذه ليست حربا. عندما يملك طرف أسلحة نووية، فهذه ليست حربا"، وتابع المهاجم الهولندي من أصل مغربي "عندما يقوم تمويل طرف بمليارات الدولارات، فهذه ليست حربا. عندما يقوم طرف باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مغلوطة عن الآخر، فهذه ليست حربا.. هذا ليس صراعا وهذه ليست حربا. ما نشهده الآن بشكل حي هو إبادة جماعية ودمار شامل"، وختم "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".أوروبا تتبنّى سياسةَ ازدواجيّة المعايير
في إطار استهداف اللاعبين المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني والمؤيدين لحقوقه في العيش والحياة الكريمين، والداعين لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، يبرز تعاطي الأندية الأوروبية بازدواجية فاضحة في المعايير، فحينما أعلن روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، تسابق لاعبو كرة القدم في العالم إلى دعم أوكرانيا والشعب الأوكراني، وطالبوا بإحلال السلام وإيقاف الانتهاكات الروسية. ولم يقتصر الأمر على اللاعبين، بل انضم تحت لواء الدّعم الأوكراني الأندية الأوروبية ورابطات الدوريات الأوروبية والهيئات الرياضية، وخاصة الكروية مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وفي إطار تبني ازدواجية في المعايير، تسابق الرياضيون العالميون ونجوم الصف الأول والفرق الكبيرة بأوروبا والعالم لإعلان دعمهم لأوكرانيا ضد العملية العسكرية الروسية، لكن الصمت القاتل ساد عالم الساحرة المستديرة عندما استخدم الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غزة، ومازال، إلا من قلة قليلة من الرياضيين القادرين على تحمل عواقب مواقفهم. وفي هذه الأثناء، ترتفع أصوات نقد الجماهير العربية المواقفَ الأوروبية، وتتهمها بالمتاجرة بشعارات حرية التعبير، معتبرين يافطات حقوق الإنسان التي رفعتها الدول الأوروبية طويلا طُرحت أرضا تحت زخات الرصاص الصهيوني المصبوّب على قطاع غزة.قال إن حقدا غربيا يطال الرياضيين المسلمين.. سليم دقّة لـ"الأيام نيوز":
ينبغي للـ "كاف" التّحرك لحماية اللّاعب الجزائري
يرى الإعلامي الرّياضي سليم دقّة أنّ "تعرض اللّاعب الدّولي الجزائري يوسف عطال وبعض نجوم الكرة من دول أخرى الدّاعمين للقضية الفلسطينية، والمطالبين باستقلالها، للمضايقات نابع من حقد غربي دفين للّاعبين العرب والمسلمين". وحسب المتحدث ذاته، فإنّ القرارات المجحفة والإيقاف غير المبرّر في حقّ عدد من اللّاعبين بعد تعاطفهم الأخير مع الشّعب الفلسطيني ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت كردّ فعل لمنعهم من نشر شعار المثليين، خلال النّسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم بدولة قطر المسلمة، فهذه عقلية دول الغرب التي فضحها الله في القرآن الكريم، بقوله تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ". وبالمناسبة، دعا الإعلامي الرّياضي سليم دقّة في تصريح لـ "الأيام نيوز"، المسؤولين في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه ما يتعرّض له اللّاعب الجزائري من عنصرية ممنهجة بعد مساندته للمدنيين من أطفال ونساء وأطباء وتنديده باستهداف المستشفيات، والوقوف مع القضية الفلسطينية".من ماليزيا إلى اليونان.. الملاعب تُناصِر فلسطين
