2025.10.05
عاجل :



الجزائر تعيد بعث صناعة النسيج والجلود عبر خطة هيكلية طموحة تقارير

الجزائر تعيد بعث صناعة النسيج والجلود عبر خطة هيكلية طموحة


إيمان عبروس
10 يونيو 2025

في خطوة واعدة لإعادة بعث صناعة النسيج والجلود في الجزائر، كشف رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، جابر بن سديرة، في تصريح خص به موقع "الأيام نيوز"، عن سلسلة من التدابير الهيكلية التي تم الشروع فيها بالتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية، على رأسها وزارة التكوين والتعليم المهنيين ووزارة الصناعة، بهدف تنظيم هذا النشاط الحيوي ودمجه ضمن النسيج الاقتصادي الرسمي.

وأوضح بن سديرة أن قطاعه حظي بتجاوب إيجابي من طرف وزارة التكوين المهني، حيث تم منح الفاعلين في الشعبة حرية اختيار مركز تكوين من بين خمسة عشرة مركزا متخصصا في النسيج والجلود.

وقد تم تجهيز هذه المراكز في ظرف قياسي لتواكب متطلبات الحرفة وتتكيف مع المعايير الحديثة، ما يمهّد لتكوين جيل جديد من المهنيين المؤهلين لدخول سوق الشغل بكفاءة.

مناطق صناعية خاصة بالشعبة وتنظيم النشاط الموازي

كما شدد المتحدث على ضرورة تخصيص مناطق صناعية خاصة بشعبة النسيج والجلود، لاسيما في الولايات التي تعرف كثافة كبيرة في عدد المتعاملين بين 100 إلى 500 متعامل، مثل العاصمة، تلمسان، المدية، وهران، سطيف، باتنة، برج بوعريريج، البليدة، وتيزي وزو، إضافة إلى مناطق محلية كأولاد يعيش، بني تامو، ذراع بن خدة، ميرابو، بومرداس، وبني عمران.

وأكد  بن سديرة لـ "الأيام نيوز" أن إدماج النشاط غير الرسمي داخل أطر منظمة سيشكل نقطة تحول نوعية في ترقية الحرفة والانتقال نحو نمط إنتاج منظّم وعصري، مع منح الأولوية في الاستثمار للمنتجين والمناولين والموردين المحليين للمواد الأولية.

شراكات دولية لإنتاج ماركات عالمية وتصديرها

وفي بادرة طموحة، أعلن بن سديرة عن طرح مقترح للإشراف على جلسات تفاوض بين وزارتي التجارة والصناعة من جهة، ومستوردي العلامات التجارية العالمية من جهة أخرى، بهدف إنتاج هذه الماركات محليا وتوجيه جزء منها للتصدير. ويأتي هذا بعد التأكد من جاهزية الورشات الوطنية وقدرتها على تلبية معايير الجودة والإنتاج الكمي.

مركزية وطنية لاستيراد المواد الأولية ودعم السوق المحلي

ولم يغفل بن سديرة أهمية دعم الورشات الصغيرة والحرفيين، حيث أشار إلى مشروع إنشاء مركزية وطنية لاستيراد المواد الأولية بمشاركة مؤسسات عمومية، ما سيمكن الفاعلين المحليين من الحصول على مدخلات الإنتاج بأسعار تنافسية، ويعزز فرصهم في السوق.

كما أعلن عن إعادة فتح سوق الحراش للجلود والأحذية، إلى جانب استحداث أسواق جملة متخصصة لتسويق المنتوج المحلي وتسهيل وصوله إلى الزبون بأسعار مناسبة.

صيغة جديدة لتأمين العمال وتحفيز الاستثمار

و في الجانب الاجتماعي، كشف المتحدث عن العمل على ابتكار صيغة جديدة لتأمين العمال وفق نظام الأجر بالقطعة، ما يسمح بتأطير العاملين في القطاع وتحسين أوضاعهم الاجتماعية.

كما تم تفعيل شراكات مع مؤسسات عمومية في مجالات المناولة والتسويق، مع تفويض صلاحيات تنفيذية للجنة وزارية متخصصة تم إنشاؤها تحت إشراف وزارة الصناعة لتسريع تنفيذ البرامج الميدانية.

كما تمثل هذه الإجراءات منعطفا مهما في مسار إعادة الاعتبار لشعبة النسيج والجلود بالجزائر، حيث يجري العمل على وضع أسس متينة لمنظومة إنتاج متكاملة، تمتد من التكوين والتمويل، إلى التسويق والتصدير. وهي خطوات تؤكد التوجه الرسمي نحو مرافقة الحرفيين والفاعلين الاقتصاديين في بناء اقتصاد وطني منتج ومتنوع.