ذكرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، في تقرير حديث، وفق ما نقلته وكالة "تسنيم" للأنباء، أن السجون الصهيونية تحولت، على مرّ السنين، إلى بيئة خصبة لتكوين وصقل قادة حركة المقاومة الفلسطينية، بعدما ساهمت سنوات الاعتقال الطويلة في بلورة وعي سياسي وأمني عميق لدى العديد من القيادات.
وأشار التقرير، حسب ذات المصدر، إلى أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار المستشهد يُعد من أبرز الأمثلة على ذلك، إذ قضى أكثر من عشرين عامًا في سجون الاحتلال، خرج بعدها بوعي متقدم تجاه طبيعة العدو، بعدما أتقن اللغة العبرية ودرس التاريخ والثقافة اليهودية داخل المعتقلات.
جيل جديد من القادة
وأكد التقرير أن سياسات القمع والاعتقال التي ينتهجها الكيان الصهيوني انقلبت عليه، إذ أدت إلى إنتاج جيل جديد من القادة الفلسطينيين الأكثر تنظيمًا وصلابة، مشيرا إلى أن صفقات التبادل غير المتكافئة بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية سمحت بعودة المئات من الأسرى إلى العمل المقاوم.
كما لفتت “ذا تايمز” إلى أن تجارب مماثلة طالت شخصيات بارزة مثل الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل هنية، ما جعل أجهزة الأمن الصهيونية تخشى من الإفراجات الجماعية التي تتحول في كل مرة إلى فرصة لإعادة بناء الحركة وتعزيز صفوفها بقيادات أكثر خبرة ومهارة.
وفي المقابل، وثّقت تقارير أممية – وفق المصدر نفسه – انتهاكات جسدية وجنسية ممنهجة داخل السجون الصهيونية، بينما تواصل سلطات الاحتلال إنكارها لتلك الجرائم رغم شهادات المعتقلين وتقارير المنظمات الدولية.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن صفقة الهدنة الأخيرة، التي أفرج بموجبه الكيان الصهيوني عن نحو 1,700 معتقل فلسطيني، أثارت حالة من القلق داخل الدوائر الأمنية الصهيونية خشية أن يعود هؤلاء إلى النشاط المقاوم، في مشهد يؤكد أن سياسة الاعتقال الجماعي فشلت في كسر إرادة الفلسطينيين، بل صنعت من السجون مدارس للمقاومة والفكر النضالي.