وفي سياق متّصل، يتواصل دعم جماهير كرة القدم لسكان القطاع، والقضية الفلسطينية حول العالم، حيث برزت هتافات جمهور منتخب ماليزيا خلال مواجة فريقه نظيرَه الهندي، في مباراة جمعتهما في بطولة مارديكا الودية، والتي كان من المفترض أن يشارك فيها المنتخب الفلسطيني، قبل أن يعلن انسحابه جراء الظروف الراهنة. وكانت الحكومة الهندية قد اتخذت موقفًا داعمًا لإسرائيل، منذ انطلاقة عملية "طوفان الأقصى"، الأمر الذي دفع بالجماهير الماليزية لإشعال المدرجات بطريقة مهيبة، دعمًا لسكان غزة، وإدانة للعدوان الإسرائيلي على القطاع. وكانت جماهير منتخب إيرلندا أيضًا، قد حملت الأعلام الفلسطينية، خلال مباراة منتخبها ضد اليونان، ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية، في لقاء أقيمت في العاصمة دبلن، وقد هتفت الجماهير بالحرية لفلسطين.نجوم الرّياضَة العالميونَ يتضامنون مع غزَّة وينتقدونَ الإعلام الغربي
أعرب عدد من نجوم الرّياضة عبر العالم عن دعمهم لغزة ومساندتهم للقضيّة الفلسطينية بعد الهجوم الإسرائيلي على غزّة، وتفاعلوا مع مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي راح ضحيتها مئات الأطفال والنساء، ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسّام" في السابع من أكتوبر، كما حذر البعض منهم من التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي حول طبيعة ما يحدث في غزة.-
الملاكم البريطاني أمير خان.. لا أحد يُخيفُني!
-
الألماني أوزيل.. أينَ الإنسانيّة وأين النَّاس؟!
-
الجزائري رياض محرز.. نصرُ اللهِ قَريب!
-
المغربي حكيم زياش.. فلسطين سوف تتحرَّر!
-
المصري حسن كوكا.. "إسرائيل" استولَت على الأرض!
-
المصارع الروسي ماخاشيف.. قِفُوا مع فلسطين!
-
التونسي عيسى العيدوني.. يرفعُ رايةَ الزَّيتون!
-
المصري محمـد النني.. يُذكِّر بقبّة الصّخرة!
-
الجزائري سفيان فيغولي.. أنا مع فلسطين!
-
نجمة التنس التونسية أنس جابر.. لا أقبل بأن تُسلبَ الأرض!
ليسوا عربًا أو مسلمين..
نجوم كرةٍ عالميّون يدعمون القضيةَ الفلسطينية
قد يبدو من الطّبيعي أن يدعّم نجوم الرّياضة العرب والمسلمون القضية الفلسطينية بحكم انتمائهم للمنطقة والتقاليد المشتركة والدين الواحد، إلا أنّ الدّعم الذي يأتي من نجوم كرة القدم حول العالم يكون اختياريًّا للغاية، كون هؤلاء غير مسلمين أو عرب ولا يتعرضون لأي ضغوطت شعبية تدفعهم للتّعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، فضلًا عن اللّبس الكبير الذي يواجه أيّ أجنبي حيال تلك القضية التي شابتها أزمة مفاهيم كبيرة، فتحولت إلى مصطلحات مثل "الصّراع العربي الإسرائيلي" أو "الحرب الفلسطينية الإسرائيلية" أو "تبادل الصّواريخ بين إسرائيل وحركة حماس"؛ كلّ هذه التّسميات تنزع الاحتلال من معناه الحقيقي، وتجعل القضية خاضعة لتقييمات مبنية على معطيات مجتزأة من السّياق. نجم كرة القدم العالمي الذي يختار أن يقرأ فيعرف حقيقة الأمر، ثم يقرّر أن يدعم الجانب الفلسطيني، ثم يتخطّى ذلك إلى إعلان وجهة نظره باستخدام كلمة "فلسطين" واستنكار "إسرائيل" بهذا الوضوح، يمكننا أن نثمِّن فعلًا مواقفه، خاصة نجوم الكرة من غير المسلمين أو العرب، والذين أعلنوا بوضوح دعمهم للقضيّة الفلسطينية، نذكر منهم: إريك