2025.11.09
جثث أُحرقت بالجملة.. الفاشر تحتضر سياسة

جثث أُحرقت بالجملة.. الفاشر تحتضر


إيمان بن يمينة
منذ 4 ساعات

كشفت شبكة أطباء السودان، اليوم الأحد، عن فظائع جديدة ارتكبتها قوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر غرب البلاد، بعد أن جمعت مئات الجثث ودفنت بعضها في مقابر جماعية، فيما أحرقت الأخرى بالكامل، في ما وصفته الشبكة بأنه محاولة يائسة لإخفاء آثار جرائمها ضد المدنيين، حسبما نقلته وكالة الاناضول.

المدينة، التي سقطت بيد هذه القوات في 26 أكتوبر، تحولت وفق شهادات محلية إلى مسرح لجرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان، في ظل صمت دولي مستغرب، يغض الطرف عن معاناة آلاف النازحين الذين فرّوا من منازلهم تحت القصف والجوع والرعب.

وأكدت الشبكة، حسب ذات المصدر، أن ما حدث في الفاشر ليس حادثة معزولة، بل حلقة جديدة في مسلسل العنف الممنهج الذي تمارسه "الدعم السريع" ضد السكان، متهمةً هذه القوات بانتهاك القيم الدينية والإنسانية التي تحرم التمثيل بالجثث وتفرض احترام حرمة الموتى.

الامارات.. المتهم الأول

وفي وقت يواصل فيه السودان نزيفه الإنساني منذ اندلاع الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" في أفريل 2023، تتحدث تقارير متعددة عن أطراف خارجية ضالعة في تغذية هذا الصراع، بينها الإمارات العربية المتحدة التي يُشتبه، وفق تقارير دولية، في تمويل وتسليح مرتزقة "الدعم السريع"، تحت غطاء المساعدات الإنسانية أو التجارة غير المشروعة عبر الحدود.

هذه التقارير أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية العربية، التي اعتبرت أن ما يجري لم يعد مجرد حرب داخلية، بل حرب بالوكالة تمزق السودان وتستهدف وحدته الترابية وسيادته الوطنية.

السودان تقطع علاقاتها مع الإمارات 

وفي مواجهة هذه التدخلات، اتخذت الخرطوم في الأشهر الماضية مواقف أكثر حزمًا، بلغت ذروتها في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهمةً إياها بتقويض الأمن القومي السوداني ودعم مليشيات خارجة عن القانون.

واليوم، تقف الفاشر، حسب متابعين، كشاهد جديد على فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين، وعلى ازدواجية الخطاب الغربي والعربي الذي يتحدث عن “الإنسانية” حين يناسبه الصمت، ويتجاهل المآسي حين تتعارض مع مصالحه.