كانتونا.. يُلقي شعرًا تَحرريًّا! أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي ربما يكون أكبر داعم للقضية الفلسطينية بين لاعبي كرة القدم من غير المسلمين أو العرب، وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة، فأثناء الاعتداءات على حي الشيح جراح في 2021، نشر كانتونا صورة له وهو يرتدي قميصًا مكتوبًا عليه: "الأمل لفلسطين" داعيًا متابعيه على حسابه في "إنستجرام"، والذين يصل عددهم إلى نحو مليون شخص، إلى التبرع وتقديم المساعدات لفلسطين. لم يكن هذا هو التضامن الأول لكانتونا، فقد سبق أن أعلن بشكل واضح رأيه في "إسرائيل" كـ "كيان عنصري لا بد ألَّا يُتَعامل معه بمكيالين". كان هذا في خطاب أرسله بنفسه عام 2012 إلى رئيس الاتحاد الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني، بعد إسناد حق تنظيم كأس أمم أوروبا تحت 21 عامًا نسخة 2013 إلى الكيان الصّهيوني. تساءل كانتونا عن سبب "عدم تناول الممارسات العنصرية لهذا البلد بشكل يومي"، مشددًا على ضرورة "ضمان عدم إفلات "إسرائيل" من عقوبة خرق القواعد والقوانين الدولية"، إلى جانب ذلك، يشارك المهاجم الفرنسي الذي اشتهر بشغبه على أرضية الميدان في العديد من التظاهرات والفعاليات الليبرالية الدّاعية للتحرّر في كل أنحاء العالم، وفي إحدى الفعاليات في فرنسا عام 2018 ألقى قصيدة "سأقاوم" لشاعر المقاومة الفلسطينية الراحل سميح القاسم مترجمة إلى اللّغة الإنجليزية. جوزيه مورينيو.. أوكرانيا وفلسطين مشكلةٌ واحدة! أيقونة تدريب كرة القدم جوزيه مورينيو فاجأ العالم بتصريح واضح في ماي 2022 عقب بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فعندما سُئل البرتغالي المتوج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي عن رأيه حيالها، قال لشبكة "سكاي سبورتس" إنّ الحرب لا بدّ أن تتوقّف، وإنه يشعر بالحزن لضحايا أوكرانيا تمامًا كما يشعر حيال ضحايا فلسطين وسوريا وقطاع غزة". ويمكنك أن تعرف بوضوح ما يعنيه مورينيو بالضّحايا من الجانب الفلسطيني عندما ذكر قطاع غزة على وجه التحديد، واستخدم كلمة "فلسطين"، وليس "الحرب" أو "الضحايا" أو "الأبرياء" أو حتى "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، أو أيًّا من تلك المصطلحات التي تؤخر أكثر مما تقدم. دييجو مارادونا.. أنا "فلسطيني"! أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم بالنّسبة إلى الكثير لم يُخفِ دعمه للقضيّة الفلسطينية، وأعلانه - بصراحته المعتادة - مناصرة أي حركة تحرّر أو تمرد على مستعمر، أو حتى على ديكتاتورية داخلية. مارادونا الذي كان صديقًا مقربًا لفيدل كاسترو الرّئيس الكوبي الأسبق وأيقونة الثورة الكوبية، ولم يُخفِ حبه لأسطورة المقاومة حول العالم تشي جيفارا عبر تصريحاته وارتداء قمصان عليها صورته، قال في الإمارات حين كان يستعد لتدريب نادي الوصل في 2011: "أحترم الشّعب الفلسطيني، أنا المحبوب الأول لهم، أؤيد قضية هذا الشعب القائمة على الكفاح، أقف ضد الظلم". وفي فعاليات عدة ارتدى الكوفية الفلسطينية تعبيرًا عن إيمانه بالقضية، وله أكثر من صورة يرفع فيها علامة النصر ويقول: "تعيش فلسطين". وإلى جانب كل هذا، فقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش مونديال روسيا 2018، ليسلم عليه بحرارة ويقول له: "أنا من الدّاخل فلسطيني". هيكتور بيليرين.. لا أحد يتحدث عن الحرب في فلسطين! من جانبه، لم يُخفِ الظهير الأيمن لنادي أرسنال الإنجليزي في تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية، استغرابه من سياسة الكيل بمكيالين حيال الحرب التي تشنها "إسرائيل" على الجانب الفلسطيني. بيليرين استغرب في تصريحاته منع روسيا من خوض مباراة الملحق التأهيلي لمونديال قطر 2022، أو بالأحرى حرمانها من لعب كأس العالم على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا التي أعلنتها في فيفري 2022، وقال: "هذه عنصرية، لا يتحدث أحد عن الحرب في فلسطين أو اليمن، دائمًا ما كان الصمت هو السائد، لكن روسيا لن تلعب كأس العالم". كان هذا بعد أيام من نشره تغريدة على منصة "إكس" و"تويتر" سابقا قال فيها: "علينا أن ندرك النزاعات الأخرى في العالم، العديد من البلدان علينا أن نعرف مقدار الألم الذي تمر به من فقدان الأحباء وانتهاكات حقوق الإنسان". دروجبا وهازارد يوقِّعان لائحة ضد "إسرائيل" ضمن استنكاره إقامة بطولة الأمم الأوروبية تحت 21 عامًا نسخة 2013 في "إسرائيل"، أطلق المالي فريدريك كانوتيه حملة لسحب تنظيم البطولة من "إسرائيل" اعتراضًا على ممارساتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. الحملة ضمت توقيع 60 من نجوم عالم الرياضة، في طليعتهم كلٌّ من ديدييه دروجبا وإيدن هازارد إلى جانب عدد من اللاعبين المسلمين والعرب، وطالبت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيان رسمي بسحب تنظيم البطولة من الجانب الإسرائيلي. البيان الذي أعلنت به مبادرة كانوتيه مطالباتها صرَّح بأن "موقعيه كلاعبي كرة قدم متضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعيش تحت الحصار، وهو محروم من الحرية والكرامة الإنسانية، العدوان الأخير الذي راح ضحيته أكثر من 150 مدنيًّا وطفلًا بريئًا وصمة عار على الضمير البشري"، مضيفا بأنّه "من غير المعقول اعتقال الرياضيين الفلسطينيين وقتل الأطفال وهم يلعبون كرة القدم". جدير بالذكر أن العديد من النجوم غير العرب أو المسلمين، ممن شاع دعمُهم القضيةَ الفلسطينية من أمثال كريستيانو رونالدو أو جيانلويجي بوفون أو ليونيل ميسي إما أن مظاهر دعمهم لم تكن إلا مبالغة من الطرف العربي، أو أن مساهماتهم تمت عبر جمعيات ترعى حقوق الإنسان بشكل عام دون أن يعبروا بوضوح عن دعم القضية الفلسطينية، وهذا مختلف عن النماذج التي استعرضناها، والتي عبرت بوضوح لا يقبل اللُّبس عن دعم القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني.البروفيسور ميسيوري رزقي:
"موقف نجوم الرياضة دعمٌ كبيرٌ للقضية الفلسطينة وضغط على الاحتلال الصهيوني"
بقلم: د. ميسيوري رزقي - خبير في علوم التدريب الرياضي النخبوي حملت "الأيام نيوز" قضية الحرب المعلنة ضد الرياضيين إلى البروفيسور الخبير في علوم التدريب الرياضي النخبوي، تستبين الأمر من وجهة نظره المطلعة على المجال الرياضي وخباياه، فما كان لمحدثنا إلا أن قال في مساهمة خصّ بها "الأيام نيوز": "عيب وعار على كل الصامتين والمطبعين والمساندين لوحشية الآلة الحربية الصهيونية ودعاة الديمقراطية على ما يحدث في غزة بفلسطين من انتهاكات علنية لحقوق الإنسان يندى لها الجبين، بنايات ومستشفيات وأحياء تقصف بلا هوادة، قتل عشوائي للرضّع والأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من همجية بني صهيون الحربية، لكن هيهات هيات وعد ربك آتٍ، وهو الحق المتعالي الجبّار، وألف رحمة على شهداء فلسطين". كلّ الدّول الدّاعمة للكيان الصّهيوني حين إبرام عقودها الاحترافية مع الرّياضيين الأجانب الآتون من قارات أوروبا وآسيا وأمريكا، وحتّى من دول أوروبا المجاورة وعلى رأسهم المسلمين الناشطين في المجال الرّياضي التّنافسي، خاصّة المغتربين من شباب الجاليات الذين ولدوا وتربّوا وترعرعوا في أوروبا، يُطلب منهم الخضوع للقوانين الدّاخلية لكلّ بلد على حدة، وكذلك لقوانين الاتحاد الأوروبي التي تجعل من معاداة السّامية أهم بند يطلب عدم خرقه وإلا فإنزال العقوبات الصّارمة وارد بلا رحمة. الغرب بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي يتغنى بها صراحة، ما يجري لبعض اللّاعبين النّاشطين في مجال كرة القدم من محاولة إسكات للأفواه والحيلولة دون مساندة المضطّهدين في العالم وخاصّة مضطّهدي فلسطين في غزّة على وجه الخصوص ولاسيما الضّفة، على غرار كريم بن زيمة ومحمـد صلاح ويوسف عطال ومزراوي وغيرهم كثير، ما هو إلاّ الوجه الغربي العنصري الآخر المنحاز لطرف على حساب طرف آخر، إنها حقيقة الحضارة الغربية التي تتغنّى بها أوروبا ديمقراطيا وهي بعيدة كل البعد عن في الدّيمقراطية. كيف لا، وهي تقيّد حرية التعبير وتؤيّد العنف والإجرام الحربي العشوائي وتدعّمه معنويّا وماديا وإعلاميا بل وتناضل من أجله وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا.. إلخ. كيف لا وهي تعمل على فرض عقوبات صارمة لكل من تسوّل له نفسه أن يعبّر عن رأيه ويصرّح تصريحا إذاعيا أو مصورا مساندا لطرف، أو ينشر عبر حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي منشورات مساندة لطرف ما، تصل لحدّ الإيقاف والطّرد والسّجن والغرامة المالية الضّخمة، بل وصلت لحدّ سحب الجنسية كما يحدث للاعب الفرنكو- جزائري كريم بن زيمة، الذي استنكر ما يجري في فلسطين من قتل همجي واستباحة دم الأبرياء من الرضع والأطفال والنّساء، وحتّى الحيوانات على اعتبار أنّ حركات المقاومة التي تدافع عن الوطن وتدعمها شعوبها هي منظّمات إرهابية -حسبهم- وجب محاربتها بكلّ الآليات ولو تطلّب ذلك قتل المواطنين الأبرياء. العنصرية وإزدواجية المعايير سِمتا الأنظمة الغربية ما حدث للاعبنا الدّولي الجزائري المحترف في فريق نيس الفرنسي يوسف عطّال - الذي نشر فيديو لأحد الأئمة الفلسطينيين عبر خدمة (ستوري) في حسابه الخاص، هذا الأخير الذي يعتبر عند النّظام الفرنسي شخصيّة إرهابية، يتطلّب الإيقاف ورفع دعوة قضائية لتغريمه وسجنه لمدّة قد تصل لسبع سنوات نافذة - حسب القانون الفرنسي- خطوة ترسم أحد نماذج التّعامل العنصري للأنظمة الأوروبية الغربية المساندة علنا للكيان الصّهيوني ضد لاعبي كرة القدم بخاصّة والرّياضيين الأجانب والمغتربين أصحاب الجنسيات المزدوجة على وجه العموم. وكم هم كثر كاللاعب أوزيل مسعود في ألمانيا وكريم بن زيمة في فرنسا، بل وصل بهم الجرم أن أرغموا الكثير من اللّاعبين على التّرويج للمثلية الجنسية إكراها، ووصل بهم الحد أن أعلنوها في منتخباتهم الوطنية كما جرى مع المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم في دورة كأس العالم قطر 2022 حينما تحدّى السّياسيين المستضيفين للدّورة، وقوانين المنافسة العالمية التي تقضي باحترام المنظومة القانونية للدّولة المحتضنة للدّورة. وضع إطار عالمي لحماية حقوق الرياضيين ضرورة ملحّة حان الوقت لكي نضع إطارا عالميا يحمي اللاعبين الأجانب والمغتربين ومزدوجي الجنسية من مغبات القوانين الأوروبية المجحفة في حقهم، لحماية حقوقهم الرياضية التي تتعرّض للانتهاك بقوانين داخلية نظامية، التي تقيّد الحرّيات ومنها حريّة التّعبير ومساندة المضطهدين وحرّية المعتقد الدّيني والفكري. ونحمل المسؤولية كاملة للفيدرالية العالمية لكرة القدم FIFA)) على ما تفعله دول أوروبية من انتهاكات للحقوق ورفس كل قوانين الإنسانية التي يريدونها على مقاساتهم، ومحاولاتها المتكرّرة للإضرار باللّاعبين الأجانب والمغتربين ومزدوجي الجنسية المسلمين، والتّضييق عليهم لمجرد أنّهم عبّروا وساندوا المضطّهدين في غزة - فلسطين - وفي كل بقاع العالم. وعلى الدّول الإسلامية التي تشكّل أكثر من مليار ونصف المليار نسمة أن تتّخذ موقفا حازما ضدّ هذه الكراهية والترصّد والتّضييق، الذي يطال اللّاعبين المسلمين في الدّول الأوروبية الغربية وإجبار فيدراليتاها على أن تضرب بكل قوّة ضمن المكتب التنفيذي للفيدرالية العالمية لكرة القدم، (FIFA) وأن تصعّد اللّهجة إلى حدّ التّهديد بالانسحاب من كلّ منافساتها العالمية والقارية سواء عند النّوادي المحترفة أو المنتخبات الوطنية. لقد أصبح لزاما على الدّول الإسلامية أن تتّحدد لتشكّل تيارا ضاغطا لحماية حقوق لاعبيها النّاشطين في البطولات الأوروبية الغربية، وأن تحمي لاعبيها من أضرار القوانين الدّاخلية لهذه الدّول المسيّسة لصالح الكيان الصهيوني. وعلى اللّاعبين المسلمين النّاشطين في هذه الدّول الأوروبية الغربية أن يتّحدوا عبر تنظيم موحّد للدّفاع عن حقوقهم بداخل هذه الدّول التي تنحاز وتفاضل وتحابب طرف الصهاينة على حساب طرف المسلمين. مساندة الرياضيين تعزيزٌ للقيم الإنسانية والتآخي بين الشعوب إنّ التّنديد والمساندة اللذين يبديهما الرياضيون النّجوم، وعلى رأسهم نجوم كرة القدم، سيكون له الأثر البالغ لنصرة سكان أهل غزة وفلسطين، رغم أنه دعم معنوي لكن صداه سيكون عالميا يصل إلى كلّ شعوب العالم المسلمين وغير المسلمة. وفي الوقع، سيكون لهذا الدعم أثر اجتماعي ومادي لتعزيز القيم الإنسانية والتآخي بين شعوب العالم ومساندة الشّعوب المضطهدة كالشّعب الفلسطيني المضطهد منذ 75 سنة من الاحتلال الصهيوني. مساندة نجوم الرياضة ونجوم كرة القدم للقضية الفلسطينية هي دعم إنساني لقضية عادلة، وضغط معنوي لإيقاف همجية الآلة الحربية الصّهيونية الظالمة والمنتهكة لحق الإنسان الفلسطيني في العيش بسلام وأمن فوق أرضه، فمن أبسط ما يذكر بخصوص هذه الحقوق الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصّحية والاجتماعية وممارسة الرياضة وغيرها.. وسيكون وقع المساندة هذه - حتما - المساهمة في رفع المعاناة على شّعب أعزل يفتقد لأبسط مظاهر الحياة الكريمة، مساندة سيسجلها التاريخ بأحرف من ماس تؤرخ لتعاطف نجوم الرّياضة مع شعب أعزل يقف في وجه محتل صّهيوني غاصب للأرض، يجيد تقتيل الأطفال.